التعليم الإلكتروني أزمة جديدة ترهق كاهل اللاجئين في غزة
صعوبات كثيرة يواجهها طلاب المدراس في قطاع غزة، للحصول على الإمكانيات اللازمة لمتابعة دروسهم التعليمية عبر الإنترنت و لعدم توفر أجهزة الكمبيوتر، أو اكثر من هاتف محمول حديث لدى الأسرة، وإن توفرت فهناك عقبة تتمثل في عدم القدرة على الإشتراك في شبكات الإنترنت بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة.
الطلاب يتحدثون
تعاني الطالبة وردة ذات العشرة أعوام، العديد من الصعوبات التي تتمثل بعدم مقدرتها الحصول على وقت كافي لمتابعة دروسها على الهاتف المحمول، وذلك نظر لضيق الوقت وأيضا لأن شقيقتها تريد متابعة دروسها عبر المناصات الإلكترونية ، وكذلك أيضا لإنقطاع التيار الكهربائي لثماني ساعات “.
هذه المعوقات أثرت على الطالبة وردة والتى قالت في حديث لقناة ” الغد” :” أنا أعاني من صعوبات كثيرة، وهذه الصعوبات تحد من قدرتي على الإستيعاب والفهم، لذا أتمنى العودة إلى مقاعد الدراسة لأن هذا سيكون أفضل لنا، خاصة أن هناك مشاكل دوما في الإنترنت و تضيع علينا العديد من الدروس إذا كانت مباشرة “.
وأكدت وردة التي تعاني أسرتها ضيق الحال، أن تجربة التعلم عن بعد جديدة عليها و صعبة جدا، كونها لا تمتلك الإمكانيات التي تؤهلها لمتابعة دروسها، كون أسرتها لا تمتلك إلا جهاز جوال حديث واحد فقط متصل ببطاقة انترنت محدودة الوقت.
وفي الكثير من الأحيان تنتظر الطفلة وردة شقيقتها المتزوجة لعدة أيام لتأخذ جوالها وتساعدها في متابعة وشرح دروسها، لذا جل أمنياتها العودة لمقاعد الدراسة و التي تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا.
أما الوالد جمال أبو غبن 70 عاما، و الذي يقطن في مخيم الشاطي للاجئين الفلسطينيين ، عبر عن حزنه الشديد لسوء الأوضاع التي تنصب على رؤوس اللاجئين و ظروفهم الإقتصادية الصعبة و التي أثرت على مختلف أوجه الحياة لديهم، وعلى أطفالهم خاصة الذين ابتعدوا عن مقاعد الدراسة و لجوئهم إلى التعليم الإلكتروني . وقال أبوغبن في حديثه لقناة ” الغد”، :” نحن تفاجئنا بحجم الكارثة التي ألقى بها التعليم الإلكتروني علينا كأسر، لأن ذلك يمس حياتنا من نواحي مختلفة مثل عدم القدرة على شراء أجهزة هواتف لأبنائنا ، وكذلك مشكلة انقطاع الكهرباء، وأيضا ارتفاع ثمن حزم الإنترنت “.
متابعا حديثه، “لدي طلاب في الإبتدائي و الإعدادي وكذلك الثانوي، كلهم يحتاجون لمتطلبات ، فلا استطيع توفير الكمبيوتر أو الجوال أو الإشتراك في ماتور الكهرباء، لأن أوضاعنا الإقتصادية كما ترونها صعبة جدا جدا “.
التعليم عن بعد مؤقت
حول الأزمات التي يتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين في مجال التعليم الإلكتروني قال المستشار الاعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “اونروا” عدنان أبو حسنة،:” إن هذه القضية مؤقتة إلى حين افتتاح العام الدراسي، و نحن الآن ندرس البروتوكولات الصحية وذلك خوفا على صحة الطلاب والمدرسين من الإصابة بفيروس كورونا، ما الذي يجب أن تقوم به الأونروا.
وأوضح أبو حسنة خلال حديثه لقناة ” الغد” ، أن التعليم عن بعد هو ضروري حتى لا يكون هناك انقطاع عن متابعة الدروس، و أنه تم تسليم الكتب الدراسية للطلاب، ويتم التواصل معهم ليس فقط عبر الإنترنت، فهناك بطاقات التعليم الذاتي وهي عبارة عن فيديوهات تم تسليمها للأهالى. مواصلا حديثه ،وبلا شك أن التعليم عن بعد لن يعطي نتيجة كما التعليم الوجاهي أو المدمج و الذي نفكر به في المرحلة المقبلة وقريبا جدا سيكون قرار بهذا الإتجاه، وعدد الطلاب وفق الدراسات الموجودة لدي الوكالة الذين يمكن ان يكون لديهم انترنت وتحميل دروسهم هو 22 % فقط من طلاب قطاع غزة.
ويقطن قطاع غزة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في مدن وبلدات ومخيمات للاجئين على مساحة 360 كيلومترا مربعا، وتفرض سلطات الإحتلال الإسرائيلي حصارا على القطاع منذ 14 عاما.
