التنين الصيني يمعن النظر في القارة السمراء

منذ اللحظة الأولى، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مواجهة التمدد الصيني على رأس أولوياتها، ومن بين أبرز ساحات التنافس بين الجانبين قارة إفريقيا، حيث يتنافس البلدان على ضخ استثمارات في (القارة السمراء) بهدف بسط النفوذ.

جولة بلينكن

هذا التوجه بدا جليا في جولة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الإفريقية التي استغرقت 5 أيام خلال الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر الماضي، وقد شملت هذه الجولة كلاً من كينيا ونيجيريا والسنغال، وعكست مقاربة أمريكية جديدة نحو القارة، بعدما وصلت العلاقات الأمريكية الإفريقية لأدنى مستوياتها خلال عهد دونالد ترامب.

وأوضح تحليل لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن اختيار هذه الدول لم يكن صدفة، فتوقيت زيارة بلينكن للسنغال جاء قبل أيام من القمة الصينية- الإفريقية “فوكاك” في داكار.

وفي كينيا حل بلينكن بالتزامن مع انعقاد مجموعة الأعمال الصينية-الكينية، كما أن الصين تعد أحد أكبر المقرضين الثنائيين لنيجيريا، عبر الاستثمار في تطوير بنيتها التحتية.

وقد حرص بلينكن خلال جولته الأفريقية على توجيه انتقادات غير مباشرة للاستثمارات الصينية في البنية التحتية الأفريقية، والإيقاع بدول القارة في ما يُسمى بـ”فخ الديون”.

لكن الرئيس الصيني شي جين بينج، حاول على ما يبدو نفي هذه التهمة، أمام منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) بإعلانه خفض إمدادات الصين إلى إفريقيا بمقدار الثلث ، لتصبح 40 مليار دولار بعد أن كانت 60 مليارا.

وردا على انتقادات الديمقراطية و الحريات، دعا الرئيس الصيني إلى تعددية حقيقية في العالم و هو ما فسر على أنه انتقادا لسياسة القطب الأوحد للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أهمية إفريقيا في سباق النفوذ العالمي بين واشنطن و بكين ، غالباً ما تتوارى هذه الأهمية خلف قضايا أكثر إلحاحاً في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط و حتى في أمريكا اللاتينية.

ولكن، خلال العقدين الأخيرين حققت بكين نفوذا متصاعدا في القارة السمراء، و استفادت من إمدادات إفريقيا من الخامات و الطاقة، بالإضافة إلى تطوير قدراتها العسكرية ، بعد إقامة أول قاعدة عسكرية للبحرية الصينية خارج الحدود في جيبوتي، فما هي عوامل النجاح الصيني داخل إفريقيا، وما هي الأهداف التي تسعى لانجازها.

 

ساحة تنافس منذ زمن

بداية، قال الدكتور عبده باه الباحث في الشؤون الإفريقية، إن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تغير من سياساتها المتذبذبة في إفريقيا، مشيرا إلى أن أمريكا في عهد ترامب تراجعت كثيرا فضلا عن الإساءة للأفارقة.

وأضاف الباحث خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تحقق زيادة كبيرة إذا ما زادت من علاقاتها مع علاقات مشتركة مع الدول الإفريقية.

وأوضح الباحث أن القارة الإفريقية ساحة تنافس منذ زمن بعيد، مشيرا إلى أن نفوذ الصين يزداد يوما بعد يوم، لذلك المنافسة صعبة على أمريكا.

كما أشار الباحث إلى أن واشنطن إفريقيا بحاجة إلى تنمية وصناعة، وإذا تم الاستثمار في هذه المشاريع فسيكون لصالح الولايات المتحدة وصالح القارة الإفريقية.

 

العصا والجزرة

ومن القاهرة، قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في الأمن القومي والشئون الإفريقية، إن الصين ستصبح دولة عظمى في 2050 لكي تناطح الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أربك (المجتمع الدولي) ومن ثم بدأوا تغيير سياساتهم وتعاونهم إلى تنافس.

وأضاف الخبير أن الصين استطاعت الدخول في مشاريع عملاقة مع الدول كمشروع (الحزام والطريق) ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تعي نقاط ضعفها في القارة الإفريقية.

وأوضح الخبير أن الولايات المتحدة الأمريكية تتواجد في إفريقيا بحجة مكافحة الإرهاب حيث وضعت مكاتب في شرق إفريقيا، لكن وجودها كان مرتهن بسياسة العصا والجزرة.

واستكمل:” الصين عرفت أن تقدم نفسها للدول الإفريقية، وكانت لها مواقف إيجابية ولا تفرض عقوبات ولا تتدخل في شؤون الدول، ولا تستخدم لغة العصا والجزرة معهم”.

تحديات كبيرة

بينما يرى كاميرون هدسون، مدير الشئون الإفريقية الأسبق بمجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، أن واشنطن كانت متواطئة الخطى نحو إدراك أهمية القارة الإفريقية، ولكني أظن أن هناك تحديات كبيرة أمامها.

وأضاف هدسون أن القارة الإفريقية أن لم تخلق بيئة مواتية للاستثمار،  مشيرا إلى أن واشنطن يجب عليها أن تستفيد من هذه المرحلة، حتى لا تكون القارة السمراء مصدر إزعاج في المستقبل في إشارة إلى الهجرة غير الشرعية.

كما أوضح أن واشنطن لا تضيق وجهة نظرها على الفرص الاستثمارية فقط، حيث انخرطت في القارة الإفريقية بعدة طرق والتي منها التعاون الأمني، ولكني لست مع هذه الرؤية الأمريكية.

التنين الصيني 

قال البروفيسور، جون جونج، الأستاذ بجامعة الأعمال والاقتصاد الدولية في بكين، إن أهداف الصين الحالية في إفريقيا نوع من أنواع التعاون مع الدول الصديقة، موضحا أنها جاءت بدون استعمار وهدفها البحث عن فرص اقتصادية.

كما أكد جونج أن بكين لا تتعامل سياسيا مع الدول في إفريقيا، مشيرا إلى أن التاريخ متشابه كثيرا منذ سنوات، حيث بدأنا البحث عن تعزيز التعاون مع الدول النامية، ولكن هناك تطلعات أيضا لحياة أفضل.

واستكمل جونج:” الأنشطة التي تقوم بها الشركات الصينية في إفريقيا جزء منها له جانب سياسي ولكن هناك أيضا جانب تجاري، ودعونا ننظر إلى إثيوبيا فهي تعاني من الحرب الأهلية ولكن العديد من المشروعات تتم بشكل جيد.

بينما يرى الدكتور عبده باه الباحث في الشؤون الإفريقية، أن الصين لا تركز على ما تركز عليه أمريكا وبعض الدول الكبرى، مؤكدا أن الهدف الأساسي لها هو التنمية فقط، بدليل أنها لا ترسل قوات لمحاربة الإرهاب.

وأكد الباحث أن الصين لا يهمها سوى الاستثمار وتبادل المصالح المشتركة مع الدول الإفريقية، بالإضافة إلى أنها تخصص مساعدتها التنموية في إفريقيا أكثر من أي قارة أخرى.

وأردف الباحث:” ما تقدمه الصين من قروض للدول الإفريقية قد يقبل هذه الدول، مؤكدا أن إعادة هيكلة الديون مشكلة كبيرة تعاني منها الدول الإفريقية”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]