التليفزيون الإسرائيلي لـ«القسام»: نشر صور الأسري مناورة جديدة
وصفت القناة الإسرائيلية الثانية، نشر كتائب القسام صور أربعة جنود مفقودين في قطاع غزة، بأنها محاولة لاستفزاز مشاعر الإسرائيليين، واللعب على هذا الوتر، معتبرة أنها مناورة جديدة.
وبحسب موقع «واللا» العبري، فإن من ظهروا بالصور هم الجنديين هدار غولدن، وأورون شاؤول، واللذين أعلن عن فقدهما خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأكد جيش الاحتلال مقتلهما في حينه.
وأضاف الموقع، أن من بين الجنود في الصور «أبراهام منغستو»، وهو أفريقي من أصول إثيوبية، هاجر إلى إسرائيل ويقطن في عسقلان، ودخل إلى قطاع غزة بالخطأ، مشيرا إلى أنه يعاني ظروفا نفسية صعبة، فيما كشف الموقع أن الآخر من أصول فلسطينية ويمتلك هوية إسرائيلية ويدعى «هاشم شعبان السيد» من سكان حورة النقب، ودخل إلى غزة عمدا، لافتة إلى أنه يعاني منذ أن كان عمره 17 عاما من مشاكل نفسية.
وكانت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، كشفت لأول مرة بعد انتهاء الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة صيف 2014، صورا لأربعة جنود إسرائيليين، فقدوا خلال المعارك. وظهرت صور الرجال الأربعة في فيديو للمتحدث باسم الكتائب، أبو عبيدة، الذي أكد على عدم وجود «اتصالات أو مفاوضات حتى الآن» مع الجانب الإسرائيلي، «حول جنود العدو الأسرى».
وردا على تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، التي كشف فيها عن وجود تطورات «بشأن ملف الجنود المفقودين»، قال المتحدث باسم كتائب القسام، إن رئيس وزراء إسرائيل «يمارس الخداع مع ذوي الجنود»، فيما لم يعلن المتحدث عن أسماء أصحاب الصور الأربعة، إلا أنه اكتفى بالقول، إنهم «جنود» في الجيش الإسرائيلي.
المحلل الإسرائيلي ألون بن دافيد، قال في تغريدة على «تويتر»، «إن القسام لم يفاجئ الإسرائيليين بما أعلنه، خاصة وأن إسرائيل أعلنت رسميا في أغسطس/ آب الماضي، عن فقدان هؤلاء الإسرائيليين».
وأشار بن دافيد إلى أن نتنياهو حين تحدث عن تلقي إشارات إيجابية بشأن المفقودين، كان يتحدث عن منغستو والسيد، فقط، ولم يتحدث عن باقي الجنود المفقودين.
وكانت حماس نشرت في أغسطس/ آب الماضي، صورا كبيرة في بعض الشوارع الرئيسية بقطاع غزة للجندي الإسرائيلي أورون شاؤول، والذي أعلنت كتائب القسام أسره في عملية عسكرية شرق مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع في صيف 2014، وتشير الصورة لصفقة تبادل جديدة أطلقت عليها اسم «وفاء الأحرار2»، في إشارة إلى الصفقة الأولى الخاصة بالجندي شاليط.
وأسرت حماس في يونيو/ حزيران 2006، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واحتجزته لأكثر من 5 سنوات، وأفرجت عنه بموجب صفقة تبادل بالإفراج عن 1050 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية في أكتوبر/ تشرين الأول، وديسمبر/ كانون الأول 2011.
وحاولت حركة حماس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مغازلة إسرائيل من خلال كشفها عن معلومات تتعلق بظروف احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس لمدة تزيد عن 5 سنوات، لم تستطع خلالها إسرائيل الوصول إلى أية معلومة عن مكان احتجازه. ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو قصير للجندي شاليط مع أحد قيادات القسام، واسمه عبد الرحمن المباشر، والذي كانت حماس أعلنت عن مقتله في أثناء عمله بأحد الأنفاق.
وقال محللون مختصون بالشأن الإسرائيلي في ذلك الوقت، إن التوقيت الذي كشفت فيه حركة حماس عن بعض التفاصيل الخاصة باحتجاز الجندي شاليط، يأتي في إطار الغزل مع إسرائيل، خاصة أن الأخيرة تحاول غض طرفها عن أية معلومات من الممكن أن تثير الرأي العام لديها بشأن قضية الجنود الإسرائيليين الذين تقول حماس، إنها تحتجزهم في قطاع غزة.
فيما عنونت القناة الإسرائيلية العاشرة، تغطيتها لكلمة المتحدث باسم كتائب القسام، مساء أمس الجمعة، بعنوان «مناورة حماس- الجنود الأربعة بأيدينا». فيما وصف موقع «قضايا مركزية» الذي يديره الصحفي الإسرائيلي رامي يتسهار، كلمة أبو عبيدة مع صور الجنود، بأنها محاولة لتحريض الرأي العام الإسرائيلي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والقول، إنه لا توجد مفاوضات، وذلك خلافا لتصريحات نتنياهو الأخيرة بهذا الشأن.
وتقول إسرائيل، إنها قدمت عبر طرف ثالث عروضا وصفتها بـ«السخية»، لحركة حماس، ولكن الأخيرة رفضت النظر فيها، لأنها لم تر فيها عرضا مقبولا. وأشار يتسهار إلى أن تعنت حماس مرده للتنازل الإسرائيلي بقضية شاليط، والذي انتهى بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.
