الحرب الروسية الأوكرانية.. موسكو تصعّد والعالم في انتظار «نظام جديد»

تحليلات وتساؤلات وتحذيرات حول أزمة الطاقة الناتجة عن حرب اوكرانيا، ومدى تأثيرها السلبي على أوروبا، لكن الجديد هو أن هذه الأزمة قد تترك تأثيرا سلبيا أيضا على روسيا بل والنظام العالمي ككل.

ونشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا أكدت فيه أن أزمة الطاقة قد تكون مدمرة اقتصاديًا لكل من روسيا والاتحاد الأوروبي ويمكن أن تقلل من وجودهما كقوى عظمى وتجعل العالم يتحول إلى عالم ثنائي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة والصين.

فيعد انهيار الاتحاد السوفيتي عاش العالم النظام أحادي القطب تحت الهيمنة الأمريكية في الفترة من عام 1991 واستمر ذلك حتى الأزمة المالية العالمية في 2008.

ومن عام 2008 حتى بدء الحرب في أوكرانيا، تقول الصحيفة أن العالم عاش فترة شبه متعددة الأقطاب حيث ازدادات قوة ونفوذ الصين، كما برزت قوة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية، وأدى انتعاش الاقتصاد الروسي واستمرار قوتها العسكرية إلى وضعها على الخريطة أيضًا.

وترى الصحيفة أن الصراع المستمر على الطاقة بين روسيا والغرب يعني انتهاء التعددية القطبية، لأن روسيا ستجد نفسها شريكًا صغيرًا في مجال النفوذ الذي تقوده الصين، وذلك رغم أن ترسانة الأسلحة النووية الروسية لن تختفي.

ويقول التقرير إن تداعيات أزمة الطاقة ستؤدي لانهيار الاقتصاد الأوروبي حيث تتوقع توقف 40 % من الصناعات المعتمدة على الغاز. ويضيف التقرير أن انهيار أوروبا في النهاية سيؤدي إلى إضعاف قوة الولايات المتحدة التي ستفقد حليفا استراتيجيا.

والتقرير يؤكد أن الطاقة هي حجر الأساس للاقتصاد الحديث، فرغم من أن قطاع الطاقة، يمثل جزءًا صغيرًا من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الاقتصادات المتقدمة، إلا أنه له تأثير كبير على التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ضغوط على روسيا

الشهر الأخير شهدت تحولا في مسار الحرب في أوكرانيا بعد نجاح القوات الأوكرانية في استعادة السيطرة على بعض المناطق، ما ينذر برد روسي قد يوسع دائرة الحرب.

ونتيجة لذلك، صعّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من لهجته كما قرر تعبئة جزئية للقوات المسلحة، وكذلك تهديده المغطى باستخدام السلاح النووي.

مراقبون أرجعوا هذا التحول للضغط الداخلي الذي يواجهه بوتين خاصة وأنه حاول كثيرا الحفاظ على حديثه بأن نطاق العملية وحجم الخسائر كان ضئيلاً.

وهنا يبدو أن العناصر المتطرفة في الدائرة المقربة من بوتين أقنعته بأن التصعيد هو السبيل الوحيد لكسب الحرب في ضوء الخسائر العسكرية الأخيرة.

كما انضمت أصوات قومية متطرفة أخرى لتأييد الدعوة للتعبئة أيضًا، بالإضافة إلى توجيه النقد لطريقة تعامل وزارة الدفاع الروسية مع الحرب وتحذيرات من هزائم كارثية إذا لم يغير شيوخ الكرملين تكتيكاتهم.

كما طالب رمضان قديروف، رئيس الشيشان وحليف بوتين المقرب بإجراء تغييرات في إدارة العملية العسكرية الخاصة.

وفي النهاية، يرى مراقبون أن بوتين يحاول تخويف الدول الغربية من احتمال نشوب حرب أكبر وحتى استخدام الأسلحة النووية للضغط عليهم للحد من دعمهم لأوكرانيا.

كما كتب أليكسي كوفاليف، المحرر الاستقصائي في ميدوزا لمجلة  فورين بوليسي، فإن حركة احتجاجية من المتشددين الذين يطالبون بالتصعيد قد ذهبت دون رادع إلى حد كبير في انتقاداتها للطريقة التي تعاملت بها القيادة الروسية مع الحرب، على الرغم من أنها لا تزال تتجنب في الغالب انتقاد بوتين مباشرة.

على عكس الروس الآخرين، أشار هؤلاء المتشددون بشكل روتيني إلى الصراع على أنه حرب.

على هذه الخلفية، حذر الكرملين النقاد  في الأيام الأخيرة من “توخي الحذر الشديد”.

ولأول مرة، يبدو أن هذا الحذر موجه نحو المتشددين وليس النقاد الليبراليين المناهضين للحرب.

ويشير لجوء بوتين إلى التعبئة الجزئية إلى أنه يخاف من المتشددين في النظام أكثر من خوفه من جمهوره.  ويعني الانتقاد المتزايد أن العناصر الأكثر تطرفاً من مؤيديه يمكن أن تنقلب ضده وتهدد قبضته على السلطة بطريقة لا يستطيع الجمهور أن يفعلها لأن المتشددين تربطهم صلات بالأجهزة الأمنية ومن المرجح أن يستخدموا العنف لتحقيق أهدافهم.

