التغيير حتمي في لبنان.. «خريطة طريق» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

تغييرات مرتقبة في لبنان، تأسيسا على مقولات الدوائر السياسية في بيروت: أن ما بعد انفجار بيروت المدمر في 4 أغسطس/آب ليس مثل ما قبله.. وأن ما بعد زيارة ماكرون لبيروت ليس مثل ما قبله.. فقد كان الرجل واضحاً شديد الوضوح والصراحة عندما خاطب مستقبلية في لبنان، بأنه لا بد من تغيير النظام، وهو كلام شديد اللهجة يصدر للمرة الأولى عن رئيس دولة كبرى بحجم فرنسا، وبما تمثله أوروبياً ودولياً.

 

 ماكرون نفسه الذي أكد أنه لولا «اللياقات» الديبلوماسية لما كان التقى المسؤولين اللبنانيين، جازماً في المقابل بأنّ قرشاً واحداً من المساعدات لن يصل إلى «نظام مكبّل بالفساد المنظّم ولم يعد يحظى بثقة شعبه»..كلام لا شكّ في أنه أجهز على السلطة الحاكمة ودفنها في الحياة.

ماكرون دفَنَ السلطة بالحياة !

وتؤكد مصادر سياسية لصحيفة «اللواء» اللبنانية، أن الرئيس ماكرون حضر إلى لبنان، ليوجه هذه الرسائل المدوية التي لا يحب الرئيس ميشال عون وحلفاؤه سماعها، لأنها تعكس بكثير من الوضوح نبض الشارع اللبناني التواق إلى تغيير الطبقة الحاكمة التي تتحمل مسؤولية كل الكوارث التي حلت بالبلد على مدى السنوات الماضية، إدراكاً من الرئيس الفرنسي بأن الحكم في لبنان الذي أدار ظهره لمطالب الثوار، يتحمل مسؤولية مباشرة في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه من ترد وانهيار على مختلف المستويات.

وبالتالي فإن الدعوة إلى التغيير التي طالب بها الضيف الفرنسي، إنما تعكس التوجهات نفسها التي ينادي بها الشعب اللبناني الثائر منذ السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى التخبط واللامبالاة في أداء الحكم العاجز عن إيجاد الحلول التي تخفف من معاناة اللبنانيين المستمرة منذ سنوات، من دون أن تلقى كل النداءات الداخلية والخارجية صداها عند أهل الحكم من أجل التصحيح.

طلب تغيير ملموس من السلطة الحاكمة

واستناداً إلى المعلومات التي كشفت عنها نفس المصادر السياسية، فإن الرئيس الفرنسي الذي تعمد أن تطول مدة تفقده لمنطقة الدمار في الجميزة ومار مخايل، في سياق حرصه على سماع شكاوى الناس المظلومين، والوقوف على شكواهم بعد الكارثة التي حلت ببيروت، شدد على أن الأمور في لبنان لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، إذا لم يحصل التغيير المنشود الذي يطالب به الشعب اللبناني، مؤكداً أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء محاولات إغراق لبنان بمزيد من الأزمات، وهذا الأمر يتطلب من السلطة الحاكمة تغييراً ملموساً في أدائها، إذا أرادت فعلاً إنقاذ البلد.

 

 وترى الصحيفة اللبنانية، أن حرص الرئيس ماكرون على الاجتماع مع قيادات سياسية لبنانية، من بينها «حزب الله»، يأتي ترجمة للمبادرة الحوارية التي قال أن بلاده تنوي طرحها على اللبنانيين، لتقريب المسافات بينهم ومن أجل التخفيف من الانقسامات الداخلية، باعتبار أن البلد يمر بأزمة خطيرة، تتطلب توحيد المواقف الوطنية وتحصين الاستقرار الداخلي.

وتشير المعلومات إلى أن وجود رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، كان في عداد الشخصيات السياسية التي التقاها الرئيس ماكرون، إنما يمثل رسالة إلى الجميع في لبنان، وتحديداً «حزب الله» والحلفاء، بأن فرنسا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وهي لن تتأخر عن تقديم كل الدعم للشعب اللبناني، ولن تقصر في توفير الظروف الملائمة من أجل إعادة اللحمة بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية. وهذا يفرض العمل من أجل وضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، وفك الارتباط بأي أجندات خارجية.

