الحريري في القاهرة ..قبل قرار الاعتذار أو الاستمرار في مهمة تشكيل الحكومة
تترقب الدوائر السياسية في بيروت، عودة رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، من القاهرة التي يصلها اليوم للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.. الزيارة سوف تحمل إجابة الحريري عن السؤال الصعب: الاغتذار عن تشكيل الحكومة، أم مواصلة المداولات حول التشكيل الوزاري مع الرئيس اللبناني ميشال عون.
والشارع اللبناني يترقب ايضا زيارة الحريري للقاهرة .. ترقب نهاية الأزمة التي تضرب اللبنانيين يقسوة غير مسبوقة، حيث الأسعار تتغير بين ثانية وثانية، دون رقابة، فضلاً عن أن أسعار صرف الدولار الأمريكي، تلعب على حافة العشرين ألف ليرة لبنانية لكل دولار، ومعالم الحياة تنطفى كل دقيقة في العاصمة بيروت، وسائر المدن الكبرى إلى الأرياف، في ظل فلتان لم تشهده البلاد حتى في عز أيام الحرب الأهلية..كل الأزمات دفعة واحدة.
الحريري اليوم في القاهرة
وأكثر مَنْ يترقب عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الى مصر، هو رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بحسب تحليل الموقع الإخباري «لبنان24»، فالرجل ينتظر جواب الحريري عن قرار الاعتذار من عدمه، ويأمل، بعد معطيات عدة، أن يتريث وأن لا يعتذر عن عدم التشكيل، على اعتبار أنه مهما كان الاخراج الذي سيتبع، إلا أن هكذا خطوة ستشكل تقدما بـ«النقاط» للرئيس ميشال عون، على رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن لم يكن على «الحريري» نفسه.
وأوضحت المصادر اللبنانية، أنه عشية مغادرته الى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح اليسسي واستعراض الأوضاع المختلفة ، محليا وإقليميا، والوقوف على رأي القيادة المصرية، التقى الرئيس المكلف، سعد الحريري، أمس، مطولا،رئيسي الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة وتمام سلام بغياب الرئيس نجيب ميقاتي الموجود خارج لبنان، وتم البحث بكل جوانب ودوافع خيار الاعتذار الذي ينوي الحريري اتخاذه في هذا الظرف بالذات، وما يمكن أن يترتب عنه وانعكاساته على كل الصعد.
- وكان «الحريري» قد واصل اتصالاته ولقاءاته لمناقشة وشرح أبعاد قرار الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة الذي وضعه على الطاولة جديا، بعدما استنفد كل مساعي وجهود تشكيل الحكومة الجديدة. وبعد أكثر من اجتماع مع مسؤولي وقيادة تيار المستقبل.
القاهرة «خير من استشار» في حالة الحريري
وتقول المصادر، إذا كان سعد الحريري، قد اتخذ قرارا حاسما بالاعتذار، فإن استشارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لها معيار هام، ولعل المصريين نظرا لعلاقاتهم الجيدة مع كل من باريس والسعودية والإمارات، خير من يُستشار في حالة الحريري، بحسب تعبير «لبنان 24»..وأصبح التساؤل داخل الدوائر اللبنانية: بماذا تنصح مصر الرئيس المكلف سعد الحريري ؟
هل سيتريث الحريري عن إعلان الاعتذار؟
وسيعود الحريري من القاهرة إلى بيروت، ليلتقي رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ويبلغه جوابه، ومن المرجح، كما تؤكد مصادر لبنانية، أن يكون الإصرار على الاعتذار، مع أن البعض يقول إنه سيتريث لأيام أو لأسابيع قبل الإقدام على هذه الخطوة، لكن في المحصلة فإن الحريري سيضع «بري» في أجواء تنبىء بأن مرحلة ما بعد الاعتذار قد بدأت.
وتؤكد الدوائر السياسية والإعلامية اللبنانية، أنه عقب زيارة الحريري للقاهرة، فإن الرئيس اللبناني، ميشال عون، سيكون على موعد مع زيارة الحريري لقصر الرئاسة، يقدم فيها تشكيلة حكومية غير منسقة مع الرئيس عون ، أقله في ما يخص الوزيرين المسيحيين، الأمر الذي سيدفع عون الى رفضها بشكل قاطع.
الكرة في ملعب الحريري
وبات واضحا، أن التحضير فد بدأ لمرحلة ما بعد الحريري، بحسب المحلل السياسي اللبناني، علي منتش، خصوصا أن هناك قرارا من الثنائي الشيعي بعدم الذهاب الى خيارات تصعيدية، وهذا ما لم يحسم التوافق عليه مع الفريق الرئاسي ( الرئيس ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل)، الذي سيسعى ربما الى تشكيل حكومة بشكل سريع، سواء حصل توافق مع الحريري على البديل أم لم يحصل.
والكرة الآن في ملعب الحريري، هل يسمي شخصية «بديلة» يدعمها لمهمة تشكيل الحكومة؟ أو يتوافق عليها مع الفرقاء لتمرير ما تبقى من أشهر قبل الانتخابات؟ أسئلة أساسية ستكون كفيلة برسم المشهد المقبل بعد عودة الحريري من القاهرة، التي قد تكون الجولة الخارجية الأخيرة من موقعه كرئيس حكومة مكلف.
