يتصاعد الحراك الاحتجاجي في الجنوب الليبي للمطالبة بحقوق الإقليم المعروف تاريخيا باسم فزان، حيث أيقظت حادثة انفجار شاحنة صهريج وقود على الطريق العام سبها أوباري قبل أيام المطالبات بتحسين عيش الليبيين الموجودين هناك.
وكشفت الحادثة، التي تسببت بمقتل وإصابات العشرات من المواطنين، عن وضع كارثي يعيشه أهالي الجنوب الليبي في علاقة بالتزود بالوقود ونقص السيولة وتردي الأوضاع ومستوى الخدمات في المنطقة بشكل عام.
يأتي هذا بينما، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن القائم بأعمال رئيس البعثة، رايزدون زينينجا، استقبل وفداً من أهالي الجنوب، حيث عبروا له عن مخاوفهم مما وصفوه بتهميش وإهمال مدنهم ومناطقهم من قبل الحكومات الليبية المتعاقبة.
فيما هددت كتل شعبية في المنطقة بإغلاق حقلين نفطيين استراتيجيين، إذا لم تعمل السلطات على تحسين أوضاعهم المعيشية والخدمية.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي، محمد الأنصاري، إن الجنوب الليبي يفتقد وجود “الدولة” بشكل كامل، والخدمات تكاد تكون معدومة، ومن بينها توفر الوقود الذي ارتفع سعره بشكل كبير للغاية، ومن أسباب ارتفاع أسعاره ما يتعلق بالظروف الأمنية وعدم جدية السلطات المركزية لإيجاد حل لتلك الأزمة، بالإضافة إلى وجود شبكات مستفيدة من تلك الأزمة.
وأضاف أن مسألة الوقود هي الوحيدة التي ظهرت على السطح نتيجة الحادث الأخير، مشددا على أن الحالة والأوضاع في الجنوب سيئة للغاية، مشير إلى أن ما يحدث في الشمال هو سوء إدارة، بينما يعاني الجنوب من التهميش.
ومن جانبه، ومن بنغازي، أوضح رئيس مجموعة العمل الوطني للدراسات، خالد الترجمان، أن الجنوب الليبي “مُهمّش” تاريخيا، وتلك المناطق تعيش في حالة من الفقر والعوز، وأن الجنوب كان ضحية دائما لمسائل عديدة، سواء في الصدام مع دول الجوار أو محاولات التجنيس وغيرها.
وأكد أن الأطراف السياسية “لا يهمها إلا اللعب على مصالح المواطنين، والاستفادة من مآسيهم، خاصة في الجنوب”، متابعاً: “الجنوب يعاني دون النظر من جانب السلطات أو الأجسام السياسية والحكومات منذ السنوات العشر الماضية”.
فيما قال الكاتب والباحث السياسي، إدريس إحميد، إن المعاناة التي وصل إليها المواطن في جنوب ليبيا تجعله يخاطر بحياته.