لم تنته الأنشطة الإرهابية في العالم بإعلان القضاء على تنظيماتها في أفغانستان أو العراق أو سوريا، بل بات لها وجه آخر، بعدما اكتسبت مواضع جديدة لها في القارة الأفريقية، الأمر الذي يهدد الاستقرار الإقليمي وفق دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.
وأفاد تقرير أممي بشأن تموضع الجماعات الإرهابية خلال النصف الأول من عام 2021، بأن أفريقيا أصبحت المنطقة الأكثر تضررا من الإرهاب، بعد توسع نفوذ تنظيمي داعش والقاعدة فيها.
ويتباهي كل من داعش والقاعدة الآن بنفوذهما في أجزاء من غرب وشرق القارة السمراء وبالقدرات المتزايدة لديهما في جمع التبرعات والأسلحة، كما يتباهيان بزيادة أعداد مؤيديهم وبمساحة الأراضي التي سيطروا عليها.
ولفت التقرير إلى أنه رغم جهود الحكومة الصومالية لمواجهة حركة الشباب الأصولية، فإن ثمة غيابا لتدابير مكافحة الإرهاب في وسط أفريقيا وتحديدا في موزمبيق التي يقع قسم كبير من شمالها خارج سيطرة الحكومة حيث احتل داعش، خلال مارس الماضي، ولفترة وجيزة بلدة بالما.
ورأى التقرير أن من أكثر الأحداث إثارة للقلق في أوائل عام 2021 اقتحام داعش لفترة وجيزة ميناء موسيم بوا دا برايا الإستراتيجي في موزمبيق، بالقرب من الحدود مع تنزانيا “قبل انسحابه منه بغنائم كثيرة”.
ويثير التقرير قلقا جديدا، حيث يقول إن هذه الجماعات الإرهابية يتخطى نفوذها الحدود في أفريقيا، فأفكارها تنتقل من دولة إلى أخرى مستشهدا بمالي، بوركينا فاسو، ساحل العاج، النيجر، السنغال، ونيجيريا والكاميرون وتشاد .
ورغم أن بوكو حرام ضعفت بشكل كبير في نيجيريا، فإن البلاد تواجه انتكاسات أمنية في مقابل زيادة لقوة داعش في منطقة بحيرة تشاد.
ويخلص التقرير إلى أن التهاون في مواجهة هذه التنظيمات هو السبب الرئيسي في تعاظم نفوذها.
الإرهاب في أفريقيا
ومن أشهر هجمات الإرهاب في أفريقيا خلال يناير الماضي..
– 66 هجوما دمويا، في 15 دولة أفريقية أسفرت عن سقوط 642 قتيلا و96 جريحا.
– إقليم شرق أفريقيا كان الأكثر دموية خلال هذا الشهر، بعد أن سقط خلاله 368 ضحية.
– السودان في مقدمة الدول من حيث أعداد الضحايا، بعد أن شهد سقوط 207 قتلى.
– الصومال على رأس الدول المتضررة بعد أن شهدت البلد خلال هذا الشهر 12 هجوما إرهابيا.
دور أمريكي محدود
وقادت الولايات المتحدة حربا على الإرهاب، خلال السنوات الماضية، فبعد هجمات 11 من سبتمبر استهدفت واشنطن الجماعات الإرهابية في العالم.
وبالفعل نجحت في قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وقتلت أبابكر البغدادي زعيم داعش، إلا أن التنظيمين ما زالا نشطين و يبحثان عن مناطق جديدة يرفعان فيها الرايات السوداء.
الحرب الأمريكية على الإرهاب
واستمرت الحرب الأمريكية على الإرهاب، 20 عاما، وهي فترة أطول من مشاركة أمريكا في الحربين العالميتين، حيث كلفت الولايات المتحدة أكثر من 5 تريليونات دولار، وأدت إلى مقتل أكثر من 7000 جندي عسكري أمريكي.
وأسفرت الحرب عن نتائج متباينة تمثلت في مقتل أسامة بن لادن والبغدادي ولكن الحركات لا تزال نشطة.
وبعد أحداث 11 سبتمبر، أقام الجيش الأمريكي مراكز له فى أكثر من 12 دولة أفريقية.
وتسببت الضربات الجوية الأمريكية فى مقتل 500 شخص فى الصومال منذ بداية 2017.
صعوبات في القضاء على الإرهاب
وقال الجنرال ساني كوكاشيكا عثمان، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع النيجيرية، عبر برنامج مدار الغد، إن هذه الحركات الإرهابية، تمت هزيمتها في الجولة الأولى، ولكن لا تزال هناك جولات أخرى جديدة، تحتاج إلى استعداد قوي من قبل الحكومات.
وطالب ساني، بضرورة متابعة الجماعات الإرهابية نظرا للخطورة التي تمثلها، حيث تنتقل هذه الجماعات بين الدول الأفريقية وبعضها، ومن الدول الأفريقية للأوروبية أيضا.
وأشار ساني إلى وجود صعوبة في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية، خاصة أن الإرهابيين طوروا من أدواتهم وأسلحتهم ومهاراتهم وتواصلوا مع دول داعمة لهم.
وقال المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع النيجيرية، إن الإرهاب في نيجيريا يستغل الفقر والجوع لنشر أفكاره، حيث وقع كثير من المواطنين ضحية لهؤلاء الإرهابيين.
