الحريديم.. قنبلة تهدد بانفجار كورونا في إسرائيل

لطالما أثار الحريديم، اليهود المتدينون، الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي، فمنذ الإعلان عن قيام إسرائيل كان لهم وضع خاص استثناهم من الخدمة في صفوف الجيش بشكل أجج غضب الكثيرين لمنحهم ذلك الامتياز كونهم فقط من “دارسي الشريعة”، وهي التي تستوجب – حد زعمهم- التفرغ لها..

ومع مرور الوقت تم تشكيل وحدات عسكرية للحريديم، والفتاوى التي يصدرها حاخاماتهم من الحين للآخر، والتي تأبى التطرق بالعقل لمتغيرات العصر ومواكبة الحاجات والبُعد عن العنصرية، ليس فقط لمن هو ليس بيهودي، إنما حتى للمرأة ولليهودي من غير دارسي الشريعة.

وما يلبث أن يختفوا عن الأضواء حتى يعودوا بشوكة جديدة في ظهر القادة السياسيين للاحتلال، وهذه المرة يعودون ليتصدروا المشهد بأزمة قد تكون الأكبر التي قد يتسببوا فيها، فقد تسببت فتوى سابقة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين، والآن جاءت رؤى دينية من شأنها قتل المزيد من الإسرائيليين جراء التعنت وعدم الانصياع لأوامر السلطة.

 

ومع تفشي فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) داخل إسرائيل، هرعت المؤسسات الحكومية باتخاذ مجموعة من الإجراءات في محاولة للحد من تفشي الفيروس، لكنها سرعان ما اصطدمت بوجه أكبر كتلة منظمة داخل المجتمع الإسرائيلي، ألا وهي الحريديم..

فلم تلق دعوات وزارة الصحة الإسرائيلية قبولاً بين المتدينين، خاصة أنها تمنعهم من التجمعات لأداء الصلوات والدراسة في المدارس الدينية والمناسبات وغيرها، وهو ما يعتبرونه يعوق تنفيذ أوامر الرب، لذا قاوموا تلك الإجراءات ورفضوها.

فتفاجأ الجميع بفتوى لأحد كبار حاخامات القطاع الحريدي، الحاخام حاييم كانيفسكي، الذي خرج بدعوة – وتراجع عنها لاحقاً – بمخالفة تدابير مكافحة تفشي فيروس كورونا، إذ دعا إلى مخالفة تعليمات وزارة الصحة، بشأن إغلاق المدارس الدينية والمعابد.

إلا أنه من زيادة أعداد المصابين في القطاع الحريدي تراجع عن هذه الفتوى ليحظر الصلاة داخل المعابد أو حتى إقامتها في الأماكن المفتوحة على النحو الذي تسمح به “الصحة”، ويؤكد أن من يخالف تعليمات الوزارة ينطبق عليه من يُعرض حياة اليهودي للخطر، وهي الفتوى التي قد تقود للقتل، مثلما حدث مع رابين في السابق.

وبالنظر إلى خارطة تفشي فيروس كورونا في إسرائيل، سيتضح أن أكبر بؤرتين للتفشي هما القدس الغربية في الرتبة الأولى، وتليها مدينة “بني باراك”، وهما المدينتان الرئيسيتان لتواجد الحريديم في إسرائيل.

 

ورغم أن معدلات التفشي كانت مقلقة في هذه المناطق، قإن الأكثر قلقاً، وربما رعباً، هو ما نشرته صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، إذ كشفت عن معطيات جديدة حول تفشي الوباء تفيد بأن معدل الإصابات في المدينتين قفز عن المتوسط العام بالنسبة لإسرائيل، والذي تضاعف كل ثلاثة أيام.

وارتفع المعدل في “بني براك” 8 أضعاف خلال 3 أيام، من الإثنين إلى الخميس الماضيين من 30 إلى 244 مصابا، فيما زاد لـ 4 أضعاف في القدس خلال الفترة ذاتها، من 78 إلى 314.

وكشف تقرير لمركز المعلومات الوطني أن 29 % من المصابين بالفيروس في إسرائيل انتقلت لهم العدوى داخل المعابد والمدارس الدينية.

