الجزائر تحتفل لأول مرة بالعام الجديد 2986

شهدت مدن وولايات الجزائر، أمس الجمعة، ولأول مرة، احتفالات رسمية وشعبية،  برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2986، بعد إعلان السلطات عن إقرار «ينّاير/ كانون الثاني» عيدا وطنيا ويوم عطلة مدفوعة الأجر، واتسعت الاحتفاليات لتشمل كافة أرجاء الجزائر، ولم تعد تقتصر على منطقة القبائل وبعض المناطق الأخرى فقط.

 

 

 

 

 

ويصادف رأس السنة الأمازيغية  يوم 12  يناير/ كانون الثاني من كل سنة، وأخذت الاحتفالات طابعا خاصا هذه السنة، بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام في جعل ينّاير عيدا وطنيا ويوم عطلة مدفوعة الأجر، وذلك في إطار سلسلة إجراءات لتهدئة الخواطر، بعد الغليان الذي شهدته منطقة القبائل ومناطق أخرى قبل بضعة أسابيع، وكان يوحي بتطورات خطيرة، على خلفية قرار البرلمان رفض مقترح لتطوير اللغة الأمازيغية.

 

 

 

 

كانت السلطات الجزائرية، تتجاهل الاحتجاجات التي اندلعت في منطقة القبائل، ثم اضطرت في وقت لاحق إلى الرد عليها من خلال إقرار «ينّاير» عيدا وطنيا، والإعلان عن الإسراع في تأسيس أكاديمية للغة الأمازيغية، والتي أقرها الدستور الجديد الذي رأى النور سنة 2016، ولكن الحكومة تماطلت في تجسيدها على أرض الواقع، حتى انفجرت موجة الاحتجاجات الأخيرة.

 

 

 

 

 

 

واعتبر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني «الحزب الحاكم»، جمال ولد عباس، أن الرئيس «بوتفليقة» تعامل مع القضية الأمازيغية «بالعقل والتدريج»، حيث قام بترسيمها كلغة وطنية 2002 ثم رسمية سنة 2016 وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قرر ترسيم (يناير/ كانون الثاني) كعيد وطني وكيوم راحة مدفوع الأجر مع إنشاء أكاديمة اللغة الأمازيغية، وبهذه القرارات سحب الرئيس بوتفليقة  البساط من تحت أرجل الذين يتاجرون بالقضية الأمازيغية.

 

 

وفيما يخص الجدل القائم حول الحرف الذي سيستعمل في كتابة اللغة الأمازيغية؟ قال جمال ولد عباس: «يجب ترك الموضوع للمختصين من  أكاديمية اللغة الأمازيغية للفصل فيه  كونهم يملكون الكفاءة ليقرروا الحرف المناسب لترقية اللغة الأمازيغية ».. وأشار «ولد عباس»إلى الدور الذي قام به المجاهدون من أبناء منطقة القبائل إبان الثورة التحريرية من خلال إفشال ما أسماه  «الأزمة البربرية سنة 1949».

 

 

 

 

وكانت بلدية «الجزائر الوسطى» أولى بلديات العاصمة الجزائرية التي تغير اللافتة الموجودة على مدخلها الرئيسي بأن أضافت لها اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، وقد اعتبر رئيسها عبد الحكيم بطاش، أنها مبادرة تأتي في إطار توجه الدولة الجزائرية نحو تكريس الأمازيغية باعتبارها مكون أساسي من مكونات الهوية الجزائرية إلى جانب اللغة العربية والدين الإسلامي، وأن تأسيس أكاديمية للغة الأمازيغية، سيمكن من تطوير اللغة الأمازيغية وانتشار تعليمها في كل ربوع الوطن.

