أوصى التقدير الأمني الإسرائيلي لعام 2017 ، بضرورة استنفاد جميع الجهود لمنع اندلاع حرب في غزة، وبكل الأساليب، بما في ذلك السياسيات اقتصادية وبناء البنى التحتية بهدف تحسين الأوضاع السكانية في القطاع.
وفي تقرير قدمه مركز دراسات الأمن القومي في تل أبيب للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، حول التهديدات التي تواجه اسرائيل في عام 2017 ، ذكر أن «حزب الله» وإيران و«حماس» يأتون على رأس هذه التهديدات.
وأوصى التقرير بتقوية العلاقات الإستراتيجية وتركيز الثقة مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى هي الشريك الأساسي لإسرائيل في التعامل مع التحديات الأمنية والسياسية، كما حذر في نفس الوقت من التهاون بما أسماه «القوى البديلة» أي روسيا والصين.
ووضع التقرير «حزب الله» على رأس سلم التهديدات لاسرائيل، مشددا على أن حزب الله ما زال يشكل التهديد التقليدي الأشد على إسرائيل. وأشار الى أن قذائفه تصل لأي مكان، وتسبب أضرارًا فادحة .وتابع «أن الحديث يجري عن صواريخ دقيقة، وطائرات هجومية بدون طيار، وصواريخ متطورة مضادة للسفن، ودفاع جوي من أفضل الصناعات الروسية، ووحدات برية متدربة على احتلال تجمعات في مناطق إسرائيل».
واعتبر التقرير إيران هي العدو الثاني لإسرائيل، مؤكدا أنه بالرغم من أن الاتفاق النووي مع إيران قد منح إسرائيل «نافذة وقت» على المدى القريب، فإن طهران تقوم بتقوية قدراتها التقليدية، محذرا من أن إسرائيل سوف تقابل «إيران أكثر خطورة» على المدى المتوسط والطويل، مع اكتسابها شرعية عالمية لخطتها النووية الواسعة وغير المحدودة. وأشار التقرير إلى أنه على خلفية الحرب في سوريا، فإنّ إيران وحليفاتها يتمركزون في الساحة القريبة لإسرائيل.
وحدد التقريرالتهديد الثالث لإسرائيل متمثلا في «حماس» .. وحذر التقرير من فرص انفجار المواجهة مع الحركة في غزة، في ظل استمرارها في بناء قوتها. وقال التقرير:« إن المواجهة قد تندلع بسبب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه جراء أحداث محلية أو محنة اقتصادية اجتماعية عميقة في قطاع غزة يمكن أن تتفجر في وجه إسرائيل».
وأوصى التقرير صنّاع القرار في تل أبيب، بضرورة «استغلال نافذة الوقت الاستراتيجي لمبادرة سياسية شاملة»، موضحًا أن «الدولة العبرية أمامها نافذة من الفرص الإستراتيجية بسبب الظروف الإقليمية، وفي المُقابل، هناك احتمالات ضعيفة لمواجهات يبادر بها أعداء إسرائيل».
وشدد التقرير على أن «مهلة الوقت المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني واستبدال الإدارة الأمريكية، تسمح بوضع خطة سياسية تضم إجراءات تصاعدية في الساحة الفلسطينيّة، ودعم عناصر سنية براجماتية، مع تقوية التحالف الاستراتيجي مع واشنطن، تحسبًا للسنوات القاسية التي سيأتي بها الاتفاق النووي مع إيران».
وأشار التقرير الى أنه «على الرغم من الوضع الاستراتيجي المريح نسبيًا، إلا أنه على القيادة الإسرائيلية تجنب النقاشات والقرارات الصعبة، بل الضرورية لصياغة سياسات أمن قومي تعزز مصالح إسرائيل كدولة يهودية، ديمقراطية، آمنة وشرعية، بحدود معترف بها» .. على حد وصف التقرير.
كما أوصى التقرير «بإظهار استعداداتٍ عسكرية إسرائيلية لمواجهة واسعة النطاق مع حزب الله ومع حماس، مع تطبيق العبر المستفادة من المواجهات السابقة وجهود لتخفيف مخاطر اندلاع تلك المواجهات». ورأى أن «احتمال التصعيد أمام حزب الله يكمن في نشاطات إسرائيل بوقف شحنات الأسلحة المتطورة للتنظيم، وسعي إيران وحزب الله للتمركز في الجزء المُحرر من مرتفعات الجولان ومهاجمة إسرائيل من تلك الجبهة».
وفيما يتعلق بحماس، أوضح التقرير أنه «يجب استنفاد جميع أساليب القوة من أجل تأجيل المواجهة القادمة».
