«التسلح السيبراني».. سباق عالمي جديد

بات واضحا أن العالم دخل مرحلة جديدة من التنافس والصراع في مجال «خطير» بعيدا عن سباق التسلح، ليصبح السباق في إطار «التسلح السيبراني».

وقد بدأت بالفعل، حسب خبراء في الشئون الدولية، حقبة جديدة من الحروب السيبرانية، ويخشى كثيرون من انطلاق دورة التصعيد الجديدة، مع سعي كل دولة للتفوق على الدول الأخرى في إطار سباق تسلح سيبراني لن ينتهي أبداً.

هجوم ستاكسنيت  ونووي إيران 

وأوضح الخبير البريطاني في الشؤون الدولية والاستراتيجية، بورزو درغاهي، أنه عندما شن العملاء الأمريكيون والإسرائيليون هجوم ستاكسنيت Stuxnet الإلكتروني على برنامج إيران النووي منذ أكثر من عقد من الزمن، هنـّأوا أنفسهم على إنجازهم، فقد قال الجواسيس والمهندسون والقراصنة الإلكترونيون لأنفسهم إنهم نجحوا في إلحاق أضرار بالغة بقدرة إيران على إنتاج اليورانيوم المخصب، وتمكنوا من إبطاء سير برنامجها النووي، من دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة أو التضحية بروح واحدة، لكن، تبين أن هذا الاستنتاج خاطئ إجمالاً، إذ سارعت إيران إلى تسخير مهاراتها ومعرفتها من أجل مواصلة تطوير وتسريع برنامجها النووي لكي يبلغ قدرات أعلى.

حقبة جديدة من الحروب الإلكترونية 

وقال بورزو درغاهي: لقد سرت في ذلك االوقت بعض الهواجس في قطاع الأمن السيبراني «الطري العود» آنذاك من احتمال إعادة هندسة فيروس دودة الحاسوب الإلكترونية، أو شيء من قبيلها، أو نسخه ومحاكاته لكي يتسنى للجهات التي استهدفها أن تستخدمه كذلك..وفي الواقع، لم تكن هذه الهواجس متشائمة بما فيه الكفاية، فقد افتتح ستاكسنيت حقبة جديدة من الحروب الإلكترونية العالمية، وبات عدد أكبر من الأفراد العاديين في مرمى المواجهات.

استراتيجية الأمن القومي

يوتابع الخبير الدولي: تذكروا أنه قبل شن هجوم ستاكسنيت، كانت الهجمات الإلكترونية غالباً ما تعتبر إلى حد كبير عمليات إزعاج أو تشويش أو سلوك إجرامي يستخدم لغايات التجسس في أوساط الشركات الكبيرة أو الحكومات. وبلغت قيمة قطاع الأمن السيبراني العالمي عندها عدة مليارات دولارات فقط، لكن في السنوات الخمس التي تلت الهجوم ، رجح أن تتخطى قيمته عتبة 210 مليارات دولار أمريكي (159 مليار جنيه استرليني). أصبحت الحروب السيبرانية جزءاً من استراتيجية الأمن القومي في عدة دول، كما أنها أداة أساسية في مجال التجسس ومكافحة التجسس والتخريب والسرقة. وكل الدول تجاهد من أجل تعزيز دفاعاتها السيبرانية وقدراتها الهجومية.

ويقول الخبراء إن روسيا وإيران تمتلكان قدرات هائلة في مجال الحرب السيبرانية، ولكن الدول المعزولة دبلوماسياً مثل إيران وكوريا الشمالية تحديداً هي مصدر قلقهم الأكبر لأنها لا تملك ما تخسره فعلياً، ولكن يمكنها في المقابل جني الكثير عبر استخدامها الأسلحة السيبرانية.

رعب «البرامج الخبيثة»

وتقول خبيرة أمن المعلومات في شركة الأمن السيبراني بروفبوينت (Proofpoint)، شيرود دي غريبو، إن «كوريا الشمالية تشكل حالة فريدة بسبب تركيزها الكبير والمستمر على التعاملات المالية والتجارية، ومن أهدافها الرئيسة عمليات تبادل العملات الرقمية ومحاولة جمع أسماء المستخدمين وكلمات السر بهدف النهب، من أجل تخفيف وطأة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي وسلوكها العدواني.

