الجيش الليبي يستعيد آخر معاقل «داعش» ببنغازي.. وأوروبا تضغط لدعم «السراج»
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى طبرق اليوم، الاثنين، حيث يصل المبعوث الأممي مارتن كوبلر لحث البرلمان الليبي على منح الثقة لحكومة الوفاق بقيادة المهندس فائز السراج، حقق الجيش الليبي انتصارات قوية ضد المتشددين في بنغازي، شرق البلاد.
وكان السراج كسر حاجز سيطرة الإسلاميين على العاصمة طرابلس، غرب البلاد، وتسلم بعضا من مهامه ومقرات حكومته في 30 مارس/آذار الماضي هناك، بعدما وصل إليها على متن قارب انطلق من تونس.
Arrived in tobruk for meeting with president agila and encouraged by many hor members present to vote on GNA pic.twitter.com/j2GpgPtxAZ
— Martin Kobler (@KoblerSRSG) April 18, 2016
ونقلت وسائل إعلام ليبية محلية وقوع اعتداءات محدودة من جانب بعض النواب الرافضين للحكومة على النائب عبد المنعم بالكور، الذي أصر على التواجد داخل قاعة التصويت، قائلا: «نحن أكثر من 100 نائب داعم للسراج، نرفض الخروج من القاعة إلا بعد عقد الجلسة، علي الرغم من حدوث أعمال بلطجة واعتداءات على بعض النواب».
عسكريا
أحرز الجيش الليبي انتصارا على جبهات بنغازي بعدما أحكمت كتيبة الصاعقة الموالية له قبضتها على صمنع الأسمنت آخر معاقل تنظيم «داعش» في المدينة اليوم، الاثنين.
وقال الناطق باسم الصاعقة العقيد ميلود الزوي إن قواته سيطرت على مصنع الأسمنت والمقبرة القديمة والجديدة وجزيرة الدوران في منطقة الهواري بمدينة بنغازي، مشيرا في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن القوات الخاصة والوحدات المساندة سيطرت بالكامل على معقل «داعش» والتشكيلات المسلحة الموالية له في منطقة الهواري لتنهي سيطرته على أنحاء المدينة.
وتخوض قوات الجيش الليبي معارك شرسة على جبهات بنغازي منذ أشهر إلا أنها كبّدت تنظيم «داعش»، والمسلحين المتشديين الموالين له، خسائر فادحة أواخر فبراير/شباط الماضي.
الضغط الأوروبي
وقالت مصادر في البرلمان بطبرق إن عددا من الأعضاء يحاولون عرقلة التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق في الجلسة التي تجرى اليوم، الاثنين، بعد وصول رئيس البرلمان عقيلة صالح إلى القاعة، مشيرة إلى أن تواجد عدد كبير من النواب في الجلسة سيحقق النصاب القانوني.
وكان البرلمان عقد جلستين لمنح الثقة لحكومة الوفاق خلال الأشهر الماضية إلا أنه فشل في ذلك، ما استدعى الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات دولية على صالح من جهة، ورئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والتابع للإسلاميين في طرابلس نوري بوسهمين، ورئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس خليفة الغويل، لإعاقتهم تولي السراج مهام منصبه.
وتعهدت الدول الأوروبية بمواصلة فرض العقوبات الدولية على الشخصيات التي يثبت عرقلتها لتولي حكومة الوفاق كامل أعمالها من العاصمة طرابلس.
وجمع 104 على الأقل من أصل 198 نائب، في برلمان طبرق، توقيعات لتأييد حكومة الوفاق، بينما من المتوقع أن يصوّت الغالبية اليوم، الاثنين، لصالحها أيضا، وسط الضغوط الدولية، في الوقت الذي وصل فيه وزيرا خارجية بريطانيا فيليب هاموند إلى طرابلس لدعم الحكومة.
وتعهدت بريطانيا بتقديم 10 ملايين جنيه استرليني لتعزيز مؤسسات الدولة والأمن، وقال هاموند في مؤتمر صحفي: «إذا طلب الليبيون من الدول الأوروبية تدريب قوات الأمن فنحن مستعدون لذلك».
وزير الخارجية هاموند يعلن تقديم 10 ملايين جنيه لمساعدة حكومة الوفاق الوطني لتعزيز المؤسسات السياسية والاقتصاد والأمن pic.twitter.com/9GUj1tHG2Q
— الخارجية البريطانية (@FCOArabic) April 18, 2016
وكان وزيرا خارجية فرنسا جان-مارك إيرولت، والألماني فرانك فالتر شتاينماير زارا طرابلس أمس الأول، السبت، وإيطاليا باولو جينتيلوني، الثلاثاء الماضي، للمرة الأولى منذ سنوات لدعم حكومة السراج.
وتسعى أوروبا إلى توحيد جهودها في دعم حكومة السراج للبدء بعملية عسكرية لتطهير البلاد من مقاتلي تنظيم «داعش»، الذي توسعت مناطق سيطرته وسط البلاد.
إلا أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، الأحد، إن المجتمع الدولي «لن يتعامل إلا مع حكومة الوفاق بقيادة السراج».
وأضاف هولاند أن «الجيش بقيادة خليفة حفتر جزء من الحل في ليبيا إلا أن حكومات العالم لن تتعامل من الآن فصاعدا إلا مع حكومة الوفاق».