«الجمعة» التي انتصر فيها الكاشوك على غطرسة الاحتلال

أشعل الفلسطينيون، الجمعة الماضية، الآلاف من الإطارات المطاطية أو ما يعرف بـ”الكاوشوك” على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وذلك في اطار فعاليات الجمعة الثانية لمسيرة العودة الكبرى، والتي جاءت تزامناً مع إحياء يوم الأرض الخالد في الثلاثين من الشهر الماضي.

ولم يكن يوم الجمعة الماضية يوماً عاديا ليس بالنسبة للفلسطينيين فحسب بل للإسرائيليين وكل العالم الذي ظل يراقب ماذا سيحدث على حدود غزة، في ظل اصرار المتظاهرين الفلسطنيين على احراق الاف اطارات السيارات ، وقد غطت في هذا اليوم  سحابة ضخمة من الدخان الاسود,، سماء منطقة الحدود الشرقية والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، والناجمة عن إشعال الفلسطينيين للكاوشوك في محاولة لحماية انفسهم من رصاص قناصة جنود الاحتلال، وحجب الرؤية عنهم، ما يتيح للمتظاهرين التحرك بحرية اكبر  من خلف الإطارات المشتعلة، خصوصا بعد عملية القنص والاستهداف المباشر لهم خلال الجمعة الأولى لمسيرات العودة.

الاحتلال يستنفر قواه

وأمام سحب الكاوشوك الكثيفة التي غطت المنطقة حاول افحتلال بكل الطرق السيطرة على الموقف  في الميدان من خلال الإستعانة بعدد من الوسائل للتغلب على الدخان الكثيف , وتشتيته من خلال استخدام خراطيم مياه كبيرة ومراوح ضخمة لكن دون جدوى . رغم ان جيش الإحتلال قام  بنشر فرقة الإطفاء الإسرائيلية على طول حدود قطاع غزة.

وبحسب موقع روتر العبري, فإن هذه المره هى الاولى التي يتم فيها استنفار قوات الإطفائية الإسرائيلية بسبب مسيرات العودة، حيث نشر عناصر وشاحنات الإطفائية في مناطق متفرقة من غلاف غزة، خوفا من وصول النيران التي ستنشب عن حرق الإطارات إلى مستوطنات الغلاف.
وقال موقع واللا العبري، أن الفلسطينيين اختاروا توقيت إشعال الإطارات بعد الظهيرة بعد متابعة حركة اتجاه الرياح التي ستكون شرقية ما يدفع الدخان نحو المستوطنات”. وساعدت الرياح الغربية الشرقية على اندفاع الدخان الأسود المتصاعد للمستوطنات المحاذية للقطاع.

عجز واستجداء

ولم يلق المتظاهرون الذي اطلقوا على الجمعة الثانية “جمعة الكاوتشوك”بالاً لكل التهديدات والتوعدات التي اطلقها قادة الاحتلال وعلى رأسهم وزير الجيش افيغدور ليبرمان, والتلويح باستهداف عمق القطاع كما جاء على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال، في حال استمرت هذه المسيرات, فيما ذهبت تل أبيب لاستجداء المجتمع الدولي ومنظماته في مسعى للحيلولة دون اقدام الفلسطينيين على احراق الإطارات.

وحاولت سلطات الإحتلال الإسرائيلي الضغط على المؤسسات الدولية والاممية  لمنع فعالية الكاوتشوك، وقامت بمخاطبة منظمة الصحة العالمية لإيقافها من اشعال الكاوشوك، بزعم المخاطر الصحية الجمة المترتبة عليها، إلا أنها لم تكلل بالنجاح .

وقالت إذاعة جيش الاحتلال, إن رئيس وكاله حماية البيئة في الأمم المتحدة تحدث مع قادة حركة حماس في قطاع غزة لإيقاف جمعة الكاوتشوك، مشيراً إلى أن رئيس الوكالة حاول الحد من حرق الإطارات في مسيرة العودة الكبرى .

وبعث منسق أنشطة حكومة الاحتلال في الاراضي المحتلة يوآف بولي مردخاي في وقت سابق، رسالة مناشدة عاجلة إلى رئيس منظمة الصحة العالمية طالبها فيها بالتدخل الفوري لوقف مخططات متظاهرين مسيرة العودة لحرق 10 آلاف إطار مطاطي بالقرب من السياج الفاصل .
ونقلت القناة السابعة العبرية عن مردخاي قوله: “هذا حدث بيئي خطير سيضر بصحة السكان ويتسبب في تلوث لم يسبق له مثيل وناشد التدخل لوقف هذا الأمر”.

