“الجثث في كل مكان..يقتلوننا..النجدة”.. صرخة فرنسيين عبر مواقع التواصل
في ليلة شتوية باردة، في عاصمة النور، ليس أجمل من ارتداء المعطف والتوجه إلى المسرح لسماع الموسيقى أو مشاهدة مبارة لكرة القدم، ثم تناول العشاء في مطعم دافئ وسط الأضواء، والتقاط الصور وتسجيل لحظات ممتعة ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن على ما يبدو أن تلك الليلة الشتوية التي يحلم بها الكثيرون في باريس قد تحولت إلى كابوس مخيف ليلة أمس الجمعة راح ضحيته أكثر من 160 شخصًا، كانو يحضرون حفلا موسيقيا وتم احتجاز رهائن وتصفيتهم واحدا واحدا لولا أن البعض أمسك بهواتفه المحمولة وبدأ في كتابة تغريدات مفزعة على “تويتر” تشرح ما يحدث داخل قاعة “باتاكلان” ..وكما غرد البعض..الجثث في كل مكان..يقتلوننا..النجدة..أصبحت القاعة حمامًا من الدماء.
كشفت تلك التغريدات استمرار الخطر الذي دفع الشرطة الفرنسية لسرعة التصرف واقتحام القاعة وتحرير من تبقى من المحتجزين، ليصبح “تويتر” إلى جانب كونه وسيلة تواصل اجتماعي ومعرفة .. وسيلة لطلب النجاة وكشف هوية المجرمين والإدلاء بأوصافهم.
فحقيقة أن الأجهزة اللوحية والذكية ووسائل التواصل الاجتماعي لم تعد ضربا للترف أو المفاخرة أو التسلية لقد أصبحت شديدة الضرورة في عالم سريع الإيقاع، حيث سرعة نقل الخبر والإبلاغ عن ما يحدث في نفس اللحظة في كل مكان في العالم، إضافة إلى أنها قد تصبح بالصدفة درعا يحمي صاحبها من رصاصة طائشة كما حدث بالأمس مع “سلفستر” أحد الناجين من مذابح باريس والذي خرج يلتقط أنفاسه غير مصدق بأنه حصل على فرصة جديدة للحياة وسط الجثث المترامية حوله، لقد تحول هاتفه بالصدفة لدرع تلقى رصاصة طائشة كادت أن تودي بحياته لو اخترقت جسده.
وتكشف بيانات لشركة “ITV”، المتخصصة في التسويق الرقمي، أن عدد مستخدمي موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة في المنطقة العربية، يبلغ نحو 1.3 مليون مستخدم، أما موقع “يوتيوب” فوصل نحو 167 مليون مشاهدة يوميًا. لقد غيرت ثورة الإنترنت مستقبل العالم، فالمواطن العالمي مشارك في صناعة ورواج المعلومات على مدار الساعة”.
وتقول شركة “فيس بوك” ان لديها 1.23 مليار مستخدم شهريا ويبلغ عدد مستخدمي فيس بوك النشطين نصف رواد عالم الإنترنت بمجموع 1.55 مليار شخص، ويستخدم أكثر من 1.39 مليار شخص الأجهزة الذكية للوصول إلى فيس بوك، من بينهم مليار شخص يستخدمون الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد.
