«الجماعة» فوق الوطن.. صفحات من تاريخ «العنف والدم»

من بين النظريات التي وضعها مؤسس علم الاجتماع، المؤرخ والمفكر العربي ابن خلدون ( عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون،  1332 ـ 1406)، أن الأحداث والوقائع التي تجري في الزمن الحاضر ولها ما يُماثلها من الأحداث والوقائع التي جرت في الزمن الماضي وفي المكان نفسه، فإنه يمكننا أن نتنبأ بمستقبلها.. بمعنى آخر، بحسب مفهوم ابن خلدون، عندما نحقق أي خبر أو حدث من أخبار وحوادث تجري في الوقت الحاضر، يجب علينا مقارنته مع ما يشابهه من وقائع التاريخ، فالظروف المتشابهة ينتج منها وقائع متشابهة أيضاً، وبذلك يكون بمقدورنا معرفة الحاضر بشكل صحيح.

وهذه بعض صفحات من تاريخ «العنف والدم»..وهي تتكرر، وربما بأدق تفاصيل سطورها، بعد اليوم المشهود، الذي سجل انفجار ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013،  والخروج الكبير غير المسبوق عالميا، يعلن زحف الملايين من الشعب المصري تطالب بعزل الرئيس الإخواني «محمد مرسى» وسقوط حكم المرشد، وحل جماعة الإخوان المسلمين، ثم تداعت الأحداث بعد التفويض الشعبي للجيش بمواجهة الإرهاب، في السادس والعشرين من يوليو/ تموز، وحين التحمت الملايين من الشعب المصري مرة أخرى داخل الشوارع والميادين العامة، وتم فض اعتصامي «جماعة الإخوان وأنصارها من التيار الإسلامي»، في ميداني النهضة بالجيزة، ورابعة العدوية في مدينة نصر..ثم انفجرت أعمال العنف، تهدد بالمزيد من الدماء !!

وما حدث كان متوقعا بالطبع..ولكن ما لم يكن متوقعا، هو تكرار نفس الصفحات، من نفس القصة، وحتى تشابه الأحداث والوقائع تقريبا، نفس مشاهد الدماء والاغتيالات، وحتى الصفقات، ونفس المطامع، لم يتغير شيئ، ومنذ أن تم تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد مدرس للغة العربية في مدينة الإسماعيلية «الأستاذ حسن البنا» عام 1928 ..وفي 23 مارس/ آذار من نفس العام ـ كما يعترف البنا في كتابة «مذكرات الدعوة والداعية» ـ يتلقى دعما ماليا وقدره ( 500 جنيه ) من ضابط المخابرات البريطانية بعدما ذهب للجلوس معه في الفرقة( m 6 ) دعما لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين !! والمبلغ يعادل ملايين الجنيهات في الزمن الراهن، وبهذا الدعم انتقل «البنا» ليقيم في القاهرة، ويجتمع مؤسسو «الجماعة» السبعة، ويعلنوا في أول بيان لهم عن : إنشاء جماعة الإخوان المسلمين.. واختيار «البنا ” رئيسا لها.. واتفقوا فيما بينهم على أسس التكوين من ثلاثة أجيال :

  • جيل التكوين..وهو الجيل الذي يسمع، وليست الطاعة واجبة عليه، فيجب نشر الفكرة وتحبيب الناس فيها دون فرض قيود الطاعة والولاء حتى لا تفشل الفكرة .
  • جيل الجهاد..وهو الأداة التي ستصبح وسيلة تحقيق الغاية نحو هدف البنا الأساسي
    ( الخلافة وأستاذية العالم )، ومفروض عليه السمع والطاعة.
  • جيل الانتصار..وهو الذي سيتولى أمر المسلمين بعد تحقيق الهدف.

 

النظام الهرمي للجماعة.. تشكيلات عسكرية!!

وأسس حسن البنا النظام الهرمي للجماعة، وبشكل أقرب إلى النظام العسكري، بدءا من الأسر، والشعب، والمناطق، فالمحافظات، حتى تصل إلى مكتب الإرشاد ، وكل أسرة ( تعادل كتيبة في الجيش) مكونة من بضعة أفراد يتحكم فيها قائد، وكل مجموعة من الأسر تشكل شعبة ( لواء لدى القوات المسلحة)، وكل مجموعة من الشعب تمثل منطقة فمحافظة (منطقة عسكرية لدى الجيش)، وكل فرد مطالب بطاعة الذي يعلوه دون رد، فالأمر قد جاءهم من مكتب شورى الإخوان الذي لايخطئ أبدا، وإذا تجرأ أحد  بالسؤال فهو معرض للتحويل إلى مجلس تأديب (تحويل للمكتب لدى الجيش) !!

