يتسم التعامل الإسرائيلي مع منصات التواصل الاجتماعي العربية بالكثير من الغموض والتساؤلات، خاصة في ظل تصاعد الخلافات العربية الإسرائيلية واهتمام الكثير من الدوائر بهذه المنصات وتعاطف المصريين الأصيل مع القضية الفلسطينية.
وتزايد مؤخرا حجم تفاعل الجمهور العربي عبر هذه المنصات حتى أن صفحة إسرائيل تتكلم العربية التابعة للخارجية الإسرائيلية تخطى عدد متابعيها المليون و300 ألف متابع.
وتتوزع مهام القائمين على هذه المنصات على كتابة المنشورات ونشر الصور وترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وكتابة تعليقات للمتصفحين.
ويدير قسم منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بالعربية أحد أبرز المتخصصين الإسرائيليين ويدعي يوناتان جونين. ويرأس جونين قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في الخارجية الإسرائيلية وهو أيضا المسؤول عن صفحة الفيسبوك “إسرائيل تتكلم بالعربية”
ولا يعرف الكثير من العرب طبيعة عمل وحدات “السوشيال ميديا” الرسمية الإسرائيلية وتحديدا وحدة الدبلوماسية الرقمية التابعة للخارجية والمعنية بالإشراف على المنصات العربية التي تتواصل مع الشرق الأوسط، أو حتى الشخصيات القائمة عليها، وهو ما كشفته أخيرًا عدد من الصحف والمواقع الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار أعلنت الخارجية الإسرائيلية عن زيارة عمل ليوناتان جونين إلى القاهرة في، وهي الزيارة التي استمرت 48 ساعة وشملت لقاءات لـ”جونين” حول موضوع استخدام الشبكات الاجتماعية للتواصل مع العالم العربي.
وبات من الواضح اهتمام جونين بمصر، وهو ما دفعه إلى الإشارة إلى أهمية الأوضاع الميدانية في مصر، حيث نشر عبر صفحة إسرائيل في مصر “الرسمية” والتابعة للسفارة الاسرائيلية في القاهرة إلى أن مصر تمثل منبرا فكريا وسياسيا هاما طالما درس عنه وعن أدبائه طوال حياته الجامعية. حتى مع تخرجه وانخراطه في الحياة العملية لا تزال مصر وأدبها تمثل قبلة هامة يتواصل معها يوميا.
غير أن أهم نقطة حرص جونين على تصديرها مع انطباعاته ومشاهداته في مصر أنه قال إن الجمهور المصري يمثل ركيزة أساسية يسعى إلى التواصل معها عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي يشرف عليها. وأن الشوارع المصرية كانت مصدرا للالهام بالنسبة له وللكثير من الأدباء والمفكرين الإسرائيليين.
ولم يفت جونين القول إنه لمن الرائع أن يكون بالقاهرة في يوم ميلاد الأديب نجيب محفوظ”. اللافت هنا أن جونين أصر على الكشف عن أن معظم متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية، من الشباب في سنّ 18 حتى 34 عاما ممن يعيشون في مصر.
عموما فإن زيارة جونين تشير إلى مرحلة جديدة في الصراع عبر الفضاء الإلكتروني، والذي بات واضحا الآن ويشتعل مع اشتعال الأجواء في عموم الاراضي الفلسطينية منذ قرار ترامب الأخير بخصوص القدس.
