كثفت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غاراتها جوية بشكل ملحوظ اليوم، الاثنين، ضد مسلحي تنظيم «القاعدة» في اليمن، في الوقت الذي يشن فيه الجيش اليمني والقوات الموالية له عمليات عسكرية أسفرت عن تحريره لمدينة المكلا من قبضة التنظيم للمرة الأولى منذ أبريل/نيسان 2015.
وأعلن التحالف العربي صباح اليوم، الاثنين، إنطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن، بمشاركة الجيش اليمني وقوات خاصة مشتركة سعودية وإماراتية، وأضاف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»: «أسفرت العملية في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد على ٨٠٠ من عناصر القاعدة وقياداتهم، وفرار البقية منهم».
وتأتي العملية العسكرية التي أعلنها التحالف العربي بالتزامن مع تطور الخلافات بين وفدي الحكومة والمتمردين الحوثيين على طاولة التفاوض في الكويت، وهي الجولة التي تدخل يومها الخامس، حيث طلب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجلوس مع كلا الوفدين بشكل منفرد للتوصل لأرضية مشتركة للحوار بينهما.
وكانت اشتباكات مدعومة بغارات جوية من التحالف أمس، الأحد، أسفرت عن مقتل نحو 10 من عناصر القاعدة في محافظة أبين، وقبلها بيوم واحد أعلنت مصادر قبلية عن مقتل ما يزيد على 25 عنصرا للتنظيم بغارات جوية أيضا.
وبحسب البيان الصادر من التحالف فإن العملية تستهدف المحافظات والمدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم في أنحاء اليمن، خاصة المكلا، وهي مركز حضرموت، أكبر محافظات البلاد، ويتخذها «القاعدة» معقلا له على مدار عام مضى، وكانت طائرات دون طيار تابعة للجيش الأمريكي استهدفت عددا من قيادات التنظيم خلال هذا العام.
واستغل التنظيم انقسام اليمن واستيلاء المتمردين الحوثيين على العاصمة والفراغ الرئاسي والحكومي الذي حدث إثر إنقلابهم على السلطة في مارس/آذار 2015، ليعلن سيطرته على كامل أنحاء مدينة المكلا في أبريل/نيسان الماضي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن عناصر القاعدة انسحبوا من المُكلا بعد خسائر تكبدوها في المدينة جراء اشتباكات اليوم، الاثنين، مشيرة إلى أنهم عادوا إلى مناطق تمركز تابعة لهم في صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة، بينما شنوا هجوما مباغتا على قوات الجيش التي حاصرتهم أمس، الأحد، في مدينة زنجبار بمحافظة أبين.
وكان المدير التنفيذي لدائرة تلفزيون أبوظبي الرسمي عبد الهادي الشيخ قال في تغريدة له عبر حسابه الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صباح أمس، الأحد، إن فرقة إماراتية- سعودية من قوات النخبة نفذت عملية إنزال جوي في مدينة المُكلا، مشيرا إلى أن عملية تحرير المدينة من قبضة «القاعدة» بدأت.
وأشارت وسائل إعلام يمنية محلية إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة من الجيش والتحالف العربي لا تزال تصل إلى المُكلا منذ عصر أمس، الأحد، تمهيدا لفرض السيطرة الكاملة للجيش على المدينة.
وقالت وسائل الإعلام المحلية اليوم، الاثنين، إن التنظيم ارتكب مجزرة على ما يبدو قبيل ساعات من انسحابه من محيط القصر الجمهوري في المُكلا، ونشرت تلك الوسائل صورا لعدد من الجثث لأشخاص تم تقييدهم قبل إطلاق النار عليهم داخل القصر.
وأوضحت المصادر أن المواجهات أسفرت عن «استشهاد عدد من جنود الجيش والمقاومة الشعبية في المُكلا»، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية «سبأ.نت» لم تذكر تفاصيل هذه المواجهات، قائلة إن «القوات المسلحة والمقاومة الشعبية من أبناء محافظة حضرموت من تحرير معسكر الأدواس وميناء الضبة ومطار الريان وقيادة المنطقة العسكرية الثانية».
ونقلت الوكالة عن قائد عملية تحرير المُكلا العميد الركن فرج سالمين البحسني، قوله: «القوات المسلحة تحركت في إتجاهيين الأول لتحرير مطار الريان الدولي والذي تم الإستيلاء عليه ودحر قوى الإرهاب، والإتجاه الثاني لتحرير ميناء الضبة النفطي شرق مدينة الشحر وتم الإستيلاء عليه بأقل الخسائر».
وأضاف قائد عملية تحرير المُكلا: «قوة عسكرية تحركت اليوم، الإثنين، نحو مدينة المكلا، تمكنت من الإستيلاء على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بعد معارك مع الإرهابيين الذين لاذ الكثير منهم بالفرار بإتجاه مدينة فوه»، مشيرا إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين.
