بات واضحا و«مكشوفا» في لبنان، أنه لن يتم تشكيل حكومة في الأيام المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون والتي ستنتهي بعد أسبوعين تقريبا (31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري)..بينما صعد الاستحقاق الرئاسي للمقدمة مع بدء لقاءات ومشاورات واتصالات «الغرف المغلقة»، بالتوازي مع خطوط الاتصال المفتوحة مع قوى خارجية وعربية تتصدرها كل من ( فرنسا والولايات المتحدة ودول خليجية).
- وتؤكد مصادر سياسية في بيروت، أن اسم كل من قائد الجيش جوزاف عون، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يتنافسان داخل الدوائر الخارجية والعربية، على قصر بعبدا الرئاسي، وبينما يبدو طريق قائد الجيش إلى القصر الرئاسي بات معبدا بغطاء فرنسي أمريكي خليجي، وعدم ممانعة من «حزب الله».. فإن فرنجية يتحرك أيضا بدعم فرنسي، وتأييد صريح من «حزب الله»، وعدم ممانعة ولكن بتحفظ أمريكي.
الموقف الفرنسي بين فرنجية وجوزاف عون
وكشفت مصادر دبلوماسية، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن الفرنسيين يبحثون عن تسوية لبنانية شاملة تضمن وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا الرئاسي، والتوافق على حكومة سياسية تضمن تطبيق خطة نهوض اقتصادي وتواكب مرحلة بدء استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية.
بينما تؤكد معلومات موثوقة، أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أبلغت الثنائي الوطني (حزب الله وحركة أمل) ، خلال زيارتها لبيروت أمس الجمعة، عن مسعى فرنسي جديد سوف يبدأه الرئيس إيمانويل ماكرون لحشد التوافق العربي والدولي المطلوب لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
- ووفقا للمصادر فان الفرنسيين لم يطرحوا اي اسم محدد للرئاسة ولكنهم لم يبدوا ممانعة حول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
عقبات أمام فرنجية
وفيما تبدو حظوظ فرنجية غير ممكنة، نظراً لانتمائه الى محور الممانعة (محور المقاومة المقرب من سوريا وضد السياسات الأمريكية في المنطقة)، ومع حرص جهات نافذة على السير بمرشح مناهض للمحور، بحسب الباحثة اللبنانية أمل زعيتر، إلا أن المتغيرات الدولية والإقليمية وتحديدا المستجدات اليمنية قد تؤدي الى مقايضة معينة تدفع الى تعبيد طريق بعبدا امام فرنجية
- ومن المؤكد ، بحسب الدوائر السياسية في بيروت، أن فريق 8 آذار (ويضم حزب الله، وحركة امل، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وتيار المردة،إلى جانب مجموعات ثانوية اخرى) لن يتنازل عن ورقة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا سيما انه مرشح جدّي للرئاسة وحظوظه توازي حظوظ قائد الجيش جوزاف عون، ولكن المناخ الاقليمي والدولي لا يشي بإمكانية موافقة خليجية لانتخابه رئيسا للجمهورية، ولكن الأمر لازال خاضعا للتسوية,
نقاط لصالح ترشيح قائد الجيش
ومن يدعم ترشح قائد الجيش، يرى أن المتغيّرات السياسية والاقتصادية التي بدأت في 17 اكتوبر/ تشرين الأول 2019 وما رافقها من أعمال شغب وانهيارات اجتماعية أثبتت ان الجيش والأجهزة الأمنية شكّلوا خط الدفاع الأمامي لحماية الاستقرار، والرهان اليوم ان الجيش بقيادة عون المرشح الأول والأوفر حظا لتولي الرئاسة سوف يشكّل الضمانة للاستقرار في المرحلة الفاصلة عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية،
- واعتبرت المصادر أن علاقة قائد الجيش ممتازة مع كل الجهات الدولية والعربية، في حين ان علاقته مع حزب الله هي علاقة حذرة ولكن لا فيتو علني عليه، والمرحلة الحالية تحتاج إلى رئيس يحظى بعلاقات دولية وعربية حتى يتمكن من إعادة ترتيب وضع لبنان السياسي والاقتصادي بعد انهياره خلال مرحلة حكم الرئيس ميشال عون.
حظوظ الرجلين غير واضحة
وعلى مسار «الموازنة» بين فرتجية وجوزاف عون، يرى سياسيون لبنانيون، أن التشاور حول الملف الرئاسي ما زال في بدايته، وأن حظوظ الرجلين غير واضحة، فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية محاصر حتى اللحظة بعدم موافقة رئيس التيار الحر جبران باسيل على ترشيحه للرئاسة الأولى، في حين انه ثمة علامات استفهام كثيرة حول قائد الجيش وأدائه وطريقة مقاربته لبعض الملفات الاستراتيجية.