 

من جانب آخر، أفادت القناة الثانية من التليفزيون العبري أن نصف المصابين في المستشفيات المركزية بالفيروس هم من الحريديم، وهذا ما حث الحكومة الإسرائيلية بالعمل على إيجاد حلول خاصة بهم، من بينها إنشاء مراكز خاصة للحجر الصحي تشرف عليها الجبهة الداخلية، رغم أن وزير الصحة نفسه هو من التيار الحريدي في مفارقة غريبة.

ويعتبر الحريديم هو الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا لعدة اعتبارات، أولها عدم الانصياع لتعليمات وزارة الصحة مع بداية الأزمة وعدم إقناع الكثيرين منهم بإجراء إغلاق المعابد، كذلك مسألة الفقر والاكتظاظ السكاني في أحياء الحريديم..

ومن أهم سمات الأسر الحريدية هي إنجاب الأطفال بأعداد كبيرة، فحتى أنك يمكن أن تجد أسرة صغيرة بها عشرة أطفال وربما أكثر، بالإضافة إلى أمر أكثر خطورة هو عدم الثقة في مؤسسات الدولة التي يعتبرونها علمانية، وعلى رأسها الشرطة والجيش الإسرائيلي، ما يدفع إلى وقوع اشتباكات كثيرة بين الطرفين.

ومنذ بداية تفشي الفيروس في إسرائيل، تشكو السلطات عدم اتباع الحريديم للتعليمات، خاصة المتعلقة بتقليل الزحام والتزام المنازل، فخلال الأيام المنصرمة شهدت مدينة “بني باراك” جنازة لأحد الحاخامات والتي شهدت مشاركة قرابة 400 شخص.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تواجه مصاعب في فرض تعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار “كورونا” في الأحياء ذات الأغلبية المتدينة، خاصة في حي “مائة شعاريم” بالقدس ومدينة بني براك.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها رصدت قيام العشرات من المتدينين، بتنظيم صلوات جماعية أو التجمع في أحياء ضيقة، وقامت بتفريق المئات ممن تجمعوا في المعابد والمدارس الدينية في حي “مائة شعاريم”.

ولفتت صحيفة “يديعوت آحرونوت” أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتدينين الذين رفضوا الانصياع لطلبات التفرق.

وأشارت إلى أن أحد عناصر الإسعافات أصيب بحجر رشقه به أحد المتدينين خلال محاولة دخول منزل لإجراء فحص كورونا.

ووصل الأمر إلى إقامة متاريس حجرية في أزقة حي “مائة شعاريم” لمنع الشرطة وطواقم الإسعاف من التقدم، وفقًا ليديعوت.

وتعلو المطالب لعزل حي “مائة شعاريم” ومدينة بني براك من أجل منع انتشار الفيروس، إذ أعلن مسؤولون في الصحة الإسرائيلية، بحسب هيئة الإذاعة، أنهم يفضلون فرض إغلاق كامل على “بني براك” ومنع السكان بتاتا من الخروج سوى لشراء الطعام.

وتحلق مروحيات في سماء “بني براك” وغيرها من أحياء الحريديم لرصد الأشخاص الذين يتجمعون للصلاة في الهواء الطلق بعد إغلاق المعابد، كما يقوم رجال شرطة بتحرير غرامات مالية للمخالفين.

وبررت الشرطة تراخيها حيال تنفيذ القانون الذي يمنع التجمعات، بالقول إنها لم ترغب في وقوع مصادمات.

ومن أحد أكبر الصعوبات التي تواجه السلطات الإسرائيلية في رصد الحالات المصابة والمخالطة لها، التكدس الكبير في الأحياء الحريدية، فضلاً عن أن الحريديم لا يحملون هواتف ذكية، كونها تلهيهم وهو ما يحرمه الحاخامات، لذا يصعب مراقبتهم عبرها أو حتى إرسال رسائل توعية وإرشادية لهم، ويكتفون بالهواتف المحمولة العادية فقط للاتصال.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]