التونسي عبد الحميد الرياحي يكتب: «حكومة المحاصصة».. هل تملك مفاتيح النجاح؟

يبدو أن تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، برئاسة يوسف الشاهد، تواجه مخاضا عسيرا، وأن الولادة ستحتاج الى عملية قيصرية، بحسب تعبير الكاتب والمحلل السياسي التونسي، عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية، مؤكدا أن المؤشرات التي تسبق عملية الوضع وتصحبها هي مؤشرات غير مطمئنة ولا ترسل رسائل تشي بقدرتها على النجاح في حلحلة كل المشاكل والملفات في وقت قياسي كما يطلب منها.

 

ويستبعد الكاتب في مقاله المنشور اليوم السبت ، في صحيفة الشروق، أن تكون  الحكومة  قادرة على المضي بعيدا في تحريك المياه الراكدة، وفي اجراء الجراحات اللازمة لاقتلاع أورام البلاد (وما أكثرها) لتمكين عجلة العمل والانتاج من الدوران بسرعة قصوى وفي زمن قياسي وفق ما تقتضيه خطورة الوضع الذي تردّت فيه البلاد منذ سنوات.

 

وبخلص الكاتب إلى القول بأن هذه السمة ليست خاصة بالمشهد التونسي ولا بالساحة السياسية التونسية، ولكن الوضع بصفة العموم على الساحة العربية، يكفي لإقامة الدليل على أن المطلوب هو فشل النخب السياسية ومن ورائه الفشل في ايجاد حلول جذرية للمشاكل الحقيقية للشعوب العربية، لتقع في فريسة التشظي والتشتت ليسهل بالتالي التحكم فيها وتوجيهها الى حيث يريد «كبار المقاولين».

 

نص المقال :

بالنظر الى المخاض العسير الذي تشهده عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية… وبالنظر الى التجاذبات التي تعصف برئيس الحكومة المكلّف يمكن القول أولا بأن الولادة ستحتاج الى عملية قيصرية… ويمكن الجزم ثانيا بأن المؤشرات التي تسبق عملية الوضع وتصحبها هي مؤشرات غير مطمئنة ولا ترسل رسائل تشي بقدرتها على النجاح في حلحلة كل المشاكل والملفات في وقت قياسي كما يطلب منها.
والمتابع لفعاليات المشاورات وللحراك السياسي الذي تعيشه البلاد يدرك بلا عناء أن المعضلة الكبرى تكمن في تشظّي المشهد السياسي وتناثر الكتل السياسية وتنافرها… كما تكمن في اعتداد كل طرف بنفسه ويقينه بأنه يمتلك الحقيقة ويمسك بناصية الأمور وأنه يملك الحلول السحرية لكل المعضلات وأن الساحة بدونه جرداء عقيمة.

ومشهد بهذه المواصفات لا يوحي بأن الحكومة التي سوف تتمخّض عنه ستكون قادرة على المضي بعيدا في تحريك المياه الراكدة وفي اجراء الجراحات اللازمة لاقتلاع أورام البلاد (وما اكثرها) لتمكين عجلة العمل والانتاج من الدوران بسرعة قصوى وفي زمن قياسي وفق ما تقتضيه خطورة الوضع الذي تردّت فيه البلاد منذ سنوات؟.
وكيف سيجد رئيس الحكومة الجديد السند والدعم اللازمين وغير المشروطين اللذين سوف يحتاجهما لمباشرة الملفات الكبرى إذا كان «الشركاء» والمحيطون به ينخرطون في عملية محاصصة لا هوادة فيها… ويمضون في حرب المواقع والكراسي بكل اندفاع وبعصبية حزبية عمياء لا تكاد تترك مجالا لقضايا الوطن ولقضايا الناس قبل ألوان الحزب وقبل مصالح الحزب وحساباته السياسية الضيقة؟
انها معضلة حقيقية سوف تواجه رئيس الحكومة الجديد حين يخرج «مجهدا» من ماراثون المشاورات لتشكيل الحكومة… وحين يشرع في فتح الملفات الحقيقية بما يقتضيه ذلك من جرأة وإرادة وبما سوف يثيره من حساسيات وتشنجات واصطفافات قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب… فهو سيطلب دعما غيرمشروط، والأحزاب وفرقاء السلطة الذين بدؤوا يتطلّعون بعيونهم وبحساباتهم الى المحطات السياسية القادمة سوف لن يقدموا أكثر من «الدعم المشروط» والدعم قطرة قطرة لتباين حساباتهم الحزبية الضيقة ولتباين مصالحهم في نهاية المطاف.
هذه السمة ليست خاصة بالمشهد التونسي ولا بالساحة السياسية التونسية… ونظرة الى ساحات العراق ولبنان (مثلا) في انتظار ساحات عربية أخرى تكفي لإقامة الدليل على أن المطلوب هو فشل النخب السياسية ومن ورائه الفشل في ايجاد حلول جذرية للمشاكل الحقيقية للشعوب العربية… لتقع في فريسة التشظي والتشتت ليسهل بالتالي التحكم فيها وتوجيهها الى حيث يريد «كبار المقاولين».

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]