خطوات تأسيس «الجهاز الخاص» الإرهابي

وبدأ حسن البنا في العام 1938 ينتقل بجماعته للجيل الثاني، وهو الجيل المحارب أو جيل الجهاد..وبالفعل بدأ في تحويل جزء من الجماعة من العمل المدني الدعوي للعمل العسكري .. فأنشأ فرق للرحلات، تطورت لجواله بلباس عسكري، تطورت إلى كتائب، تطورت إلى أسر، تطورت بطبيعة الحال لتنظيم مسلح..عرف هذا التنظيم بإسم الجهاز الخاص أو التنظيم السري .. وشروط الانضمام إليه بالغة الصعوبة، لأن عناصره يتم اختيارهم بدقة بالغة..شعارهم الموت في سبيل الله والتضحية بكل ما هو غالي ونفيس..وقانون هذا التنظيم يعرف بـ «قانون التكوين»، أي أنه يتم تكوين التنظيم من مجموعات، وكل مجموعة ينبثق عنها مجموعات أخرى، ينبثق عن كل منها مجموعات أخرى، بحيث لا يكون هناك رابط بين المجموعات وبعضها لتأمين أنفسهم !!

 

 وبعد 4 سنوات فقط من تأسيس «الجهاز الخاص» بدأت فصول العنف الدموي والإرهاب :

  • بتاريخ 6 يوليو/ تموز 1942 وقع صدام في مدينة بور سعيد بين أعضاء هذه الجماعة وخصوم لهم، استعملت فيه القنابل والأسلحة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد خصومهم وإصابة آخرين (جناية رقم 679 سنة 1942 قسم ثان بور سعيد) .. وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول سنة 1946 تمت واقعة ضبط بعض أفراد الجماعة بمدينة الإسماعيلية يقومون بتجارب لصنع القنابل والمفرقعات.. ووقعت بتاريخ 24 ديسمبر/ كانون الأول سنة 1946 حوادث إلقاء القنابل، إنفجرت 5 منها في عدة أماكن بمدينة القاهرة، وتمكن الأمن المصري من ضبط اثنين من المتهمين من أعضاء  الجماعة قدما لمحكمة الجنايات ( الجناية رقم 767 سنة 1946 قسم عابدين ـ 177 سنة 1946 كلي).

 

  • في عام 1945 قام محمود العيسوي باغتيال رئيس وزراء مصر، أحمد باشا ماهر، وقد أقر الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ سيد سابق ـ المنتميان لجماعة الإخوان ـ في مذكراتهما بالواقعة.. ويقول «الباقوري» في مذكراته: «ومن سوء حظ الدعوة أن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لإسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الإسماعيلية، وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرّن على المحاماة في مكتب الأستاذ عبد المقصود متولي، وهو المحامي الشاب محمود العيسوي، فيما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكي تتمكن مصر ـ بهذا الإعلان ـ من أن تمثل في مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية، ورأي النظام الخاصن أن الفرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، فاعتدى عليه محمود العيسوي، في البرلمان بطلقات سلبته حياته».

وداخل هذا الفصل من رواية «إخوان العنف والدم»،  نجد أن أحمد باشا ماهر، قد أجرى الانتخابات البرلمانية في يناير/ كانون الثاني سنة 1945 ، ونتج عنها عدم فوز حزب الوفد بالأغلبية، وكان حسن البنا قد تقدم لخوض الانتخابات في مدينة الإسماعيلية ولم يفز، فاعتبر أنصاره أن عدم نجاحه  كان متعمدا من رئيس الوزراء، رغم أنه لم يثبت أن هناك تزويرا تم في هذه الدوائر، كما أن منافس حسن البنا كان معروفا في مدينة الإسماعيلية ومقيما بها ، بينما البنا كان قد غادرها إلى القاهرة ،  وهو ليس من أبناء الإسماعيلية أصلا ، وقد ترك الإسماعيلية وخلفه عددا من المشكلات وغضب بين فريق من الإخوان تحدث هو عنه في مذكراته.

 

وتقول تفاصيل المشهد الدموي : بينما كان الدكتور أحمد ماهر باشا داخل الجلسة السرية لمجلس الوزراء، جلس أربعة شبان في البهو لساعات طويلة ينتظرون، وما إن تهيأ للخروج حتى تقدم أحدهم منه ليصافحه، لكنه بدلا من ذلك أخرج مسدسا وأطلق عليه رصاصة واحدة أصابته في قلبه، وهدد القاتل المحيطين برئيس الوزراء، حتى لا يتمكنوا من الإمساك به، لكن في النهاية تم القبض عليه، وهرب الثلاثة الآخرون !!

