الجنرال «قيظ» والجنرال «زمهرير».. حلفاء بوتين في أوروبا
يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي، أصبحت تترقب الأسوأ مع تداعيات العقوبات على روسيا التي فجرت أزمة الطاقة «الحادة» وفي ظل مناخ غير مسبوق من تداعيات «تغيير المناخ» التي تضرب القارة العجوز بموجات من ارتفاع درجات الحرارة لم تعهدها الدول الأوروبية من قبل، وفي المقدمة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وأشعلت الحرائق وتهدد بموجات من الجفاف.. بينما أعلنت دول الاتحاد الأوروبي «التقشف وترشيد استهلاك الطاقة»، الأمر الذي يشكل ضغوطا من المعاناة على المواطنين «صيفا وشتاء»!
حلفاء بوتين في أوروبا
تكلفة مواقف وسياسات الدول الأوروبية تجاه الحرب في أوكرانيا، لم تعد محتملة، ويرى سياسيون ومحللون أن «دعم أوكرانيا» ضد روسيا، خلق وضعا صعبا داخل أوروبا، وبدوره خلق «حلفاء» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهما ـ بحسب تعليقات الدوائر السياسية الغربية: «الجنرال قيظ»، و«الجنرال زمهرير»..وفي إشارة إلى معاناة الدول الأوروبية من قسوة حرارة الصيف، ومن سطوة التجمد شتاء، بسبب ازمة الطاقة التي صاحبتها التغييرات المناخية .
- وتترقب الدوائر السياسية في الغرب، أن يكون للجنرالين «القيظ والزمهرير» دورا في تغيير السياسات والمواقف الأوروبية تجاه روسيا.
بوتين يغيّر الحلفاء في أوروبا
ومن جانبه، يتوقع الباحث الروسي، ميخائيل روستوفسكي، أن يعمل «حليف جديد لبوتين» هو «الجنرال قيظ» في أوروبا، وفي غضون بضعة أشهر سيحل محله حليف أكثر خطورة، هو «الجنرال زمهرير»، وهذه هي الطريقة التي ينظر بها السياسيون والمحللون في أوروبا إلى تفاقم النزاع حول أوكرانيا.
هل تستطيع روسيا تقسيم أوروبا؟
وفي نفس السياق، نشرت مديرة المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، نتالي توتشي، مقالاً في مجلة Foreign Affairs المرموقة بعنوان «هل تستطيع روسيا تقسيم أوروبا: لماذا يمكن لسلام زائف أن يكون أسوأ من حرب طويلة؟»
قد لا يكون أكبر تهديد للتحالف الأوروبي عدم إحراز تقدم في إنهاء التصعيد في أوكرانيا، كما هو الواقع حتى الآن، إنما الخطر في هدوء نسبي للصراع قد يتيح لموسكو إجبار بعض دول الاتحاد الأوروبي على ابتلاع الطعم، وإقناعهم بالضغط على كييف لإجبارها على تقديم تنازلات.
- من المرجح أن يحدث هذا خاصة إذا استمرت أزمة الطاقة الحالية في التأزم..ووفقا لنتالي توتشي، فإن هذا الخيار غير مقبول إطلاقا. وبدلاً من «الاستسلام لوهم السلام الزائف»، تحتاج أوروبا إلى الصمود والصمود، ثم الصمود.
ويشير الباحث الروسي في صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، ميخائيل روستوفسكي، إلى جولة جديدة مرتقبة من مناطحة الغرب لموسكو، في 11 سبتمبر/ أيلول المقبل..وقال موضحا: في الوقت الحالي، لا يمكننا الحديث إلا عن توازن القوة بين القوى المتحاربة في أوروبا، عشية الموسمين السياسيين، الخريفي والشتوي..وأول نقطة مرجعية دالة ستكون الانتخابات الروسية في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل. فإذا ما تم إجراء استفتاءات في بعض المناطق السابقة في أوكرانيا حول وضعها السياسي الجديد، في هذا اليوم الانتخابي، فيتعين على الاتحاد الأوروبي الرد بطريقة ما على هذا الأمر.
الكلمة الفصل للجنرال «زمهرير»
- ولكن التصعيد الأكبر سيبدأ بعد ذلك بقليل، عندما يبدأ «الجنرال زمهرير» في العمل. بعد ذلك، سيتضح من الذي بنى خططه على أساس أقوى، وماذا تساوي دعوات السياسيين والخبراء الأوروبيين إلى «الصمود في جميع الظروف».
