الجيش الليبي يعلن النفير.. ومحللون: قادر على مواجهة الغزو التركي
ردًا على استمرار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج في استخدام طرق غير مشروعة، آخرها فتح الباب على مصرعيه أمام نظام أردوغان لنهب خيرات البلاد، أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، “النفير” و”الجهاد” لصدّ أيّ تدخّل عسكري تركي في بلاده.
ورغم استمرار حملات التصعيد من جانب حكومة الوفاق لاستباحة أراضي البلاد، ونهب ثراوتها ومواردها الطبيعة، أكد محللون قدرة الجيش الليبي على ردع أي تدخل تركي محتمل.
أردوغان يتحدى
ورغم الانتقادات الدولية لمحاولات أنقرة التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، فإن أردوغان يسير في مساعيه، إذ صدق البرلمان التركي على مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية اللتين أبرمهما الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج يوم 28 نوفمبر 2019.
وتمنح الاتفاقية الحق لتركيا في إرسال قوات مسلحة إلى ليبيا تحت مسمى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتبادل المعلومات الأمنية مع الحكومة التركية.
حفتر يتوعد
وقال حفتر في كلمة له “نعلن المواجهة وقبول التحدّي ورصّ الصفوف ونبذ خلافاتنا في ما بيننا، ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، وعلى كلّ ليبي حرّ حمل السلاح، رجالاً ونساء، عسكريين ومدنيين، لندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا”.
وأضاف أن “العدو يحشد قواته اليوم لغزو ليبيا واستعباد شعبنا من جديد، وقد وجد من الخونة من يوقع معه اتفاقية الخنوع والذل والعار بلا سند شعبي أو دستوري أو أخلاقي لاستباحة أرضنا وسمائنا”.
الحشد ضد المستعمر
وتابع حفتر: “لقد هرول الخونة لأسيادهم ليقبلوا أيديهم ويستجدونهم الإغاثة والنجدة، من هول ما أحاط بهم من كل جانب، بعد مشاهدتهم طلائع القوات المسلحة تتقدم لتدك أوكارهم في قلب العاصمة”.
واعتبر حفتر أن “المعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة، بل يشتد سعيرها حربا ضروسا في مواجهة مستعمر غاشم يرى في ليبيا إرثا تاريخيا ويحلم باستعادة إمبراطورية بناها أجداده بطوب الفقر والجهل والتخلف والغطرسة وقهر أمة العرب ونهب ثرواتها”.
جيش أردوغان إلى الهلاك
ودعا حفتر الأتراك إلى الانتفاض ضد رئيسهم أردوغان “المغامر المعتوه الذي يدفع بجيشه إلى الهلاك ويشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته”.
قادر على المواجهة
وفي تصريحات لـ «الغد»، قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، إن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لديه القوة والقدرة على مواجهة القوات التركية.
وأضاف بلقاسم، أن حفتر أنهى كل فرص التواصل والتقارب مع الجانب التركي، وأصبح يتعامل معها كعدو وخصم مباشر.
ويرى المحلل السياسي، عبد الحكيم معتوق، في تصريحات لـ«الغد»، أن أردوغان لن يستطيع إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بل سيدعم حكومة الوفاق بالميليشيات.
وأضاف أن تحرك الوفاق، جاء بعد أن أصبحت الميليشيات محاصرة بين قبضة الجيش الوطني، خاصة بعد نجاح الجيش في التقدم على جميع المحاور والمداخل الرئيسية للعاصمة الليبية طرابلس.
البرلمان يخاطب الأمم المتحدة
من جانبه، وجه رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويريش لمطالبتها بسحب الاعتراف بحكومة الوفاق، أكد خلاله أن “الهدف من الاتفاقية هو استباحة أراضي الدولة الليبية وأجوائها وموانئها”.
تحذير أممي
من جانبه أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، بيانا، يقول فيه، إن “أي دعم أجنبي للأطراف المتحاربة” في ليبيا “لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع” في هذا البلد و”سيزيد من تعقيد الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي سلمي وشامل”.
وأضاف نص البيان أن “الأمين العام يكرر التأكيد على أن الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة المفروض بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 1970 الصادر في2011 وتعديلاته في القرارات اللاحقة تزيد الأمور سوءا”.
مصر تنتقد
واعتبر الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي أنّ حكومة فائز السرّاج في ليبيا “أسيرة للميليشيات المسلّحة والإرهابيّة الموجودة في طرابلس.
وفي ديسمبر، تقدّمت مصر برسالة إلى مجلس الأمن، قالت فيها: إنّ الاتفاق الموقّع بين أنقرة و”الوفاق” ينتهك قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا ويسمح بنقل أسلحة إلى الميليشيات المسلّحة غرب البلاد.