  • وفي العام 1946 اندلعت في مصر مظاهرات عديدة .. كان للإخوان فيها حظا كبيرا .. ثم قام التنظيم السري للجماعة بتفجير عدد من أقسام الشرطة ( والوقائع تكررت في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس/ آب 2013) !!

 

ومع بداية العام 1948 ـ وهو عام الكوارث على الإخوان المسلمين ـ وبالتحديد في السابع والعشرين من فبراير/ شباط ، وقع انقلاب على نظام الحكم في اليمن، واغتيل الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن على يد المعارضة بزعامة عبد الله الوزيري، وكان لحسن البنا وللجماعة الدور الأكبر في هذا الانقلاب بالتعاون مع «البدر» حفيد الإمام يحيى لإعداد اليمن لتكون أولى دول الخلافة، ولكن الإنقلاب لم يدم لأكثر من ستة وعشرين يوما فقط .. فكان ذلك بداية التوتر بين ملك مصر وحكومتها من جانب، وجماعة الإخوان المسلمين ورجلها الأول حسن البنا من جانب آخر (هل هناك تشابه مع ما يحدث حاليا في ليبيا واليمن وسوريا)؟!

 

  • وفي 22 مارس/آذار من نفس العام 1948.. قام التنظيم السري باغتيال قاضي مدني وهو القاضي أحمد  بك الخازندار، وهو يعبر الطريق، على يد عضوي الجماعة، حسين عبد الحافظ، ومحمود زينهم، اللذان عوقبا بالأشغال الشاقة المؤبدة لكلاهما..وقد تم اغتيال القاضي بعدما حكم في قضية كان أحد أطرافها عضوا في جماعة الإخوان المسلمين !! ويقول أحد قيادات النظام الخاص لجماعة الإخوان «أحمد عادل كمال»، عن بداية واقعة الاغتيال والترتيب لها : «لأول مرة أقول هذا، جرى نقل «الخازندار» إلى القاهرة من الإسكندرية، ولم يكن أحد يعرف مكانه، وكان «السندي» مسؤول التنظيم الخاص، لا يريد قتله في المحكمة، حينها كنت أعمل في بنك القاهرة، وفوجئت بأن «الخازندار» فتح له حسابا عندنا، فأخذت معلومات عنه، منها عنوانه، وأبلغتها لقياداتي في النظام، وكنت أعلم بأن هناك تخطيطا لقتله».

 

  • وبتاريخ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948، تمكنت الشرطة من ضبط «سيارة جيب»،بها مستندات تخص جماعة الإخوان المسلمين، تضم مخططات تفجير واغتيالات.. ومستندات كل عمليات التفجير التي تمت في الآونة الأخيرة، فضلا عن بعض القنابل والمتفجرات .. والأهم من ذلك القبض على ثلاثة من رجال الإخوان كان أهمهم «مصطفى مشهور» أحد الخمسة المؤسسين والمسؤولين عن التنظيم السري «التنظيم الخاص»، وأحمد عادل كمال ، وآخر..(مصطفى مشهور، أصبح فيما بعد المرشد العام الخامس لجماعة الإخوان المسلمين، 1996 ـ 2002  فيما عرف بـ «بيعة المقبرة»، حيث تمت مبايعته مرشدا عاما ، في مقابر القطامية، عقب تشييع جثمان محمد حامد أبوالنصر، المرشد الرابع، بزعم  إفشال مخطط أمني ضد الإخوان )ّ!!

 

تأسيس التنظيم الدولي للإخوان

ومصطفى مشهور، صاحب خطة الصدام مع الدولة، هرب من مصر  بعد واقعة اغتيال الرئيس المصري  الأسبق «انور السادات»، متوجها إلى الكويت؛ خوفًا من الملاحقة الأمنية، وبدأ يجمع التكتلات الإخوانية وفق رؤيته التي تلخصت في «الجهاد هو السبيل»، وبتاريخ 29 يوليو/ تموز سنة 1982 أعلن تأسيس التنظيم الدولي للإخوان، وأعلن لائحته الرسمية التي عُرِفت بـ«النظام العام للإخوان المسلمين»..وتولى «مشهور» قيادة التنظيم الدولي من خلال شبكة شديدة التعقيد، وعمل على توسيع أفرع وهياكل التنظيم في الدول كافة، خلال الخمس سنوات التي قضاها بالخارج، إضافةً إلى تقريب وجهات النظر بين المدارس الإخوانية المختلفة؛ لجمع الشمل مرة أخرى، واستقطاب حركات وجماعات إسلامية لا تتبع الإخوان بشكل تنظيمي مثل الجماعة الإسلامية في باكستان.

