الجزائريون كسروا جدار الخوف في «جمعة الحسم»

رغم الاستنفار الأمني، والتحذيرات والترتيبات الأمنية المشددة، شهدت العاصمة الجزائر ومدن الولايات من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، تمدد موجات التظاهرات في سابقة لم تشهدها الجزائر من قبل مع خروج مئات الآلاف في حشود مليونية تعلن رفضها لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وتطالب بتغيير النظام، وإعادة الحيوية لجسد دولة أصبحت مترهلة، بحسب تعبير خبير الشئون السياسية والاستراتيجية الجزائري، سالم بوسعدأ الذي أكد أن المليونية الشعبية اليوم الجمعة، دشنت مرحلة جديدة من الحراك الشعبي، ولا رجعة مطلقا عن تنفيذ مطالب الشعب الذي كسر اليوم جدار الخوف من تحذيرات ومن «تابوهات» عتيقة، ومن استخدام القوة المفرطة، بعد أن حدد الشعب الجزائري طريق المستقبل.

ترقب الفرصة الأخيرة من السلطة..يوم الأحد

أمواج بشرية اجتاحت شوارع كل المدن الجزائرية، بمجرد أن دوت مكبرات الصوت في المساجد المحيطة بالساحات مؤذنة بانتهاء صلاة الجمعة، لترتفع الحناجر «جيبو اليباري، جيبوا الصاعقة.. ماكاش الخامسة يا بوتفليقة»، وغيرها من الشعارات المناهضة للولاية الخامسة.. وحدّد المتظاهرون، وقت المغرب لانتهاء مسيرة الجمعة لكي لا تخرج عن نطاقها، استعدادا لموعد (يوم الأحد) الثالث من شهر مارس/ آذار ، تاريخ نهاية المهلة المحددة لإيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية، وهي الفرصة الأخيرة التي يترقبها الشارع الجزائري، لتراجع السلطة وسحب ترشح الرئيس بوتفليقة للرئاسة.. وإلا ستندلع مليونيات حاشدة لتفرض مطالبها على السلطة.

جيل المجاهدين يدعم الحراك الشعبي ضد النظام

الأحزاب السياسية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني بدورها، انضمت اليوم الجمعة إلى الحراك الشعبي، تتقدمها شخصيات سياسية ومجاهدينن سبق لهم أن وجهوا «بيانا إلى الشعب، أعلونوا فيه دعمهم لحراك الشارع الجزائري، والدعوة بإلحاح «للشباب وعموم المواطنين المنتفضين بالاستمرار في انتفاضتهم والانخراط الجماعي في الفعل السياسي المستمر»، معتبرين أنه «وحده الكفيل بإجبار النظام السياسي على تغيير ممارساته المسيئة للمصالح العليا للدولة»..وقال الموقعون علي البيان وبينهم المجاهد لخضر بورقعة، وأحمد بن بيتور، وعبد العزيز رحابي: «نحن الموقّعين على هذا البيان، نحيي الانتفاضة الشعبية السلمية التي شهدتها أغلبية المدن بعموم الوطن، منادية بوقف نهج الاستخفاف وإهانة الشعب الجزائري ورجاله عبر التاريخ من خلال مسعى الترشيح للسيد/عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي، إضافة إلى مطالبة المنتفضين بتغييرات سياسية حقيقية تعجّل بالقطيعة مع النظام السياسي الذي برهن على وصوله إلى حالة إفلاس حقيقية».

القاسم المشترك بين تظاهرات الاستقلال وتظاهرات الكرامة

وربط سياسيون جزائريون بين مسيرات جمعة الغضب في 1 مارس / آذار، وبين المسيرات الشعبية التي قام بها الجزائريون في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، حيث قرر الشعب الجزائري الحصول على الاستقلال، فكان الاستقلال، وقرر الشعب الجزائري اليوم إنهاء النظام، واسترجاع السيادة بالوسائل السلمية، وفي التاريخين شعب وقف مدافعا عن كرامته، و يناضل من أجل استرجاع الحق المسلوب.. وقال المحامي والحقوقي، مقران آيت العربي، إن النظام كان يتوقع عدم خروج الشعب الى الشارع خوفا من سنوات العشرية السوداء، غير أنه اليوم في الشارع دون أن تتحكم فيه الأحزاب ولا السلطة ولا المعارضة. ولا أي شخص مهما قيل. ولا يحق لأحد اليوم أن يسرق نصر الشعب.