وقد وصف تقرير نشرته شركة بروفبوينت الشهر الماضي، قيام مجموعة اسمها كيموسكي (Kimusky)، والمعروفة كذلك باسم ثاليوم (Thallium) أو تي آي 406 TA مدعومة من كوريا الشمالية، بإطلاق هجمات منتظمة تستهدف الدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية والصحفيين والمنظمات غير الحكومية في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.

والأدهى كما تقول بروفبوينت، أن القراصنة الإلكترونيون يلجأون أكثر فأكثر إلى البرمجيات الخبيثة التي تتسلل إلى أنظمة تكنولوجيا المعلومات وتحصد البيانات بدلاً من محاولات التصيد القديمة التي تجذب أهدافها وتسعى لجعلهم يكشفون لها كلمات السر وأسماء المستخدمين.

وتقول دي غريبو، «بعد أن ألفوا عمليات تركز على البرامج الخبيثة، من الأرجح أنهم سيطورون مزيداً من البرمجيات الخبيثة»، سوف يهاجمونكم من عدة اتجاهات، عن طريق البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية والرسائل النصية..عليكم الحذر على كل الجبهات.

اختراق الهواتف

لكن، من دواعي القلق كذلك أن الأفراد لا يستطيعون فعلياً تفادي اختراق هواتفهم الذكية بأي طريقة كانت، في ما خلا أن يسكبوا عليها الوقود ويضرموا فيها النار فعلياً (التخلي عنها). فالشركة الإسرائيلية «أن أس أو» قد طورت أداة سمتها  «بيغاسوس» يمكنها التسلل إلى هاتف أحدهم من دون أن يضغط الهدف على أي رابط أو يفتحه. والآن بعد أن علم عباقرة تكنولوجيا المعلومات في إيران وكوريا الشمالية بوجود هذا النوع من البرامج، فالسؤال هو كم من الوقت سيحتاجون قبل أن يحاكوا هندستها ويعيدوا إنتاجها؟

دورة التصعيد

يخشى كثيرون أن تكون دورة التصعيد التي لا يمكن وضع حد لها قد بدأت بالفعل، فيما تسعى كل دولة إلى تجاوز الدول الأخرى في سباق التسليح السيبراني. فبعد أسابيع قليلة فقط من اتهام إسرائيل، ربيبة الغرب، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بشن هجوم سيبراني على محطات توزيع الوقود في إيران، يزعم أن طهران قرصنت مواقع المواعدة المخصصة لمجتمع الميم (مجتمع المثليين والمثليات)، كما مواقع الرعاية الصحية في إسرائيل ونشرت المعلومات الحساسة التي سرقتها منها على الشبكة.

التحكم في التسلح السيبراني

وقال الخبير البريطاني في الشئون الدولية والاستراتيجية، بورزو درغاهي، في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية The Independent : ربما حان الوقت لصياغة اتفاقية عالمية تحكم استخدام وإساءة استخدام ونشر الأسلحة السيبرانية على غرار طريقة تنظيم الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، ولكن الخبيرة دي غريبو تشكك في أن ينجح أي اتفاق دولي. فعلى خلاف القنابل الذرية، يمكن تشويش مصادر الهجمات السيبرانية بسهولة ولا يمكن التأكد من مخزونها. وتشكل القدرة على نفي الاتهامات بشكل مقنع إحدى نقاط الأفضلية الأساسية في اقتناء الأسلحة السيبرانية، مما يجعلها عصية على التنظيم.

معالمه السلاح السيبراني

ويرى «درغاهي»، أن خيال مطوري ستاكسنت السريين كان واسعاً لدرجة جعلتهم يخترعون فيروساً يمكنه القضاء على أنظمة الحواسيب على بعد آلاف الأميال، ولكن ربما كان ينقصهم بعد النظر لكي يتخيلوا شكل العالم الذي قد يشكله ويرسم معالمه، سلاح من هذا النوع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]