على مسافة 12 كيلومترًا من بوغاز رشيد (265 كيلومترا شمال القاهرة)، وفيما كان مركب الصيد “أبوحامد” يمخر عباب الأبيض المتوسط، بحثًا عن الرزق وعلى متنه 13 صيادًا من أبناء قرية برج مغيزل التابعة لمحافظة كفر الشيخ، شمال الدلتا، تنامت إلى أسماعهم أصوات استغاثة، فراحوا يمعنون النظر ليكتشفوا رؤوسًا برزت من فوق سطح الماء، وراحت تطفو وتغيب، فلم يكن صعبا على رجالٍ عركوا البحر وخبَروه أن يتأكدوا من أن ثمة آخرين يشرفون على الغرق، هكذا أكد الريس محمد حسني أبو حامد، صاحب مركب الصيد “أبوحامد” الذي استدعى على الفور مركبين آخرين تجاورانه في البحر وهرعوا جميعا لإنقاذ المشرفين على الغرق.
وقال حسني لـ”الغد”، إنهم تمكنوا من إنقاذ العشرات، لم يحدد عددهم، وتم إبلاغ السلطات التي بدأت في تسيير زوارق ودوريات بحرية للبحث عن آخرين.
من جهته، أكد علي عبد الستار، رئيس مركز ومدينة مطوبس بكفر الشيخ، أنه تم انتشال 29 جثة و105 أحياء حتى الآن، بينهم 5 مصابين في حالة حرجة.
وأضاف عبد الستار لـ”الغد”، أنه يجرى استجواب الأحياء الذين تم إنقاذهم داخل مكتب المخابرات، وأن التحقيقات أكدت، حتى الآن، أن عدد مستقلي المركب 300 شخص، وليس 600 كما ذكرت وسائل إعلام محلية، وأن بينهم أفارقة وعرب، بالإضافة إلى المصريين.
وتعد قرية برج مغيزل (285 كم شمال القاهرة) مركز انطلاق لآلاف الأفارقة والسوريين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا هربا من الحروب والنزاعات فضلا عن مئات الشباب المصريين الحالمين بفرص عمل وحياة أفضل، إذ يعمل أهل القرية جميعا بالصيد، بينما يصبحون هدفًا سهلًا للسماسرة وتجار الهجرة غير الشرعية.
ويأتي الحادث بعد قرابة ثلاثة أشهر من تحذير رئيس الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» فابريس ليجيري، من تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بحرا انطلاقا من مصر.
ولقي أكثر من عشرة آلاف مهاجر حتفهم في المتوسط عند محاولتهم الوصول إلى أوروبا منذ 2014 منهم 2800 منذ بداية 2016، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويضع المهربون مئات المهاجرين غير الشرعيين في مراكب متهالكة ما يعرضها للغرق في منتصف الطريق بفعل الأمواج العالية.
وكشفت مصادر مطلعة، أن المركب، التى غرقت اليوم، الأربعاء، مملوكة لشخص يدعى رمزي، من أبناء قرية الجزيرة الخضراء في مطوبس، ويقيم بمحافظة الإسكندرية.