 

ماكرون عرىّ السلطة الحاكمة والطبقة السياسة 

كان واضحا ان الرئيس الفرنسي، ماكرون عرىّ السلطة الحاكمة والطبقة السياسة التي آن أوان أن تتحمل المسؤولية، فما بعد انفجار بيروت ليس كما قبله لجهة حجم المأساة التي ستحل باللبنانيين، ومؤكدا بإصرار، أن الوقت يضيق، ولا بد من البدء بمسار آخر سمّاه «ميثاق سياسي جديد».

«خريطة طريق» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

لكن هذا الميثاق الجديد لا يعدو كونه «خريطة طريق» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تفادياً للسقوط الحتمي للبنان حياتياً واقتصادياً ومالياً. وتستند «خريطة الطريق» هذه على العمل لتأليف حكومة «وحدة وطنية»، من منطلق أن أي فريق سياسي غير قادر على الحل لوحده، والمباشرة على الفور بتنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي في القطاعات الحيوية، ولا سيما الكهرباء، ومكافحة الفساد مكرراً مقولة وزير خارجيته «ساعدونا حتى نساعدكم». منح ماكرون القيادات السياسية فترة زمنية، اقل من شهر،  حتى الأول من سبتمبر/ أيلول، حيث سيعود للمشاركة في الذكرى المئوية لولادة لبنان الكبير، وسيقف عند ما يمكن أن تكون تلك القيادات قد أنجزته.

فرنسا تجنبت الحديث عن مصطلح  «الحياد»

وكان لافتا للانتباه أيضا، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ترك المعضلات السياسية الكبرى جانباً، حيث غابت مصطلحات: السيادة، وسلاح «حزب الله»ن وموقع لبنان ودوره، ولم تحضر «مبادرة الحياد» التي طرحها البطريرك الماروني بقوة، التي كان يمكن أن تُشكّل مدخلاً لإخراج لبنان من عنق الزجاجة. فليس لفرنسا القدرة على التأثير في مجرى المواجهة الكبرى الدائرة بين أمريكا وإيران، وفي تجنيب لبنان ارتداداتها.،  ويرى ماكرون أن الحل في دفع السلطة الحاكمة والطبقة السياسية لخطوات عملية تخفف من وقع الانتظار الثقيل على لبنان وكلفته الهائلة التي لم يعد بإمكانه تحمل انعكاساتها بعد انفجار بيروت، الذي سيُسرّع عجلة السقوط إذا لم تتدارك الطبقة السياسية سريعاً حجم المأزق الراهن.

 

إعادة إحياء التسوية الرئاسية

ويرى المراقبون في بيروت، أن ماكرون رمى حبل النجاة للتركيبة السياسية الراهنة. فهو حين يبني خريطة الطريق على حكومة وحدة وطنية، يتّجه صوب إعادة إحياء التسوية الرئاسية التي تصدّعت وبات من الصعب ترميمها، فيما المطلوب الذهاب إلى حكومة حيادية قادرة على القيام بإصلاحات جذرية على مستوى الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها تعيد إعطاء الثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي بحيث يمكن معها لصندوق النقد الدولي أن يمد يد المساعدة المالية ويمكن معها إطلاق أموال مؤتمر «سيدر» لضمان النهوض بالاقتصاد.

زيارة ماكرون حرّكت المياه الراكدة

صحيح ..لم يأتِ الرئيس الفرنسي مفوّضاً من الأمريكيين ومن العرب لطرح مبادرة تحل الأزمة السياسية الراهنة. ولا جاء ماكرون حاملا دعماً يتعدى المساعدة الإنسانية للتصدي لكارثة المرفأ والتداعيات التي ستنتج عنها. فهو تحدث عن أن بلاده ستنظم مع أمريكا والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي مؤتمرا عالميا لدعم اللبنانيين بهدف دعم المساعدات المالية الأوروبية والأمريكية لتأمين الأدوية والغذاء وكل ما هو ضروري للسكن.

زيارة ماكرون حرّكت المياه الراكدة، متعهدا ألا تصل المساعدات إلى الأيدي الفاسدة في لبنان، مطمئنا اللبنانيين بان فرنسا لن تترك لبنان وحده، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع الثلاثاء الماضي، مخلفا 137 شهيدا وأكثر من 5000 جريح، وضع 300 الف شخص بين براثن التشرد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]