 

وعُرِف «مشهور» باسم حركي هو «أبوهاني»، وحرص على سرية التنظيم قدر المستطاع، إلا أن وثيقة مسربة لاجتماع التنظيم عام 1991 في العاصمة التركية «أنقرة»،( كانت أنقرة أيضا ملاذا للتنظيم كما يحدث حاليا)، وكشفت الوثيقة عن الأهداف التي تمحور حولها التنظيم، وعكست الفكر المتشدد، إذ احتوت الوثيقة التي وقع عليها «مشهور» باسمه الحركي، على رغبة الجماعة في إقامة عاصمة إخوانية، وإعادة إحياء فكرة «الجهاد»، من خلال تنظيم عسكري مثل سابقه الذي أسسه «البنّا» في الأربعينيات.. وكان منهجه «لا بيعة بغير صدام»، وهو جانب آخر يثبت تأثره بمؤسس الجماعة، الذي أقر بأن حراسة الحق لا تتم إلا بالقوة، فغير المسلمين مثلًا إما أن يدخلوا في الإسلام، وإما يدفعوا الجزية، وإما قتالهم إن لم يستجيبوا !!

 

  • في 4 ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام 1948 جرت مظاهرة بكلية الطب جامعة فؤاد ( جامعة القاهرة )، فقاد اللواء سليم زكي ــ حكيمدار شرطة القاهرة ــ قوات الأمن لفض المظاهرة .. وإذا بطالب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يلقي عليه بقنبلة من الطابق الرابع فسقطت أمامه، ومات على الفور !! وبعد يومين من الحادث، في 6 ديسمبر/ كانون الأول، صدر الأمر بإغلاق صحيفة الإخوان، وبعد يومين أيضا، وفي مساء 8 ديسمبرم كانون الأول، أذاع راديو القاهرة أمر الحاكم العسكري العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ، ومصادرة أموالها وممتلكاتها .

 

وقد سبق قرار حل جمعية الإخوان المسلمين ، تقريرا تضمنته مذكرة قدمها عبد الرحمن بك ، وكيل وزارة الداخلية إلى رئيس الوزراء، النقراشي باشا ، جاء فيها : «كشف القائمون على أمر جماعة الإخوان المسلمين، عن أغراضهم الحقيقية، وهي أغراض سياسية ترمي إلى وصولهم إلى الحكم، وقلب النظم المقررة في البلاد، وقد اتخذت الجماعة في سبيل الوصول إلى أغراضها طرقا شتى يسودها طابع العنف، فدربت أفرادا من الشباب أطلقت عليهم إسم الجوالة، وأنشأت مراكز رياضية تقوم بتدريبات عسكرية مستترة وراء الرياضة، وأخذت الجماعة تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات، وتخزنها لتستعملها في الوقت المناسب..» !! والمشهد العام الإخواني مكرر ومعاد حاليا وربما بنفس التفاصيل !!

  • وقرر الإخوان المسلمين الانتقام من النقراشي باشا رئيس الوزراء ، ردا على قرار حل الجماعة..وكان محمود فهمي النقراشي باشا ، رئيس الحزب السعدي ، ورئيس الوزراء ، والحاكم العسكري العام ، فضلا عن كونه وزير الداخلية ووزير المالية في وزارته ، قد شعر بالخطر، فبدأ يشدد الحراسات حوله تحسبا لفعل إخواني كردة فعل على قرار حل الجماعة .. وفي العاشرة من صباح يوم الثلاثاء ، 28 ديسمبر/ كانون الأول 1948 وفي بهو وزارة الداخلية تنكر شاب من شباب الإخوان المسلمين في زي ضابط وقام بإطلاق الرصاص على النقراشي باشا بين أفراد حراسته فأرداه قتيلا.

وليست مصادفة أن إثنين من أبطال «ثورة  1919 »، اللذين حكم عليهما الإنجليز بالإعدام، ولم يتمكنوا من تنفيذ الحكم، قام بإعدامهما فعليا  جماعة الإخوان، وهما أحمد ماهر باشا، ومحمود فهمي النقراشي باشا، أي أن التنظيم الخاص الذي أسسه حسن البنا نفذ ما عجز الإنجليز عن تنفيذه ؟!

