الجيش الباكستاني: ندعم الحكومة المنتخبة ولا ننحاز لأي طرف
قال الجيش الباكستاني، إنه يدعم الحكومة المنتخبة والدستور فيما تجمع عشرات الآلاف من محتجي المعارضة في العاصمة إسلام اباد للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء عمران خان بحلول غدا الأحد.
وقال الميجر جنرال آصف غفور المتحدث باسم الجيش في تصريحات لمحطة تلفزيونية في وقت متأخر أمس الجمعة “نؤمن بالقانون والدستور وندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا ولا ننحاز لأي طرف”.
وطالبت المعارضة، أمس الجمعة، خان وحكومته التي تولت السلطة قبل عام بالاستقالة خلال يومين مما يرفع سقف المطالب في حملة احتجاج وصفتها الحكومة بأنها تهديد للديمقراطية.
وتقول المعارضة إن حكومة خان غير شرعية ومدعومة من الجيش الذي حكم باكستان لنحو نصف تاريخها ويضع سياستها الأمنية والخارجية.
وينفي الجيش التدخل في السياسة ورفض خان الدعوات المطالبة باستقالته.
وقال فضل الرحمن، وهو قائد الاحتجاجات وزعيم أحد أكبر الأحزاب الدينية في باكستان، أمام حشد شارك فيه عشرات الآلاف من أنصاره، إنه لا يريد صداما بين المؤسسات، في إشارة ضمنية للجيش ودعا تلك المؤسسات إلى التزام الحياد.
وقال غفور، إنه يتعين على فضل الرحمن أن يعلم أن الجيش حيادي ولا يتعين الزج به في السياسة.
وحث قائد الجيش قمر جاويد باجواه الحكومة أمس الجمعة على التعامل مع الاحتجاجات سلميا.
و أقام عشرات الآلاف من أنصار المعارضة مخيما احتجاجيا في العاصمة الباكستانية، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث استخدمت السلطات حاويات الشحن وشرطة مكافحة الشغب لمنع الوصول إلى المباني الحكومية الرئيسية.
وانطلقت قافلة الاحتجاج إلى إسلام أباد الخميس، بقيادة رجل الدين البارز مولانا فضل الرحمن، الذي يترأس حزب جمعية علماء الإسلام.
وأمهل فضل الرحمن رئيس الوزراء عمران خان حتى ليل الأحد للاستقالة بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد. بيد أن خان قال، إنه لن يستسلم للضغوط.
وألمح فضل الرحمن إلى أنه قد يحاول إجبار خان على التنحي عن طريق تنظيم مسيرة حاشدة في “المنطقة الحمراء”، حيث يوجد البرلمان ومقر رئيس الوزراء والمكاتب الحكومية والسفارات الأجنبية.
وشوهدت السلطات في إسلام أباد اليوم السبت، وهي تنقل المزيد من صفوف حاويات الشحن إلى الطرق المؤدية إلى “المنطقة الحمراء”. كما تم نشر قوات أمن.
وبينما طالب جيش بلاده القوي بألا ينحاز إلى خان، قال فضل الرحمن: “هذا الجمهور الضخم لديه القدرة على اعتقال رئيس الوزراء نفسه من منزله إذا لم يستقل خلال يومين”.
وكان فضل الرحمن قد حرم في البداية الصحفيات من الوصول إلى مخيمه المخصص للذكور، والذي يمتد لمسافة تزيد عن كيلومتر على طول طريق سريع وإلى منطقة مفتوحة تخصصها الحكومة.
وتسبب هذا الحظر الذي فرضه في عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم السماح للمراسلات في نهاية المطاف بالدخول إلى المخيم.
واتهم فضل الرحمن الجيش بالتأثير على الانتخابات البرلمانية لعام 2018 التي شهدت وصول حزب “حركة الإنصاف” إلى السلطة. قد يتألف تحالف فضل الرحمن السياسي المكن من سبعة أحزاب “المجلس المتحد”، 16 مقعداً فقط في الجمعية الوطنية “مجلس النواب” المؤلفة من 342 عضواً، بينما حصل خان على 155 مقعدا. بدون تسمية الجيش.
وقال فضل الرحمن، الجمعة “إذا كان هناك شعور بأن مؤسسات الدولة كانت وراء الانتخابات المزورة وحماية هؤلاء الحكام غير الأكفاء وغير الشرعيين، فإننا لن نتمكن من منع أنفسنا من تكوين رأي حول هذه المؤسسات”.
ومن جانبه، أخبر خان حشدًا الجمعة في مدينة غيلغيت الشمالية أنه سيواصل مساءلة الفاسدين، وأنه لا يخاف من تهديدات فضل الرحمن لحكومته.
واجتمع خان السبت، بحكومته وقادة الحزب لمناقشة كيفية معالجة الموقف، ويأتي هذا التجمع الحاشد بعد أن شهدت الشركات الباكستانية إضرابا على مستوى البلاد في وقت سابق من هذا الأسبوع ضد الضرائب التي فرضت مؤخرا، والتي تقول المعارضة إنها فرضت كجزء من خطة إنقاذ تابعة لصندوق النقد الدولي البالغة قيمتها 6 مليارات دولار لباكستان.
