الجيش الجزائري يهدد ويحذر: الانتخابات الرئاسية في موعدها
في تأكيد لموقف الجيش الجزائري الداعم لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، (12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل)، كشف «الرجل القوي» نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، ما وصفه بـ«تواطؤ مفضوح» بين أطراف خارجية معادية تتربص بالجزائر، وتحاول التدخل في شؤونها الداخلية، وبين «العصابة» في الداخل، التي تحاول اللعب بالنار، وهي محاولات يائسة تهدف بالأساس إلى زعزعة استقرار وأمن الجزائر وشعبها، ومؤكدا أنه أسدى تعليمات لقادة النواحي للتطبيق الفوري لإجراءات تأمين الانتخابات، ومكررا تحذيره لـ«شرذمة قليلة تريد إفساد العرس الانتخابي».
تحضير جدي ماديا ومعنويا للانتخابات الرئاسية
موقف الجيش الوطني الشعبي، عبر عنه الفريق صالح، الثلاثاء، بتوجه الشعب الجزائري لانتخاب رئيسه في الثاني عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول، ولا تراجع بصفة مطلقة عن إجراء الانتخابات الرئاسية، التي «تكتسب أهمية قصوى، ويتم التحضير الجدي لها ماديا ومعنويا، باعتبارها مرحلة هامة من المراحل التي سيجتازها الشعب الجزائري بكل عزيمة وإصرار، على درب تحقيق عزة الجزائر وتحقيق ازدهارها الاقتصادي ونهضتها الاجتماعية والثقافية»، بحسب نص كلمة الفريق صالح، مضيفا أن هذه الانتخابات، تشكل فرصة متجددة يبرهن خلالها الشعب الجزائري على أنه شعب متمسك بمبادئه الوطنية الأصيلة، يعرف كلما واجهته التحديات كيف يؤدي واجبه الوطني.
مؤامرات شرذمة قليلة من الحاقدين
تحذير الجيش كان حاسما وواضحا وقاطعا، بأنه لن يترك جزائر الملايين من الشهداء عرضة لدسائس ومؤامرات شرذمة قليلة من الحاقدين على الجزائر من خلال تخطيطهم لإفساد عرس الانتخابات الرئاسية، ولن يتردد لحظة واحدة في التصدي الصارم والرادع لهذه الشرذمة، و«لن نترك المجال للعصابة وأذنابها لعرقلة هذا العرس الانتخابي الواعد والمفصلي في تاريخ الجزائر، وسنجسد فعليا وميدانيا هذا الكلام على أرض الواقع، لأن هذه الشرذمة لا تملك حق التفكير، فالأطراف الخفية التي تقف وراءها هي التي تفكر لها وتأمرها بالتنفيذ، إننا لا نقول هذا الكلام من فراغ، بل لدينا معطيات تؤكد تورط هؤلاء العملاء وسنتخذ دون شك الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب باسم القانون ضد هذه الشرذمة، فلا تسامح مع هذه الفئة القليلة، التي تعودت على فرض إرادتها الظالمة على الأغلبية، لقد انتهى وإلى الأبد هذا العهد غير السوي، فالكلمة الآن أصبحت للشعب الجزائري، الذي سيعرف كيف يبني دولة القانون، التي لا سيد فيها سوى القانون، ومن يحاول عرقلة هذا المسار فقد ظلم نفسه»، بحسب نص تهديد وتحذير الفريق أحمكد صالح قايد.
اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين العملية الانتخابية
الفريق صالح كرر تأكيده بأنه أصدر تعليماته إلى قادة النواحي والقوات ومختلف المصالح الأمنية للشروع فورا في اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين العملية الانتخابية عبر كافة التراب الوطني حتى يتمكن الشعب من أداء واجبه الانتخابي في ظروف يسودها الأمن والسكينة، «فالجزائر الآمنة والمستقرة والقادرة على حفظ سيادتها واستقلالها الوطني ووحدتها الترابية والشعبية، بل والقادرة على صون مقومات شخصيتها وحمايتها، هي جزائر قابلة للتطور على أكثر من صعيد، وقابلة للنهوض في كافة المجالات».
