الحريري «يقفز من السفينة» ويرفض ترشيحه رئيسا للحكومة اللبنانية الجديدة

غضب وتساؤلات داخل الشارع اللبناني: متى يتفق السياسيون على رئيس الحكومة الجديدة؟

والإجابة وفق الدوائر السياسية في بيروت: باختصار، لا حكومة قريبة من أي نوع كانت، وقد بدا من خلال مشاورات الأسبوع الماضي، في ما يتصل بتأليف الحكومة، التي لم يسم بعد الرئيس المكلف الذي سيقوم بتأليفها، أن الطريق لا تزال وعرة أمامها.

وهذا يؤكد أن الأمور معقدة، ولا شيء يوحي بإمكانية أن تبصر الحكومة النور في وقت قريب، بحسب تقدير المحلل السياسي اللبناني، عمر البردان،  ما يدل بوضوح على أن المعاناة مستمرة، وبالتالي لا يمكن التكهن بالمسار الذي ستسلكه الأمور في المرحلة المقبلة، بعد أن  قلب سعد الحريري الطاولة، و«قفز من السفينة»، وحسم موقفه : «لست مرشحاً لرئاسة الحكومة، أشكر كل من طرح اسمي، واطلب سحبه من التداول».

الحريري يرفض شروط تُملى عليه

قد يكون الحريري تأخر في إعلان موقفه، ربما كان منتظرا جولة المفاوضات التي يجريها رئيس مجلس النواب، نبيه برّي. لكنه في النهاية وصل إلى  إعلان عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة..وما قاله الحريري، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني،  منير الربيع ، يعني: لا يمكني القبول بتشكيل حكومة وفق شروط تُملى عليّ. والشروط هذه غير مقبولة دولياً، ولا داخلياً، خصوصاً من بيئته وبعد مواقف كثيرة من شخصيات في الطائفة السنّية، رفعت السقف عالياً. وهذا ما فعله وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، فأعلن: بعد حكم المحكمة لا يمكن المشاركة في حكومة مع حزب الله.

الحريري يصوّب على «عون»

ويأتي موقف الحريري بعد مواقف كثيرة، بعضها علني وأخرى في جلسات مغلقة، كاجتماع رؤساء الحكومة السابقين. لكن رئيس تيار المستقبل رفض أن يُصدر موقفاً مشتركاً مع الرؤساء، وترك المجال مفتوحاً لإصدار بيان باسمه منفرداً، فصوب فيه على رئيس الجمهورية من باب خرقه الدستور، وعدم قناعته بحصول متغيرات كبيرة تفترض تغييراً في التوجهات والرؤى.

و «عون» يرفض الحريري صراحة

جاء موقف الحريري بعد مواقف تصعيدية من الرئيس ميشال عون ضده..واشارت مصادر متابعة إلى أن «عون» شنّ حملة قوية على الحريري في الكواليس السياسية، مردداً أنه غير موافق أبداً على تكليفه رئاسة الحكومة، وأنه لن يوقع على أي حكومة يشكلها الحريري بشروطه، لأنه رئيس تيار سياسي ولا يمكنه استثناء رؤساء التيارات السياسية من المشاركة في الحكومة. وما يسري عليه يجب أن يسري على غيره.

وتشدد عون في رفض الحريري وشروطه، وطلب ممن يتواصل معهم البحث عن رئيس للحكومة غير رئيس  تيار المستقبل.

رمى الكرة في ملعب حزب الله وميشال عون

عزوف الحريري اليوم لا يمكن أن يكون مناورة أو رغبة منه في تحسين شروط التفاوض، كما فعل سابقاً، لقد رمى الكرة في ملعب حزب الله وميشال عون. وهو يعرف أن شروطه لم تمرّ في عملية تشكيل الحكومة بسبب موقف جبران باسيل الذي يضطر حزب الله مجدداً لمسايرته. وفي خلفية رأس الحريري أن حزب الله  سيدفع المزيد من الخسائر من أجل باسيل. ورمى الحريري في وجه عون كرة التعطيل وتجاوز الدستور بتأخيره الاستشارات.

البحث عن خيار بديل

وأكدت مصادرمطلعة، أن «التيار الوطني الحر»، لم يكن يتوقع خطوة سعد الحريري، بعدم رغبته بالعودة الى رئاسة الحكومة.. والآن يُفترض أن يكون عون وحزب الله،  أمام خيارين: إما الاستمرار في تأجيل الاستشارات، وبالتالي إطالة أمد حكومة تصريف الأعمال. وإما الذهاب إلى خيار بديل، سيكون على غرار حكومة حسان دياب.

ويرى «ربيع»، أنه لا يمكن الحديث عن حكومة قادرة على حلّ الأزمة، ولا على تحصيل مساعدات. وخصوصاً مع ما يتنامى تسريبه من أسماء لتشكيل الحكومة.

الحريري رفض مقايضة «جبران باسيل»

ربما اختصر الحريري المشهد كله بجملة واحدة من بيانه: القوى السياسية لا تزال في حال إنكار شديد للواقع، وتستمر في محاولات الابتزاز لتحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. وبهذه العبارة يكشف الحريري أن رئيس الجمهورية وجبران باسيل، حاولا التفاوض معه على تشكيل الحكومة، مقابل مقايضة مستقبلية بينه وبين باسيل. وهذا ما رفضه حسب بيانه.

من يعرقل تشكيل الحكومة ؟

وليس أدل على هذا الاستهتار في عملية تأليف الحكومة، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، سوى عودة البعض في السلطة إلى وضع الشروط والشروط المضادة، واستخدام «الفيتوات» المتبادلة على هذا الاسم أو ذاك من المرشحين للمشاركة في الحكومة.

وهذا إن دل على شيء ـ بحسب تقديرات المراقبين في بيروت ـ فإنما يدل على أن هؤلاء المعرقلين لولادة الحكومة لم يتعظوا من كل ما جرى، وما زالوا مصرين على اتباع السياسة نفسها التي أغرقت البلد وأحرقته.. والواضح أن بعض  قادة القوى السياسية اللبنانية،  ما برح أسير مصالحه، ودون التعاطي  بإيجابية مع كل الدعوات الداخلية والخارجية من أجل تسهيل التأليف، والكف عن وضع الشروط التي لن تساعد مطلقاً على ولادة الحكومة إذا بقيت المواقف على حالها.. ولذلك لن ترى الحكومة الجديدة النور، لا قبل آخر الشهر الجاري، ولا حتى قبل آخر السنة!!

ويظهر بوضوح، بحسب الصحيفة اللبنانية، أن الفريق الذي عطل عمليات تأليف الحكومات السابقة أشهراً، لن يتورع عن عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة لفترة طويلة، إذا لم يحصل على مبتغاه.

ماكرون: تكرار الرغبة بالتغيير

وفي ظل المناخ الملبد بالغموض والشكوك والتجاذبات السياسة، التي تدفع بتأجيل تشكيل الحكومة اللبنانية، يرتقب وصول مقدمة وفد الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، تمهيداً لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء المقبل.

وبينما أكد وزير خارجية فرنسا، جان ايف لودريان، أن الرئيس ماكرون سيكرر رسالته بضرورة التغيير عندما يعود إلى لبنان قريباً..وقال «لودريان» : كارثة بيروت يجب الا تكون ذريعة لاخفاء حقيقة ان لبنان على شفا الانهيار.

ولأجل ذلك يبدو تشكيل حكومة سريعاً حاجة وطنية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]