وفي أواخر عام 1999، كتب بوتين مقالاً  طويلاً  بعنوان “روسيا في مطلع الألفية” أعرب فيه عن أسفه لخسارة روسيا لمكانتها الدولية وأعرب عن مخاوفه من فقدان روسيا لوحدتها. في الواقع ، ظل هذا الخوف دائمًا في خلفية – وغالبًا في المقدمة – من تفكيره على مر السنين. ومن المفارقات أن قرارات بوتين قد تؤدي في النهاية إلى نفس الشيء الذي سعى إلى منعه.

الغرب، من جانبه، بحاجة إلى أن يتذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها بوتين تهديدات نووية، وفي حين أنه سيكون من غير المسؤول رفضها، فإن الاستسلام للابتزاز يحمل تداعياته الخاصة.

في الوقت الحالي، الجيش الروسي ليس في وضع يسمح له بمحاربة الناتو، وليس من الواضح إلى أي مدى ستحل التعبئة الجزئية  المشاكل العسكرية الروسية.

علاوة على ذلك، فإن الإصبع على الزر النووي لا يزال من فلاديمير بوتين وليس باتروشيف أو غيره من المتشددين.

وفي الوقت نفسه، يظل الأوكرانيون وهم الضحايا المحتملون لأي ضربة نووية روسية تكتيكية، ملتزمين بالقتال على الرغم من المخاطر. أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى تزويدهم بالدعم الذي يحتاجون إليه.

المعركة ليست فقط حول أوكرانيا وحدها: بالنسبة لبوتين والمتشددين على حد سواء ، إنها تدور حول الغرب.

ويهدف الغرب إلى إضعاف – إن لم يكن تدمير – روسيا ، في حين أن الحكومة الأوكرانية هي دمية في يد الولايات المتحدة. إنهم يشنون هذه الحرب للحفاظ على حق روسيا في مجال نفوذ إمبراطوري، وقدرتها على التصرف خارج الأعراف المقبولة دوليًا، وبديلها عن النظام العالمي القائم على القواعد والذي تتمتع فيه الدول الصغيرة بالسيادة بقدر الدول الكبيرة وهناك حد لما يمكن أن تفعله الحكومة لمواطنيها.

مستجدات المعركة

12 سبتمبر: القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على 20 مدينة خلال 24 ساعة فقط

21 سبتمبر: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن التعبئة العسكرية الجزئية

23 سبتمبر: بدء الاستفتاء في 4 مناطق خاضعة للسيطرة الروسية للانضمام لروسيا

27 سبتمبر: موسكو تعلن أن نتائج الاستفتاء تظهر تأييدا قويا للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا

مواجهة الغرب

من موسكو، أكد الخبير العسكري الروسي أندريه أوليتسكي، أنه يجب أن تنظر إلى المعادلة العسكرية بشكل صحيح خاصة أن روسيا لا تحارب أوكرانيا لكن الغرب بأكمله.

وأوضح أوليتسكي، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، أن الغرب يتكاتف عسكريا لإسقاط وإزالة روسيا من خريطة العالم.

وأشار إلى أن تاريخ الروسي حافل بمحاولات عدة لإسقاط وإزالة روسيا لكنها في النهاية محاولات فاشلة.

التهديد النووي

و من عمان، أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في الشئون الأمريكية مفيد الديك، أن الرئيس الروسي دائم التهديد باستخدام الأسلحة النووية وهو أمر غير مسؤول.

وأوضح الديك، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن الأسلحة النووية في الأساس أسلحة ردع ويجب على الرئيس الروسي أن يتعامل بعقلانية.

وأشار إلى أن بوتين يحاول ردع الغرب بالأسلحة النووية ولكن استخدام تلك الأسلحة أمر معقد، مؤكدا أن إجراء الاستفتاءات في الإقاليم الأوكرانية مهزلة حقيقية.

عالم متعدد الأقطاب

أكد أستاذ العلوم السياسية جامعة موسكو د. ستانيسلاف بيشوك، أنه من الصعب تحديد أن العالم سوف يعيش في نظام ثنائي القطب أو متعدد الأقطاب.

وأوضح بيشوك، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، أن روسيا لم تكن منافسا في الناحية الاقتصادية للصين والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن هناك مخاوف عديدة من الغرب والولايات المتحدة تجاه التوجه الاقتصادي الصيني بإغراق منتجاتها.

صراع عسكري

من باريس، أكد الكاتب وباحث في العلاقات الدولية  طارق زياد وهبي، أن العالم يعيش نظام ثنائي القطب من الناحية العسكرية وذلك من حيث الصراع روسيا بين الولايات المتحدة.

وأوضح وهبي، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، أنه من الناحية الاقتصادية فالعالم يسير بنظام ثنائي القطب بين الولايات المتحدة والصين.

وأشار إلى أن المشهد العسكري في العالم يعاد ترتيبه خاصة بعد خسائر الجيش الروسي في الأوانة الأخيرة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]