إصرار وإرادة 

ورغم كل هذه المحاولات الإسرائيلية الا ان المتظاهرين الفلسطنيين قرروا المضى قدما باحراق اطارات السيارات كرسالة احتجاج شعبي وسلمي ضد الإحتلال وتوجيه رسالة للعالم اجمع ان هناك ثمة شعب ما زال يرزح تحت نير الإحتلال منذ 70 عام . وجاء اصرار المتظاهرين على اشعال الكاوشوك في الوقت الذي وجه فيه سفير “إسرائيل” في الأمم المتحدة داني دانون, دعوة إلى أعضاء في مجلس الأمن التابع للمنظمة يطالبهم فيها للتدخل من أجل إيجاد حل لمسيرات العودة على الحدود مع قطاع غزة .

ووصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية بان ما يحدث على حدود قطاع غزة ، كأنه ورشة “سيارات عملاقة”. “حدود القطاع تبدو كورشة سيارات عملاقة، حيث جمع الفلسطينيون عددا لا يحصى من الإطارات لإخراجها في المظاهرات ما ادى إلى تشويش عمل قناصة الجيش كما أراد الفلسطينيون”.

وبدا الارباك والتخبط واضحاً على المؤسسة الحاكمة في تل ابيب بعد هذا التغيير الاستراتيجية الذي نجح الفلسطينيون في إحداثه من خلال إطلاق مسيرة العودة السلمية, وذلك في وقت قالت فيه القناة العاشرة للتلفزيون العبري ان جيش الاحتلال بدا يفقد السيطرة على منطقة الحدود .

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال, بأننا لن نسمح باستمرار وديمومة مسيرات ومظاهرات العودة بشكل أسبوعي، مهددا بأن الجيش سيرد بالضرب في عمق أراضي القطاع على محاولات المساس بالجدار الحدودي مع “دولة الاحتلال”.دعوة للمراجعة :
من جهته, قال ما يسمى وزير القضاء الأسبق في حكومة الاحتلال يوسي بيلين “إن مسيرة العودة الكبرى تدلل على وجوب تغيير سياساتنا تجاه الصراع مع الفلسطينيين”, وأضاف بيلين في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم، أنَّ السياسات القائمة قد فشلت “وما يفاقم الحاجة إلى ذلك أيضا حقيقة أننا نفقد أغلبيتنا الديموغرافية”.
ووجّه جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الاوسط، في بيان “إنّ الولايات المتحدة تحضّ قادة التظاهرات على أن يقولوا بشكل واضح وقوي إنّ المتظاهرين يجب أن يحتجوا سلميًا (…) يجب ألا يقتربوا من السياج الحدودي”.

في حين, دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل “الى اتخاذ أقصى درجات الحذر في استخدامها للقوة” وذلك “بهدف تجنب وقوع خسائر” عشية تظاهرات الجمعة الثانية .
وقال غوتيريش في بيان صحفي  “يجب أن يتمكن المدنيون من ممارسة حقهم في التظاهر بشكل سلمي”، داعيا إلى استئناف محادثات التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين .

استراتيجية جديدة

ونجح الفلسطينيون من خلال مسيرة العودة في فرض استراتيجية جديدة, وإعادة القضية الفلسطينية و”حق العودة” إلى الواجهة السياسية الاقليمية والدولية ، وبدأ معها إحراج  دولة الإحتلال دوليا،بالتوازي مع لفت الأنظار إلى ملف الاعتداءات الإسرائيلية  وقتل المتظاهرين السلميين .ويقول احمد ابو ارتيمة احد النشطاء الاساسيين في فعاليات مسيرات العودة الكبرى ، ان  الشعب الفلسطيني نجح  في تحويل سنوات الحصار القاسي  من ضعف كامن الى قوة دفع  قوية في الاتجاه الوطني وتفعيل دور الجماهير , وهو ما يعني ان سنوات القهر والظلم  التي استمرت اكثر من 10 سنوات لم تخلق حالة احباط كما يريد الإحتلال وانما زادت الشباب الفلسطيني قوةً و عنفوانا وصلابةً وتمسكاً بحقوقه وفي  المقدمة منها حق العودة .

ويؤكد  ابو ارتيمة ان الشباب الفلسطيني مصممون على المضى قدماً في انتزاع حقوقهم من الاحتلال، وقد استطاع المتظاهرين من خلال وسائل شعبية بدائيةً كحرق الكاوشوك وادء الفلكور الشعبي والتراثي والمسرح والقراءة وكلها وسائل سلمية بحتة من الحاق الاذى المعنوي والنفسي والاخلاقي للاحتلال امام العالم اجمع ،واعادة الاعتبار لمشروع الوطني الفلسطيني  الذي لا يقتصر على قضية حصار ولا دولة على حدود عام 67, وانما هناك شعب اقتلع من أرضه وقرر العودة  الى ارضه التي هجر منها قسراً .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]