دشنت منظمة التعاون الإسلامي (أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة)، منصة يتم من خلالها التعرض لمختلِف القضايا التي تهم العالم الإسلامي في الوقت الراهن على تنوعها: سياسية، وإنسانية، واقتصادية، وثقافية، واجتماعية، للإسهام في معالجة التحديات بأساليب تخرج بالمنظمة عن غرف الاجتماعات السياسية الرسمية إلى فضاء الدبلوماسية العامة، وتقترب من اهتمامات الناس على اختلاف مشاربهم، من خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان منظمة التعاون الإسلامي، وفعالياته المختلفة من ندوات فكرية وسياسية وثقافية، بالإضافة إلى العروض الفنية والفلكلورية والمعارض، وبمشاركة واسعة من الدول الأعضاء في المنظمة، والمنظمات والمؤسسات التابعة للمنظمة، وتحت شعار «أمة واحدة، وثقافات متعددة .. فلسطين في القلب».
- ويؤكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، د. يوسف بن أحمد العثيمين، أن شعار المؤتمر الأول الثقافي الإسلامي، الذي تستضيفه القاهرة، على مدى ثلاثة أيام، يعكس ركيزة مهمة من ركائز المؤتمر، لأن قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم الإسلامي، والقدس في قلب هذه القضية ووجدان الشعوب المسلمة في مختلف أرجاء المعمورة.
وكشف باحثون ومفكرون، أن الثقافة العربية الفلسطينية، ترسم خريطة فلسطين ، تاريخيا وجغرافيا، وترسّخ من ثوابت تاريخية للشعب الفلسطيني فوق أرضه، وحيث لا يوجد أي أثر ثقافي واحد لإسرائيل على الأرض الفلسطينية، وأن شواهد وجذور الثقافة العربية الإسلامية في فلسطين المحتلة، تدعم حقائق التاريخ والجغرافية للحقوق الفلسطينية المشروعة.. وحذر المشاركون في ندوة «قضايا الأدب المعاصر في العالم الإسلامي»، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى للمؤتمر الثقافي الإسلامي، من حالة إغتراب اللغة العربية داخل العالم الإسلامي، ومن محاولات دولة الاحتلال طمس الهوية العربية والإسلامية داخل فلسطين المحتلة .
- وفي بحث بعنوان «الهوية والنقد الأدبي المعاصر»، قال المفكر والأديب الفلسطيني، الدكتور محمد بكر البوجي، إنه بعد عام 1948 فرض المحتلون القادمون من أوروبا اللغة العبرية، كما أن الثقافة الغربية الإعلامية أشاعت أن القدس عاصمة لإسرائيل منذ ثلاثة آلاف عام، رغم عدم وجود أي أثر ثقافي أوتاريخي ، بينما ورد في التوراة (العهد القديم) كيف غزا اليهود أرض فلسطين.. وأضاف «البوجي»: إن المجتمعات الإسلامية تعيش ازدواجية الثقافة بين القومية والإسلامية، ولم تسهم في الثقافة الكونية، متسائلا في الوقت ذاته: هل فكرنا لتأسيس ثقافة إنسانية مبنية على الفكر العقدي والإنساني؟! وعزا ذلك إلى غياب المرجعية الثقافية الحقيقية، حيث أن غياب المركزية هو غياب للذات.. وقال البوجي: إن الغرب أجرى محاولات لطمس الهوية الثقافية لكل بلد بفرض سيطرة اقتصادية سياسية تتبعها سيطرة ثقافية.
وأكد الباحث المصري، دكتور أحمد درويش، في بخث بعنوان «قضايا التواصل بين الشعوب الإسلامية»، أن الإسلام جعل الأدب حرا ليقدم بذاته مقاصد الدين الحنيف، وأن النظرة الإسلامية الواسعة منحت الأدب دربا موازيا ينطلق فيه ليكون عونا على بلوغ الأهداف والنضج باللغة..وقال الدكتور درويش إن التراث الإسلامي احترم الأدب المخالف منذ البداية، حيث أن كبار الصحابة تبنوا الشعر الجاهلي وكانوا يرددونه ويحفظونه رغم أنه وثني..وأوضح أنه حتى عام 1924 كانت هناك 70 دولة من العالم الإسلامي تكتب بالحرف العربي، واللغة في العالم الإسلامي تعاني حاليا من الغربة.
- ودعا الباحث والناقد المصري، إلى أن تكون اللغة العربية لغة ثانية في مدارس التعليم لجميع شعوب العالم الإسلامي، على أن تكون من أهداف منظمة التعاون الإسلامي تبني بث نتاج الثقافة لتكوين وجدان موحد وتراث مشترك، إضافة إلى إدخال مؤلفات كبار الشعراء في المناهج الدراسية.. وطالب بإجراء دراسات نقدية للتراث الأدبي لمعرفة نقاط الضعف والقوة، وإقامة ندوات ومؤتمرات مشتركة.
