يستعد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي بقيادة الأسير مروان البرغوثي، الاثنين، لخوض إضراب مفتوح عن الطعام سيكون هو الأكبر من نوعه منذ سنوات، حتى تحسين أوضاعهم وتحقيق مطالبهم.
ونقلت قناة “الغد” عن نادي الأسير الفلسطيني، أن إضراب الأسرى يهدف إلى “إنهاء سياسة العزل الانفرادي وسياسة الاعتقال الإداري، علاوة على تركيب تليفون عمومي للأسرى للتواصل مع ذويهم، والسماح لذويهم بزيارتهم، وتقديم العلاج للمرضى وغيرها من المطالب”.
وجاء قرار الأسرى بخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين مناسبة “يوم الأسير” الذي أقره المجلس الوطني عام 1974، في 17 من شهر أبريل/ نيسان من كل عام.
الإضراب عن الطعام في 17 أبريل الذي دعا إليه عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، الأسير مروان البرغوثي، الأسبوع الماضي، سيشارك فيه أسرى الحركة البالغ عددهم ألفي و890 في سجون الاحتلال.
ودعا البرغوثي في بيان له، إلى الانخراط بالإضراب منذ اليوم الأول، مشدداً على ضرورة عدم التفاوض مع مصلحة سجون الاحتلال، وأن الجهة المخولة بالتفاوض أو وقف الإضراب “مروان البرغوثي بصفته القيادية”.
وطالب البرغوثي الأسري بـ “التيقظ” من الإشاعات والأكاذيب، التي ستستعملها مصلحة السجون لـ “ضرب معنويات المضربين عن الطعام، الذين استثني منهم الأسرى المرضى”.
وفي السياق، قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، لـ”الغد”، إن “الأسرى يسعون من خلال إضرابهم إلى إنهاء سياسة الإهمال الطبي والاعتقال الإداري وتحقيق مطالب مشروعة وإنسانية عادلة”.
ودعا قراقع إلى محاسبة قادة الاحتلال على انتهاكاته بحق الأسرى داخل السجون وتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
مشاركة الأسرى
وقال مدير مكتب إعلام الأسرى عبد الرحمن شديد، أنّ إضراب الأسرى عن الطعام، ستشارك فيه الفصائل كافة بالحد الأدنى.
وأشار شديد إلى أنّ المشاورات لم تفض إلى اتفاق وإجماع بين كل الفصائل للمشاركة في الإضراب، “ولكن ما تم هو إقرار المشاركة بالحد الأدنى من جميع الفصائل”، مؤكداً أنّ الإضراب سيحظى بشبكة دعم ومساندة من المؤسسات والفصائل الفلسطينية كافة.
وأرجع شديد، سبب عدم إجماع الفصائل على إضراب شامل في السجون الإسرائيلية كافة، يعود لتقديرات “عدم مواءمة الظروف السياسية، بخاصة الداخلية الفلسطينية، والانشغال الإقليمي والدولي، خشية ألا يكون هناك مساندة حقيقية عربية ودولية بحجم الإضراب”.
دعم شعبي وفصائلي
ويطالب الأسرى، القوى والفصائل وكافة شرائح المجتمع الفلسطيني بتوحيد الجهود والوقوف الى جانبهم ومساندتهم في خطواتهم الاحتجاجية داخل سجون الاحتلال، حتى تحقيق مطالبهم.
وفي هذا السياق، أعلنت الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الأهلية، عن برنامج واسع لفعاليات تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، دعماً لخطواتهم.
وسينفذ الفلسطينيون على مدار أسبوع مسيرات واعتصامات ومهرجانات وندوات ولقاءات، علاوة على الأنشطة الثقافية والفنية واستضافة حقوقيين، في قطاع غزة والضفة الغربية، لمناصرة الأسرى.
وستوجه الفصائل والمؤسسات، رسائل إلى المؤسسات الدولية في الأراضي الفلسطينية، لمطالبتها بتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية لدعم مطالب الأسرى العادلة، والدفاع عن حقوقهم.
كما أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن انضمامها لإضراب الأسرى عن الطعام في سجون الاحتلال، عبر قيامها بسلسلة من الفعاليات والنشاطات التضامنية مع الأسرى.
وقال وزير التربية والتعليم صبري صيدم، أن هذه الفعاليات تتضمن قراءة رسالة الأسير مروان البرغوثي الموجهة للمدارس أمام الطلبة في الطابور الصباحي بعد رفع العلم وترديد السلام الوطني، وذلك في جميع المدارس الفلسطينية في الوطن وخارجه، والتعميم على جميع الطلبة للقيام بإضراب رمزي عن الطعام لمدة ساعة واحدة مع بداية الدوام.
كما تتضمن الفعاليات تنظيم وقفة تضامنية في يوم الأسير أمام بوابات المؤسسات التعليمية في تمام الساعة الثامنة صباحاً؛ دعماً للأسرى.
ويوم الأسير هو مناسبة وطنية مميزة لدى الشعب الفلسطيني، باعتباره يوم الوفاء للحركة الأسيرة التي ضحت بزهرة شبابها خلف القضبان من أجل القضية.
ويطالب الفلسطينيين بعقد مؤتمر دولي حول الأسرى، لفضح ممارسات الاحتلال بحقهم، إلى جانب التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتجريم ومحاسبة الاحتلال وقادته على انتهاكاته وجرائمه بحق الأسرى.
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي زهاء نحو 6500 فلسطيني، منهم 57 أسيرة، و 500 أسير معتقل إدارياً، موزعين على 22 معتقلاً، وذلك وفق إحصائية رسمية حصلت عليها “الغد”.