كسر حاجز الخوف

ورغم أن رئيس الوزراء الجزائري، أحمد او يحيى، أعاد إنتاج خطاب التخويف من «عشرية الإرهاب» وما عاشته البلاد في العام  1991، عندما شنت جبهة الإنقاذ المحظورة إضرابا عاما.. وتوجه أويحيى إلى الشعب الجزائري لمقاومة محاولات جر البلد للفوضى وعدم الاستجابة للحراك المعارض للولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حتى لا تتكرر تجربة الثورة السورية التي «بدأت بالورد وانتهت بالدماء».. إلا ان تظاهرات «جمعة الغضب» فاجأت السلطة كما فاجأت المعارضة، بمئات الألاف من المتظاهرين، االذين كسروا جدار الخوف من العودة إلى العشرية السوداء التي شهدتها البلاد في فترة التسعينيات، وشهدت أعمال عنف سياسي كبيرة.

 

تبددت فكرة التمسك بالرئيس في الحكم

ومن الواضح .. إذا كان الكثيرون منحوا الفضل إلى الرئيس بوتفليقة في إرساء السلام في البلاد بعد عشر سنوات من العنف الذي أسفر عن مقتل حوالي 200 ألف شخص، فإن الأسابيع الماضية، كشفت ان فكرة التمسك بالرئيس بوتفليقة في الحكم كثمن للاستقرار ، بدأت في التبدد. كما أججت الصعوبات الاقتصادية الغضب في الشارع الجزائري. بحسب تعبير المحامي والحقوقي البارز، مصطفى بوتشاشي.. حاجز الخوف انكسر حينما خرج مئات الألااف من المتظاهرين

رفض «حارس البوابة»

لم تهتف المسيرات ضد بوتفليقة ورحيله فقط، بل طالبت أيضًا برحيل شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة. وأشارت صجيفة فايننشال تايمز البريطانية’، إلى أن سعيد هو «حارس البوابة» بالنسبة للرئيس الجزائري وحلقة الوصل مع دائرة رجال الأعمال بالقطاع الخاص الذين زاد ثرائهم بشكل كبير بعد مشروعات البنية التحتية في البلاد على مدار عقدين من الزمن، واستطاع الرئيس الجزائري الحفاظ على السلام طيلة فترة حكمه بواسطة ضخ مليارات الدولارات على برامج الدعم والإسكان الاجتماعي. لكن يظل الاقتصاد معتمد على صادرات المواد الهيدروكربونية، في ظل انتشار البطالة بين الشباب.

الجزائر تقلق ماكرون

أفادت وسائل إعلام فرنسية أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قلق من تسارع الأحداث في الجزائر حيث يتنامى الغضب من ترشح الرئيس لعهدة خامسة، وأن ماكرون يتابع عن كثب مجريات الوضع ، ما جعله يستدعي سفير بلاده في الجزائر للتشاور ليعود للجزائر العاصمة في نفس اليوم..وحسب مصدر مسؤول من قصر الإليزيه، تحدث لموقع «نوفال أوبسرفاتور» فإن كل ما يحدث في الجزائر يهم فرنسا بسبب عدة عوامل تاريخية وعلاقات إنسانية بحكم التواجد الكبير للجزائريين بفرنسا وأيضا لأن الجزائر حليف هام في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، والقرب الجغرافي يعني أن أي تدهور للوضع في الجزائر سيكون له تبعات على فرنسا، حسب نفس المصدر
وترى الحكومة الجزائرية ، أن «هناك حراكاً حقوداً ضد الرئيس بوتفليقة، رغم ما قدمه للجزائر»، وأن بعض «الأطراف قامت بانتهاج سلوكيات مشينة، خلال المسيرات السلمية المطالبة للرئيس بالعدول عن الترشح لولاية خامسة».. وهي
مسيرات «حاقدة على رجل قدم الكثير للجزائر»!!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]