الجوافة.. فاكهة قلقيلية المدللة تقاوم الاحتلال وكورونا في الضفة الغربية
برائحتها العطرة والمذاق الطيب، تقبع أراضي شاسعة من فكاهة الجوافة المدللة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، متغلبة على غبار الاحتلال والسيطرة على الأراضي لصالح التجمعات الاستيطانية.
وتنتج محافظة قلقيلية أجود أنواع الجوافة في فلسطين من حيث المذاق والنكهة والحجم بحكم توفر الظروف البيئية المناسبة لشجرتها، بمناخ شبه ساحلي، مع خبرة الفلاحين الزراعية، والعناية بالثمرة، لتصبح أنواع الجوافة الثلاثة التي تنتجها المحافظة «الشواطي والغبرة والمصرية»، مضربا للمثل ومطلبا وشعارا رائجا للتسويق والبيع.
وشهدت أسواق فاكهة الجوافة شمال الضفة الغربية انخفاضاً في كميات الإنتاج هذا العام بسبب عوامل الطقس وجائحة فيروس كورونا، وترتبط هذه الفاكهة منذ عقود بمدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، حيث تقام لها المهرجانات سنويا للمساعدة في ترويجها محليا ودوليا، الأمر الذي ساهم في زيادة معدل الدخل القومي.
وانفردت مدينة قلقيلية بالعناصر البيئية التي تناسب زراعة الجوافة، كدرجة الحرارة والرطوبة العالية ووفرة مياهها، وتربتها الخصبة، ما ساهم إلى حد كبير بازدهارها ونموها في قلقيلية، الأمر الذي دفع الكثير من المزارعين والمستهلكين لتلقيبها “بفاكهة قلقيلية المدللة”.
الفاكهة المدللة
ويصف المزارع فاروق صالح الجوافة بأنها شجرة الفلسطيني الفقير، لأنها لا تكلف كثيرا، ولكن مردودها كثيرا جدا على المزارعين والباعة وأيضا للمستهلك فهي شجرة مثمرة تنتج فاكهة محببة لدى الجميع ونطلق عليها لقب “الفاكهة المدللة” لما بها من خيرات.
ويأمل المزارع صالح أن يتم تصدير هذه الفاكهة إلى الخارج من أجل أن تساهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية والمخاسر التي يتعرض لها المزارعين الفلسطينيين بسبب المعوقات الإسرائيلية وتجريف الأراضي وكذلك جائحة كورونا التي أضرت بالاقتصاد الفلسطيني كثيرا.
وفي الأسواق المركزية لتوزيع الجوافة، فإن سعر الصندوق يتراوح ما بين 35 إلى 50 دولارا، وذلك وفق محددات كثيرة بكميات الطلب التي تأخرت إلى التصدير للأسواق العربية حتى نهاية الشهر القادم بفعل كورونا.
ويقول التجار بالسوق المركزي محمد شنطي، إن “ما يحدد الكمية هي النسبة المطروحة، وكذلك الطلب عليها من قبل التجار والمستهلكين، والتنافس على الدلال أو المزاد في فترات الصباح، أيضا تدخل عوامل جودة نوع الجوافة”.
3500 دونم
وأوضح أحمد عيد، مدير زراعة قلقيلية، أنه منذ أواخر أغسطس إلى منتصف أكتوبر من كل عام تبدأ رحلة قطف المزارعين لثمار الجوافة في أكثر من 3500 دونم الإنتاج هذا العام انخفض إلى نحو 40% بفعل الظروف الجوية السائدة في المنطقة إذا من المتوقع أن يصل إلى 10 آلاف طن بعد أن تجاوز خلال الاعوام السابقة 16 ألف طن.
وبين عيد وفق حديثه لقناة “الغد”، أنه هناك زيادة في المساحات المزروعة بالجوافة، بحيث يوجد 3500 دونم من الجوافة بإجمالي 140 ألف شجرة، وهناك زيادة كل سنة وأنه يتم تقديم أشتال مدعومة للمزارعين بهدف تشجيعهم “.
17 ملیون دولار
ویقدر المردود المالي لموسم الجوافة الحالي في محافظة قلقیلية، وفق ما ذكره محمد قطقط مدیر عام غرفة تجارة وصناعىة وزراعة قلقیلیة بحوالي 17 ملیون دولار، ومن المتوقع أن یبلغ متوسط سعر كیلو الجوافة، ھذا الموسم، 6-7 شیكل.
وقال قطقط في تصريح له، إن “أكثر من 500 عائلة تعمل في زراعة الجوافة في قلقیلیة، ویمتد موسم ھذه الزراعة لنحو شھرین، تبدأ مع نھایة شھر أغسطس وتنتھي أواخر أكتوبر، وتنتج قلقیلیة، أربعة انواع من الجوافة، منھا ثلاثة ممیزة وھي “الغبرة” و”الشواط” و”المصریة”.
وتعتبر الجوافة من الفواكه الشعبية الفلسطينية و التي تحظى بفوائد غذائية وصحية متنوعة، فهي تعمل على تعزيز صحة القلب، والتقليل من مستوى السكر في الدم، ومعالجة البرد والامساك وتخفيف الأوزان.
وتحتوي على الماء والبروتين والسعرات الحرارية بنسب عالية، وبسبب جائحة فيروس كورونا هذا العام، فإن مهرجان الجوافة الخامس في قلقيلية والذي يعد أحد أهم دعائم المزارعين سيغيب هذا العام.
