ما زالت المفاوضات بين أمريكا وكوريا الشمالية تلقي بثقلها على الساحة الدولية، بالرغم من فشل القمة الأخيرة بين دونالد ترامب وكيم جونج أون.
وبالرغم من أنباء عن استعداد الجيش في كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ جديد، خرجت تصريحات أمريكية تؤكد أن الدبلوماسية لا تزال نشطة جدا، بالإضافة عن توقعات بعقد قمة ثالثة.
قمة ثالثة متوقعة
من جانبها، قالت مسؤولة كبيرة بوزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، إنها تتوقع عقد قمة ثالثة بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، لكن لم يتحدد موعد بعد.
وأدلت أندريا تومسون، وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الحد من الأسلحة والأمن الدولي، بالتصريحات في كلمة بمؤتمر في واشنطن.
الدبلوماسية لا تزال نشطة جدا
فيما قال الممثل الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية، ستيفن بيجون، الإثنين، إن “الدبلوماسية لا تزال نشطة جدا” مع كوريا الشمالية، برغم انهيار قمة ترامب وكيم جونج أون الشهر الماضي. وكان بيجون يتحدث خلال مؤتمر بشأن منع الانتشار النووي في واشنطن.
التخلي التدريجي مرفوض
أعلن بيجون، أن الولايات المتحدة ترفض أن تتخلى كوريا الشمالية “تدريجا” عن ترسانتها النووية، مؤكدا بذلك أن واشنطن تريد نزعا كاملا للسلاح النووي مقابل رفع العقوبات.
وإذ اكد عدم وجود “جدول زمني مصطنع”، كرر بيجون، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تأمل بأن تتوصل إلى “نزع نهائي للسلاح النووي، ويمكن التحقق منه تماما” بحلول “نهاية الولاية الأولى للرئيس” في يناير/ كانون الثاني 2021.
وأوضح أن هذا الأمر يشمل برامج الأسلحة الكيميائية والجرثومية منذ بدء المفاوضات.
وأضاف أن لا مجال للتوصل إلى اتفاق شامل من دون الاتفاق على كل بند، مؤكدا أن الحكومة الأمريكية “موحدة” في هذا الصدد.
ولاحظ الممثل للخاص للولايات المتحدة، خلال مؤتمر نظمه معهد كارنيجي في واشنطن، أن “تقدما” أحرز رغم فشل القمة الثانية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي نهاية فبراير/ شباط.
وتابع أن “الباب يبقى مفتوحا” لمواصلة التفاوض مع بيونجيانج، لكن “على الكوريين الشماليين أن ينخرطوا في ذلك بشكل تام”.
إطلاق محتمل لصاروخ
ومن جهة أخرى، قال الجيش الكوري الجنوبي، الإثنين، إنه يراقب من كثب منشآت كوريا الشمالية، بعد أن أثارت سلسلة من الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية مخاوف دولية أن بيونجيانج قد تكون تستعد لإطلاق صاروخ طويل المدى أو إطلاق صاروخ في الفضاء.
وتشير التحليلات إلى زيادة النشاط في موقعين رئيسيين، هما منشأة ساموندونج لأبحاث الصواريخ ومنشأة سوهاي لاختبار الصواريخ، ويمكن أن يؤدي أي إطلاق إلى عرقلة المحادثات حول إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
وصرح الناطق باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة، كيم جون-راك، بأن كوريا الجنوبية “ترصد من كثب وتدرس جميع النشاطات لسيناريوهات مختلفة، من بينها إطلاق صاروخ” عبر الحدود بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة.
وأظهرت صور أقمار صناعية التقطت في 22 فبراير/ شباط سيارات وشاحنات في الموقع إضافة إلى قاطرات ورافعات في الساحة، بحسب موقع “إن بي آر” الأمريكي الإخباري.
وقال جيفري لويس، الباحث في معهد “ميدلبيري للدراسات الدولية” في موتيري، “عندما تجمع هذه الأمور معا تتضح لك صورة ما يبدو عليه الوضع عندما يكون الكوريون الشماليون وسط عملية بناء صاروخ”.
وتقع منشأة ساموندونج على مشارف بيونجيانج وشيدت في العام 2012 لدعم تطوير صواريخ طويلة المدى وعربات إطلاق صواريخ في الفضاء.
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وافق العام الماضي على إغلاق موقع سوهاي في قمة مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن في بيونجيانج.
وأظهرت صور أقمار صناعية في أغسطس/ آب عمالا يفككون منصة اختبار محركات في المنشأة.
إلا أن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أشار الأسبوع الماضي، إلى أن عملية إعادة البناء تتقدم بسرعة في المنشأة.
وقال إن العمل بدأ قبل القمة الفاشلة الشهر الماضي في هانوي بين كيم وترامب.
