الجزائر.. العاصمة تتحدى «العزل» والسلطة لا تتراجع عن الانتخابات
لم تخل بعض ميادين العاصمة الجزائرية من المتظاهرين في الجمعة الـ31 بالرغم من قرار رئيس أركان الجيش الجزائري، قايد صالح، بمنع الحافلات والعربات التي تقل متظاهرين من خارج العاصمة من دخولها، وتوقيفها وحجزها وفرض غرامات مالية على أصحابها.
تشديد أمني
وأفاد مراسل قناة الغد من الجزائر، بأن “المظاهرات تمركزت في ساحة البريد المركزي، ورفع المتظاهرون شعارات رافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية خوفا من تجديد نظام بوتفليقية نفسه”.
وأضاف، “هناك تشديد أمني على المركبات وحواجز مرورية في عدد من الميادين وعلى مداخل العاصمة الجزائرية رغم غضب المتظاهرين من التضيق الأمني”.
وأوضح، أن “السلطات الأمنية تبرر تلك الإجراءات المشددة بأنها جاءت بناء على معلومات تفيد بحشد المتظاهرين لتحقيق أهداف خبيثة”.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة فرانس برس، بأنه حتى الساعة الواحدة بعد الظهر تقريبا (12,00 ت ج)، بدا وسط العاصمة خاليا إلا من عشرات المتظاهرين، إلا أن العدد ما لبث أن تضخم، وتجمع المئات قرب ساحة البريد المركزي، وبدأوا يهتفون “الشعب يريد إسقاط قايد صالح”، و”خذونا كلنا إلى السجن، الشعب لن يتوقف”.
وأوقفت قوات الشرطة عرباتها في كل الشوارع الرئيسية في العاصمة، بينها شارع ديدوش مراد المؤدي إلى ساحتي موريس أودان والبريد المركزي، أبرز نقطتي تجمع للمحتجين.
عزل العاصمة
علّق نائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، سعيد صالحي، على قرار الفريق قايد صالح منع الحافلات والعربات من خارج العاصمة دخولها بالقول، إن هذا “صادم حقاً”، مضيفا لوكالة فرانس برس، أن هذا القرار “غير قانوني”، وأن “الدستور يكفل للمواطنين الجزائريين المساواة في ما بينهم وحرية التنقل”.
ودعت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية إلى “عدم منع وصول المحتجين إلى العاصمة الجزائر في 20 سبتمبر/ أيلول”، كما جاء في بيان الخميس.
السلطة تصر
بالرغم من المظاهرات الرافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية، إلا أن السلطة تصر على إتمامها، حيث شدد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أمس الخميس، على أن الاحتكام إلى الصندوق هو الحل الأمثل، وبأن الشعب سيعرف كسب رهان الاستحقاقات القادمة.
وأضاف صالح، أن “أغلبية الشعب الجزائري يريد التخلص في أسرع وقت من هذا الوضع، ويأمل في الإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية في الآجال المحددة”.
وأضاف صالح، في كلمة ألقاها خلال زيارة ميدانية اليوم، “أود التأكيد على تمسك الجيش وحرصه الدائم على القيام بواجبه حيال الوطن والشعب وفق المهام المخولة له دستوريا”.
بن فليس يترشح
في خطوة مفاجئة أفاد مراسل الغد بأن رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، تقدم للهيئة المستقلة لسحب استمارة ترشحه للانتخابات الرئاسية المحددة في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل بالرغم من عدم إعلان شخصيات بارزة الترشح للانتخابات.
وترددت أنباء عن أن بن فليس فاوض جهات نافذة قبل إعلان مشاركته في الانتخابات الرئاسية، بعد إشادته بقرارات استحداث سلطة عليا مستقلة لتنظيم الانتخابات ومراقبتها، ودعوة الناخبين لصناديق الاقتراع وتعديل قانون الانتخابات.
واعتبر ”بن فليس“، الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في 2004 و2014، أن ”الشروط المؤسساتية والقانونية والإجرائية لانتخاب رئيس للجمهورية متوفرة اليوم، فرغم بعض النقائص التي ليس تأثير، فإن هذه الشروط تستجيب لمعايير مقبولة لإجراء اقتراع رئاسي”.
