يعيش حزب “قلب تونس” على وقع صراعات داخلية محتدمة بما عزز فرضية أن تكون استقالة رئيس مكتبه السياسي، عياض اللومي، مقدمة لتصدّع الحزب، وإضعاف الائتلاف الداعم للحكومة المتكون من حركة “النهضة” و”قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة”.
ويرى محللون أن تطور الخلافات داخل الحزب، وحدوث انشقاق داخل كتلته النيابية، يربك مشاريع الحكومة التي تقدمها للبرلمان، كما أن رئيس الحكومة، هشام المشيشي، بات غير قادر على استقطاب أي جهة سياسية أخرى لتعوض حزب “قلب تونس” في إسناد الحكومة.
وبحسب مراقبين فأن حزب “قلب تونس” اكتسب مكانته في المشهد السياسي من خلال النشاط الخيري قبل الانتخابات والتسويق لزعيمه، نبيل القروي، وأن سجن الأخير كان بمثابة ضربة مزدوجة للحزب وللحكومة التي تعتبره رقما صعبا في معادلتها.
أزمة جديدة يعيشها حزب قلب تونس بإعلان القيادي البارز ورئيس مكتبه السياسي عياض اللومي استقالته من الحزب الذي تحصل على المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، اللومي برر استقالته من قلب تونس بوجود ما اطلق عليه لوبي الفساد داخل الحزب .
وقال الباحث التونيس، صبري زغيدي، إن ما يحدث مع عياض اللومي هي مسألة طبيعية، ومن المنتظر وجود استدعاءات أخرى خلال الأيام القادمة.
ولم يستبعد متابعون أن يكون مصير حزب “قلب تونس” كمصير حزب “نداء تونس” ،في ظل الصراعات الموجودة بين قياداته فضلا عن وجود مؤسسه والمرشح السابق للرئاسة، نبيل القروي، في السجن المتهم بقضايا فساد ما يفتح الأبواب أمام تغييرات على مستوى الحزب الذي يعتبر من أبرز الداعمين للحكومة الحالية.
وأكد الباحث السياسي، صالح عطية، أن استقالة اللومي جاءت في توقيت صعب ومعقد للغاية، أولا للحزب الذي يتواجد رئيسه في السجن، أيضا في ظل صعوبة الترتيبات والتفاهمات داخل الحزب.
وقدم نحو 10 نواب من قيادات حزب “قلب تونس استقالتهم من الحزب وكتلته النيابية في شهر مارس من العام الماضي، وهو أول انقسام شهده الحزب بعد فوزه بالمرتبة الثانية بالانتخابات البرلمانية الاخيرة.
وقال عضو مجلس نواب الشعب عن قلب تونس، فؤاد ثامر، إن استقالة اللومي تمثل حدث مهم داخل وإشكال حقيقي داخل الحزب، إلا أن هناك مساعي لإيجاد حلول، حيث أرجأ المكتب السياسي في الحزب النظر في الاستقالة لحين تكوين لجنة حكماء للنظر في أسبابها.
وأضاغ ثامر، خلال لقاء على شاشة الغد، أن اللومي هو أحد مؤسسي حزب قلب تونس، ومن المهم بقائه في الحزب، مشيرا إلى أنه لا مكان لوجود أشخاص متنفذين داخل الحزب كما قال اللومي.
فيما أوضح المحلل السياسي، بلحسن اليحياوي، أن الحزب تشكل على عجل هرباً من قانون كان سيمرر كان بإمكانه إقصاء من يمثلون “قلب تونس”.
