تواصل مجموعات المستوطنين عمليات نهب الأراضي في الفارسية بالأغوار الشمالية من خلال وضع علامات حديدية وزراعة الأشجار فيها ضمن مخططاتها الاستيطانية الفعلية على أرض الواقع في تطبيق خطة الضم بشكل هادئ.
واقتحم مستوطنون، اليوم الأحد، أراضي المواطنين الفلسطينيين في خربة احمير في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية بهدف الاستيلاء عليها، وذلك بعد تسييج مساحات واسعة من أراضي الخربة بهدف الاستيلاء عليها.
وحذر الناشط الحقوقي والمختص في الاستيطان عارف دراغمة، من مخططات الاحتلال الاستيطانية في منطقة الفارسية، حيث يتم غض النظر عن جرائم المستوطنين ونهبهم لأراضي الفلسطينيين، حيث تم قبل شهرين تقريبا وضع كرفان وإقامة معرشات وتم تسييج المنطقة بأسلاك جديدة، وذلك على مقربة من خيام الفلسطينيين.
وقال دراغمة، في حديث لقناة ” الغد”، إن ما يحدث في الأغوار هو جزء لا يتجزأ من مشروع الضم الذى يأتي تطبيقا لصفقة القرن، لأن هذا التوسع الاستيطاني في مناطق الأغوار، هو الترجمة الفعلية لعمليات الضم الهادئة بعيدا عن الضجيج، خاصة أن اكثر من 80 %من أراضي الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وما تشهده خربة “احمير” بالفارسية في منطقة واد المالح شرق مدينة طوباس، من موجة جديدة من عمليات الاستهداف الممنهج، تهدف بالأساس الى ضرب الوجود الفلسطيني في مناطق الأغوار، والسيطرة الكاملة على مقدرات المنطقة.
سلب المزيد الأراضي
وحسب ما نشر على الموقع الإلكتروني لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، تفرض إسرائيل على الفلسطينيين البقاء ضمن بلداتهم التي ضاقت عليهم وتمنع منعًا شبه تامّ البناء الفلسطيني في المناطق المصنّفة “ج”.
والفارسية تجمع يقع شمالي غور الأردن يعتمد سكانه في نظام حياتهم على تربية الماشية، والزراعة، وهو قائم من قبل أن تحتلّ إسرائيل الضفّة الغربيّة في عام 1967 وهدمتها إسرائيل كليا عام 2010.
ويطوق مضارب التجمّعات الفلسطينية في تلك المنطقة عدة مستوطنات وبؤر استيطانيّة، فمن الشمال “جيفعات سيلعيت” و”محولا”، ومن الشرق “شدموت محولا”، و”روتم” ومن الجنوب “مسكيوت”، وكلها تجمعات استيطانية بأسماء ومعالم واضحة يمكن مشاهدتها بالعين.
وقالت “بتسيلم”، إن أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون ليست “استثناءات” وإنّما هي جزء من نشاط استراتيجي تسمح به الدولة وتشارك فيه وتستفيد من تبعاته.
والنّتيجة البعيدة المدى لهذه الأعمال هي سلب المزيد والمزيد من الأراضي من أيدي الفلسطينيّين في جميع أنحاء الضفّة الغربيّة، وهو الأمر الذي يسهّل على إسرائيل السيطرة على الضفة الغربية ومواردها “.
تهويد الأغوار
وتقع خربة الفارسية ضمن المنطقة المصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو، وهي في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في وادي المالح وتمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً.
ويبلغ عدد سكانها الآن قرابة 240 نسمة فقط بينما كان يتجاوز عددهم قبل الاحتلال عام 1967 الألف نسمة، يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وتربية المواشي لكن الاحتلال يحرمهم من الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، والصحة والتعليم والمرافق العامة.
وسعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها الضفة الغربية لضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان من المياه، وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
