الحريري يُعلق استقالته..ولبنان على أبواب مرحلة سياسية جديدة

الخلوة التي  عقدها رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ظهر اليوم الأربعاء، حملت رسالة واضحة، وجدت فيها القوى السياسية اللبنانية، مؤشرا لقبول الحريري التراجع عن استقالته، وأن كلمة الحريري  من القصر الجمهوري في بعبدا، كشفت عن توجه «صادق» بالحرص على وحدة واستقرار لبنان، الأمر الذي يعني أن تراجعه عن الاستقالة يجنب لبنان السقوط في متاهات سياسية معقدة.

 

 

 

 

 

واستندت القوى السياسية اللبنانية، في توقعاتها، إلى نص كلمة الحريري، والتي قال فيها : «في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان واستقلاله كانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وعلى حرصه الشديد على الوحدة الوطنية ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف، واؤكد التزامي التام التعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوص بلبنان وحمايته من الحروب والحرائق وتداعياتها على كل الصعد..وعرضت استقالتي على فخامة الرئيس الذي تمنى علي التريث في تقديمها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها فأبديت تجاوبا مع هذا التمني، أملا في أن يشكل حوارا يعالج المسائل الخلافية»

 

 

 

 

 

 

وإذا كان توقف «الحريري» للقاء سريع في قبرص، ليل أمس، مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس، بقي غير واضح المعالم.. وما تم تسريبه عن مبادرة مصرية ـ فرنسية، لتراجع الحريري عن استقالته، انقاذا للوضع اللبناني من تداعيات التطورات الأخيرة في المنطقة .. فإن المشهد اللبناني، ينبىء بأن لبنان على أبواب مرحلة جديدة.. وإذا كان وجود الحريري ضرورياً للاحتفال بـعيد الاستقلالـ 22 نوفمبر / تشرين الثاني، فإن وجوده ضروري أيضاً لرسم مسار ما بعد الاستقالة.

 

 

 

وحسب تحليل الدوائر السياسية في بيروت، فإن لبنان دخل مع استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، مرحلة سياسية جديدة تضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم في إجراء قراءة دقيقة للأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته وفي إعادة التوازن الذي اختل مع خرق «حزب الله» النأي بالنفس وتحييد البلد عن الحرائق الأمنية والسياسية المشتعلة من حوله، خصوصاً أن التسوية التي كانت أنجزت في السابق وأدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والمجيء بالحريري على رأس حكومة «استعادة الثقة»، أصبحت من الماضي، وبات مطلوباً تجديدها شرط التزام الجميع بها.. فضلا عن أن «الحريري» متمسك بمناقشة أسباب الاستقالة.

 

 

 

 

 

ويرى سياسيون ومحللون في لبنان، أن طي صفحة الاستقالة لن يكون سهلاً، سواء بتشكيل حكومة جديدة أو بالإبقاء على حكومة الحريري، بذريعة قيامها بتصريف الأعمال، لأن البلد لا يحتمل أي شكل من أشكال الفراغ في السلطة الإجرائية، وأن محاولات القفز فوق أسباب الاستقالة تمهيداً للهروب إلى الأمام، لن تبدل من واقع الحال السياسي الذي يمر به البلد ويتطلب وجود حكومة قوية بتركيبتها السياسية الواسعة، وتتمتع بقدرة تتيح لها تصحيح علاقة لبنان بعدد من الدول العربية، وأولها المملكة العربية السعودية.

 

 

التطورات المرتقبة في لبنان، ترتبط بحقيقة أن استقالة الحريري ليست تقنية يمكن حلها في الشكل، من خلال قبول رئيس الجمهورية استقالته والشروع في إجراء استشارات نيابية ملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، وإنما في المضمون، الذي يتطلب الاستجابة للأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، خصوصاً أن الاحتضان الدولي والعربي للبنان لا يعني أبداً تجاهل من يعنيهم الأمر دور«حزب الله» العابر للحدود اللبنانية في اتجاه عدد من الدول العربية.

 

 

 

 

 

المخاوف داخل المشهد اللبنانين تضع في الاعتبار أن التطورات المتسارعة في المنطقة، لا تسمح  بتشكيل حكومة جديدة لا لون ولا طعم سياسياً لها، تقوم بتقطيع الوقت حتى الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في شهر مايو/ أيار المقبل، هذا في حال لم يتقرر تأجيل تشكيل الحكومة بذريعة أن البلد يمر في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي، ما من شأنه أن يرفع منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي؟ وأي مصلحة لرئيس الجمهورية في المجيء بحكومة من «العيار الخفيف»..مما يفرض ضرورة مواكبة التحرك الدقيق لرئيس الجمهورية لرأب الصدع السياسي الذي أصاب حكومة «استعادة الثقة»، خصوصاً أن علاقة الرئيس عون بالحريري على أحسن ما يرام، وأن استقالة الأخير ليست موجهة ضده إنما إلى «حزب الله» بسبب تدخلاته في شؤون عدد من الدول العربية، كما ورد على لسان رئيس الحكومة المستقيل.

 

 

 

 

 

 

والتساؤلات القائمة حاليا في بيروت: هل يبدي رئيس الجمهورية استعداده لملاقاة الحريري في منتصف الطريق ويبادر إلى التدخل لدى «حزب الله» للحد من جنوحه في معاداة دول عربية صديقة، خصوصاً أن الرئيس «عون» على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما يسمح له بأن يعيد الاعتبار إلى تحييد لبنان عن الصراعات والنزاعات الخارجية؟.. وكيف يمكن العبور بلبنان إلى بر الأمان للولوج به إلى المرحلة السياسية الجديدة، لأن الوضع قبل استقالة الحريري هو غيره بعد الاستقالة، والبحث عن خريطة طريق لتأمين شبكة أمان سياسية لتحييد لبنان والنأي به عن الحرائق المشتعلة في المنطقة؟ وفي مجمل الأحوال فإن لبنان أصبح على أبواب مرحلة جديدة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]