تربص قوى خارجية وداخلية
وحرص نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على تحديد الموقف وتوضيح الصورة، سواء من تربص قوى خارجية وداخلية، أو مناورات أطراف سياسية «يتصرفون تصرفات منافية تماما للقانون ومجافبة تماما للصواب، من خلال تصريحات مغرضة، لقد تناسوا بأن المعيار الوحيد للحكم على الأفعال والأقوال هو الشعب الجزائري، فمن أراد أن يقيس قيمته الحقيقية فليتقدم إلى الشعب ويترشح، أما غير ذلك فسيبقى كلاما هراء وليس له قيمة أبدا».
وأكد في رسالة محددة للخارج، وبصفة خاصة الاتحاد الأوروبي، «بأن ما يجري في الجزائر هو شأن داخلي يخص الجزائريين وحدهم، وأن الشعب الملتف حول جيشه سيعرف كيف يتصدى لمثل هذه المناورات، التي سيكون مآلها الفشل، لاسيما وأنه ماض في طريقه، للخروج من الأزمة في أقرب وقت من خلال تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وشفافة، ستجرى في موعدها المحدد في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وأن كسب رهان الانتخابات الرئاسية من طرف الشعب الجزائري تعد من المسائل البديهية».
مناورات تأليب الرأي العام ضد الانتخابات الرئاسية
وتشير الدوائر السياسية في الجزائر، إلى أطراف وقوى سياسية و«مذهبية» تتربص بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وتسعى لتأليب الرأي العام ضد الانتخابات الرئاسية دون مبرر منطقي وموضوعي، وتقوم بتحفيز الحراك الشعبي ضد موعد إجراء الانتخابات، وأن المصالح الضيقة وراء هذه التوجهات، فضلا عن ارتباط البعض يتوجهات قوى خارجية تتربص للجزائر «دولة النضال العربي»، والتي لم تغير مواقفها العربية وخاصة تجاه العدو الصهيوني، وربما كانت الدولة العربية الوحيدة التي تناصب العدو الإسرائيلي العداء، وهذا ما لايرضي بالطبع القوى الغربية وأمريكا.
إخوان الجزائر يرفضون الانتخابات
ويرى سياسيون وحزبيون، أنه في إطار مناورات قوى داخلية، فقد أعلن «إخوان الجزائر» عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بعد أن قررت حركة مجتمع السلم «حمس» إخوان الجزائر، أكبر حزب إسلامي، عدم الدفع برئيسها عبدالرزاق مقري، في الانتخابات الرئاسية، دون أن تعلن عن الأسباب، وعما إذا كانت ستقاطع الانتخابات برمتها أم ستدعم مرشحا من خارج الحركة، رغم ترشح مقري في الانتخابات الرئاسية، التي تم إلغاؤها بسبب تنحي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في شهر إبريل/ نيسان الماضي.
التيار الإسلامي.. لن يشارك
قرار «إخوان الجزائر» بعدما أعلن رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله (تيار إسلامي)، عدم المشاركة في الانتخابات، فضلا عن إعلان وزير الإعلام الأسبق عبد العزيز رحابي، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد بن بيتور، رفضهم الدخول في السباق الانتخابي، وأرجع الرافضون للمشاركة لأسباب تتعلق بعدم وجود ضمانات لإجراء انتخابات شفافة، على الرغم من إنشاء سلطة انتخابية مستقلة، فيما شددوا على ضرورة إجراء الانتخابات بعد رحيل حكومة رئيس الوزراء الحالي نور الدين بدوي، فضلا عن إطلاق سراح سجناء الرأي.
يأتي ذلك في ظل سحب ما لا يقل عن 60 شخصا استمارات جمع التوقيعات، لخوض الانتخابات الرئاسية، حسب ما أعلنته السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.