في مشهد حزين دخل جموع الصحفييين الفلسطينيين ثلاجة الموتي في مجمع الشفاء الطبي بغزة وهم يبكون لوداع زميلهم المصور الصحفي ياسر مرتجى 30 عاما الذي استشهد متأثرا بجراحه إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء تغطيته فعاليات “الجمعة الثانية” لمسيرات العودة في غزة.
وحمل الصحفيون زميلهم على أكفهم ووضعوا درعه الذي كان يرتديه أثناء تغطيته للأحداث على جثمانه وساروا به إلى منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع عليه ومن ثم إلى المسجد العمري وسط غزة للصلاة عليه ومن ثم مواراة جثمانه الثرى.
ونعت الكتل والتجمعات الصحفية كافة الشهيد مرتجى ومنددين بالجريمة البشعة التي اقترفها الاحتلال الاسرائيلي،ومطالبين بضرورة فتح تحقيق دولي في الجريمة .
وقال عماد الإفرنجي رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين “دعوتنا لكل المدافعين عن حقوق الصحفيين لا تجعلوا شعبنا يكفر بقيم الصحافة والحريات التي تنادون بها”.
وطالب الإفرنجي خلال مؤتمر صحفي عقد أمام ثلاجه الشهداء في مجمع الشفاء الطبي بضرورة وجود لجنة دولية في استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
ووجه رسالة لكل المنظمات التي تعنى بالصحفيين “لا تقتلوا الصحفي الفلسطيني مرتين برصاص الاحتلال وبصمتكم على جرائم الاحتلال”.
وقال “باقون على العهد من أجل أن تستمر الحقيقة وان يبقى شعبنا رافع الراس من أجل فلسطين”.
بدورها ، قالت وزارة الاعلام الفلسطينية إن استشهاد المصور الصحفي ياسر مرتجى واستهداف سبعة من حراس الحقيقة يشكل دعوة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتطبيق فوري لقراره (2222) الخاص بحماية الصحفيين”.
واعتبرت الوزارة أن استمرار إفلات جيش الاحتلال، الذي ينفذ عدوانا مقصودا على فرسان صورة ورسل الكلمة من العقاب يجب أن يتوقف ويفتح الباب أمام محاسبة إسرائيل على جرائمها التي لا تسقط بالتقادم.
ورأت أن انتهاكات الاحتلال اليومية لحقوق الإعلاميين، واعتقالهم، وتضييق الخناق عليهم، وحرمانهم من تأدية واجبهم الإنساني والمهني، وإعاقة حركتهم، وما سبقها من جرائم بدم بارد، ستبقى الأساس القانوني لملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية.
وحثت الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة “مراسلون بلا حدود” على التحرك لوقف العدوان على الإعلاميين، الذين ينقلون رواية الحرية للشعب الفلسطيني أمام عدوان يتعمد القتل بدم بارد ويستسهل الضغط على الزناد.
من جهتها، اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن استشهاد مرتجى وإصابة سبعة صحفيين آخرين، بمثابة إصرار من جيش الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الجرائم المتعمدة بحق الصحفيين الفلسطينيين، مغطاة بقرارات من المستوى السياسي في كيان الاحتلال، الذي يبرر ويشجع على قتل الصحفيين واستهدافهم بشتى الوسائل.
وأكدت النقابة أنها ستلاحق قتلة الشهيد في المحافل والمحاكم الدولية، وأنها ستكثف خطواتها وجهودها لتقديم قتلة الصحفيين للعدالة الدولية، داعية الامم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المختصة بحماية الصحفيين الى التحرك الفوري، وترجمة قراراتها وخاصة قرار مجلس الامن الدولي رقم 2222 إلى خطوات ملموسة وتوفير حماية ميدانية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين.
وحيت النقابة جهود كافة الصحفيين في ميادين العمل ومواقع الصدام والاحتكاك، واصرارهم على مواصلة القيام بواجباتهم الوطنية والمهنية وكشف جرائم الاحتلال وتقديمها للرأي العام، رغم الأثمان الغالية وسيل الدم الذي يدفعونه كل يوم.
كما حملت لجنة دعم الصحفيين الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم لأحداث مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقالت اللجنة في بيان صحفي: ”إن 10 صحفيين أصيبوا جراح متفاوته بالرصاص الحي وقنابل الغاز خلال تغطيتهم المهنية لمسيرة العودة الجمعة في محافظات قطاع غزة“.
وأكدت لجنة دعم الصحفيين أن الاحتلال يتعمد إطلاق النار على الصحفيين ويمنعهم من التغطية، مطالبة الاتحاد الدولي للصحفيين بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في هذه الاعتداءات والقيام بزيارة عاجلة للأراضي الفلسطينية للاطلاع عن كثب على حجم الاعتداءات المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وناشدت اللجنة اتحاد الصحفيين العرب بضرورة الضغط على الاحتلال من خلال النقابات العربية والدولية لوقف اعتداءاته المتكررة بحق الصحفيين الفلسطينيين.