 

  • وفي صباح يوم 13 يناير/ كانون الثاني 1949 قام «شفيق أنس»، أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بحمل حقيبة وذهب بها إلى محكمة الاستئناف بباب الخلق، وسط القاهرة، وإدعى بأنه مندوب من إحدى مناطق الأرياف جاء بقضايا للعرض على النائب العام، وترك الحقيبة في المكتب داخل المحكمة وذهب بحجة تناول الإفطار، وبعدما غادر المكتب بدأت شكوك الموظفين بالمكتب حول الحقيبة، فتم استدعاء الأمن، وأخذوا الحقيبة خارج المحكمة وانفجرت بالشارع العام، وبعد القبض على «شفيق أنس» إعترف بأن الغرض من التفجير كان نسف المحكمة، وذلك للتخلص من أوراق ومستندات قضية السيارة الجيب..وكان ذلك بأمر من سيد فايز مسؤول التنظيم السري !!

  • وفي العام 1954 تكشفت أخطر فصول لعبة «التآمر والصفقات والاختراقات»، بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس مجلس قيادة الثورة «جمال عبد الناصر»في ميدان المنشية بالإسكندرية .. والاعترافات ـ بالتفصيل ـ وردت على لسان أبرز قيادات الإخوان والتنظيم السري ـ وقتئذ ـ هنداوي دوير، وإبراهيم الطيب..وكان من بين الذين تم القبض عليهم سيد قطب، واعترف بأنه زار المرشد العام حسن الهضيبي عقب عودته من سوريا، وأبلغه الأستاذ الهضيبي بأنه سيحدث انقلاب في الحكم قريبا، وأن هذا الانقلاب سيتم مع بقاء محمد نجيب رئيسا للجمهورية !!

 

وقال سيد قطب، إنه قال للهضيبي: «خلي بالكم شوية، واعملوا احتياطات من الناحية الدولية، لأن منطقة الشرق الأوسط منطقة حساسة، وقد تتدخل بعض الدول»، فقال له المرشد: «لقد اتخذت احتياطات دولية..والإخوان قاموا باتصالات في هذا الشأن، حتى تعترف الدول بانقلاب الإخوان»..( وكأن التاريخ يعيد نفسه في تلك الشهور الساخنة بعد ثورة 25 يناير 2011 وقد حدثت بالفعل إتصالات ومشاورات وصفقات مع القوى الخارجية وفي المقدمة واشنطن) !!

 

الصدام مع كل السلطات الحاكمة في مصر..منذ عهد الملك فاروق

وهكذا..وعلى مدى عصور، إصطدمت «جماعة الإخوان» خلالها بكل السلطات الحاكمة، سواء في عصر الملك فاروق، أو عبد الناصر، أو السادات، أو مبارك، وبعد الثورة الشعبية المصرية الأولى 25 يناير/ كانون الثاني 2011 ، واشتعل مسلسل «الدم والعنف» بعد الثورة الشعبية الثانية في 30 يونيو/ حزيران 2013 ، ثم توالت العمليات الإرهابية «الإخوانية» بعد فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، وفي سبيل عقيدة أن ( الجماعة فوق الوطن )، وأن كل الأدوات والوسائل مشروعة لتحقيق حلم السلطة، معتبرين أن هذا حق أصيل، بل و«شبه  مقدس»، ويستند إلى مرجعية الإسلام..ولذلك لا يعترفون بالإرادة الشعبية وشرعيتها، التي عزلت «الرئيس الإخواني»، ووضعت نهاية لحكم الإخوان، فبدأت «الجماعة» تطلق نيرانها وتشعل حرائق الرعب في مصر، وكأن من حق تنظيم الإخوان الإمساك بجسد الوطن ليغرق معه في دوامة العنف والدم !!

تفسير الوقائع عند «ابن خلدون»

وبحسب مفهوم ابن خلدون، عندما نحقق حوادث تجري في الوقت الحاضر، يجب علينا مقارنتها مع ما يشابهها من وقائع التاريخ، فالظروف المتشابهة ينتج منها وقائع متشابهة أيضاً، وبذلك يكون بمقدورنا معرفة الحاضر بشكل صحيح، وأن المعرفة المتكاملة لا تتم لنا من دون معرفة الحوادث الماضية، إذ نستطيع من خلال هذه العملية النمطية بين الحاضر والماضي أن نستنبط أحوال المستقبل.

ولذلك استعرضنا هذا السرد من بعض ما حدث بفعل الماضي القريب.. حيث كانت مشكلة «الإخوان» أنهم في حالة تعود دائم على العمل السري، وحالة تعود دائم على صوت «الرصاص والاغتيالات».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]