في ظل أجواء من التوتر «المكتوم» بين الجزائر والمغرب، وما وصفته الدوائر السياسية في المغرب بـ «الاحتقان السياسي» بأبعاده التاريخية.. كشفت مصادر دبلوماسية مسؤولة في الخارجية الجزائرية، أن الجزائر لن تتجه إلى أي نوع من التصعيد مع المغرب، ولا ترى أي داع لاستدعاء القائم بأعمالها في المغرب للتشاور، في أعقاب التصريحات «الساخنة» المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين، ومع التطورات الأخيرة حول قضية الصحراء، وقطع الرباط علاقاتها مع طهران، وتبادل الاتهامات حول القضيتين !! وقال دبلوماسي جزائري لوسائل الإعلام المحلية، إن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما ترفض الدخول في الاستراتيجية المغربية التي تريد جرها إلى معارك هامشية، وهي لا ترى أي جدوى من ذلك.
وأوضح المصدر الدبلوماسي الجزائري، أن المغرب عاد للحدث عن كلام وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، الذي تسبب بأزمة دبلوماسية مع المغرب، رغم أن تصريحاته لم تكن واردة في خطاب رسمي للخارجية الجزائرية، وإنما كان «مجرد تعليق على تساؤلات طرحها رجال أعمال جزائريون، وأراد الوزير وضع رجال الأعمال الجزائريين في الصورة ودفعهم للتخلي عن خطاب جلد الذات الذي يمارسونه بخصوص الجزائر ومقارنتها في كل مرة بالمغرب، دون أن تكون لهم الحقائق الكافية حول الأساليب التي يستعملها هذا البلد والضرر الذي يتسبب به للعديد من الدول الإفريقية تحت مسمى الاستثمار»، ورفض وزير الشؤون الخارجية الجزائري، وصف المغرب بأنه «المثال الذي يحتذي به في إفريقيا بالنظر لاستثماراته»،وقال إن المغرب لا يقوم باستثمارات في إفريقيا كما يشاع، بل أن بنوكه تقوم بتبييض أموال الحشيش، مضيفا بالقول «هناك قادة أفارقة يعترفون بذلك»، موضحا أن الخطوط الملكية المغربية لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول افريقية!!
وأكد الدبلوماسي الجزائري، أن بلاده لن تتجه إلى التصعيد مع المغرب، لأنها تعلم الخلفيات التي تحرك الجانب المغربي.. وذكر أن المسؤولين المغاربة الذين يحاولون تهويل تصريحات الوزير مساهل، «هم منخرطون بشكل شبه يومي في حملات سب وشتم ضد الدولة الجزائرية ومؤسساتها خاصة رئاسة الجمهورية، بينما ترفض الخارجية الجزائرية الرد أو النزول إلى هذا المستوى».
وأضاف المسؤول الجزائري، إن الحملة التي شنها المغرب ضد الجزائر عقب قطعه علاقاته مع إيران، لم تهدأ بعد، ومحاولة توريط الجزائر في قضية لا جمل لها فيها ولا ناقة، حتى عاد رئيس دبلوماسيتها ـ وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ـ للتهجم مجددا على الجزائر، موجها اتهامات خطيرة جدا دون تقديم أي دليل، عبر حوار أجراه مع مجلة جون أفريك.
ومن جانبه أكد مسؤول بالخارجية المغربية، حرص بلاده على التهدئة مع الجزائر، وتنقية الأجواء بين البلدين، وأن لا تكون الخلافات أو التباعد في المواقف السياسية سببا للتوتر بين دولتين شقيقتين جارتين.
كان وزير خارجية المغرب، جدد أيضا الاتهام لإيران معتبرا أن قرار قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يتناسب وخطورة أفعال حزب الله، المدعوم من طرف طهران، والتي تهدد أمن المملكة، مؤكدا أن المغرب يملك أدلة دامغة، منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر، وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي «جبهة البوليساريو».