 

ويرى المحلل السياسي الجزائري، نجيب بلحيمر، أن القرارات التي أعلنتها السلطة السياسية في الجزائر تأتي بعد سنوات من النكران والصراعات حول موضوع الهوية الأمازيغية، ولا يمكن تجاهل الخلفية السياسية لهذه القرارات، التي جاءت في وقت كانت فيه منطقة القبائل بدأت تشهد غليانا أقلق السلطة، التي تخشى من اندلاع أي فتيل أزمة، خاصة في ظل الظروف الخرجة التي تمر بها البلاد، وبالتالي فإن السلطة تسعى إلى نزع ورقة الأمازيغية من أيدي المعارضين لها، حتى لا يستعملونها في الضغط عليها.

 

 

 

 

 

وأضاف بلحيمر، إن هذه القرارات لا يمكن أيضا فصلها على الاستحقاقات والمواعيد الانتخابية المقبلة، خاصة وأن الانتخابات الرئاسية مازال يفصلنا عنها حوالي سنة واحدة، والسلطة ليست بحاجة إلى صداع إضافي في رأسها، وتريد تهيئة الأرضية للمشاريع السياسية التي رسمتها بشأن المرحلة المقبلة.

 

 

ويذكر أن أغلبية العائلات الجزائرية، حتى غير الأمازيغية، كانت تحتفل بعيد رأس السنة الأمازيغية،  تحت مسمى «رأس عام العرب»، والذي كان دائما يعرف طقوسا خاصة، مثل إعداد أطباق تقليدية بلحم الدجاج خصيصا.. وبصرف النظر عن الخلفيات السياسية، فإن الاعتراف بالأمازيغية كمكون من مكونات الهوية الجزائرية وضع حدا لسنوات طويلة من نكران الذات، والصراعات السياسية والشعور في الغبن والإقصاء.

 

 

 

 

ومنطقة القبائل في الجزائر،  هي منطقة ذات خصوصية ثقافية ـ طبيعية ،في شمال شرق الجزائر ، وهي جزء من سلسلة  جبال الأطلس، وتقع بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط،، وتشكل وحدة جغرافيا من خلال سلاسلها الجبلية، غير أنه يتم تقسيم المنطقة إلى جزئين: الأولى هي القبائل الكبرى.. والثانية هي القبائل الصغرى.. مع أختلاف في تحديد الحدود الجغرافية للمنطقتين، لكن في الغالب يتم تحديد منطقة القبائل الكبرى بولاية تيزي وزو، وبومرداسن، وجزء كبير من  ولاية البويرة، ومنطقة القبائل الصغرى تضم ولاية بجاية،  وأجزاء كبيرة من ولاية بومرداس، برج بوعريريج ، سطيف، جيجل، وولاية ميلة.

 

 

المعروف أن التقويم الأمازيغي أو التقويم الفلاحي أو التقويم العجمي هو تقويم زراعي قليل ما يستعمل في دول شمال أفريقيا، ويعرف أيضًا بـ التقويم الفلاحي (أي الريفي) نظرا لإرتباطه الوثيق مع الفلاحة والزراعة في شمال أفريقيا أي من أجل تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية، وأصله حسب الرويات التاريخية يرجع لبقايا التواجد الروماني.. ويوافق العام  2018 في التقويم الميلادي الأمازيغي الحالي 2968 أي بإضافة 950 سنة. أول أيام العام الأمازيغي يوافق دوما 12 يناير/ كانون الثاني.. وتاريخ هذه المحطة التاريخية يعود إلى 950 سنة قبل الميلاد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التقويم الأمازيغي يعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملها الإنسان على مر العصور، والتي تؤرخ بالضبط لحدث تاريخي وسياسي حينما استطاع الأمازيغ دخول مصر الفرعونية بعد الانتصار عليهم في حروب عمرت طويلا وبالتحديد في عهد الأسرة الـ 21 التي كان يقودها الملك الفرعوني «رمسيس الثالث» وهكذا استطاع الأمازيغ تأسيس الأسرة الـ 22 بعدما تمكنوا من الانتصار على الفراعنة بقيادة الزعيم الأمازيغي «شيشنق» أو «شاشنق» في معركة دارت رحابها في منطقة «بني سنوس» قرب تلمسان الجزائر، حسب عدد من المؤرخين الجزائريين.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]