الحكومة الأفغانية الجديدة.. هل تلبي التطلعات الداخلية والدولية؟

استعرضت الصحف العالمية، الصادرة اليوم الأربعاء، تطورات الأحداث على الساحة الدولية، وتناولت أبرز القضايا والأزمات، من مسلسل محاكمة الرئيس الأميركي السابق ترمب، إلى عواقب التدخل العسكري في النيجر، واعتقال جواسيس روس في بريطانيا، بالإضافة إلى دعوات الجمعيات غير الحكومية في فرنسا إلى استقبال غير مشروط للأفغانيات الهاربات من سياسات طالبان.

الخطر الأكبر على مستقبل ترمب السياسي  «فمه» واتهامات جورجيا

حذرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، من أن الخطر الأكبر على مستقبل ترمب السياسي حاليا، هو «فمه» واتهامات جورجيا، لأنه لا يستطيع العفو عن نفسه حتى لو عاد للرئاسة.

• وكتبت الصحيفة: إذا فشل محامو ترمب في السيطرة عليه وجعله يهدأ فإنه سيجد نفسه في ورطة حقيقية.. إن ترمب عندما كان رئيسًا كان يلجأ إلى لغة الغوغاء عندما يجد نفسه في مأزق.

ترمب يحاكم في ظل قانون «ريكو»

لكن المثير للسخرية الآن أن ترمب سيحاسب وفقًا لقانون ريكو «قانون المنظمات الفاسدة والتي تمارس الابتزاز»، والذي جرى تصميمه لكسر المافيا، مما يعني أن ولاية جورجيا توجه اتهامات لترمب بأنه كان رئيسًا لمنظمة ابتزاز.

وترى الصحيفة، أن اتهامات ولاية جورجيا تبقى هي الأكثر خطورة من بين جميع لوائح الاتهام.. وهناك مكمن خطر آخر لترمب يتمثل في «فمه»، فقد نشر بعد اتهامه في واشنطن ما يشبه التهديد للمدعين هناك، على منصته الجديدة للتواصل الاجتماعي «تروث».

التدخل العسكري الفرنسي في النيجر سيكون جنونا

وأشارت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى أنه سيكون من الحماقة أن تتدخل فرنسا عسكريًّا في النيجر لاستعادة النظام الدستوري، حتى لو كان ذلك لدعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، معتبرة أن أي حرب بين البلدان الإفريقية ستؤدي إلى حمام دم.

• وفي النهاية، ستعتبر فرنسا وحدها المسؤولة عن هذه الكارثة الإنسانية.

وذكرت الصحيفة، أن استخدام فرنسا، باسم المُثل الديمقراطية لـ «قوتها الصارمة» ضد ليبيا القذافي أدى إلى خلق كارثة إقليمية، كما أن جميع الحملات الغربية للتدخل في العالم العربي الإسلامي باسم الديمقراطية في العقدين الماضيين، انتهت بكارثة. 

جواسيس روسيا

ونشرت صحيفة «التليغراف» البريطانية، تقريرًا مطولًا عن شبكة تجسس روسية في بريطانيا، وقالت إن الجواسيس الثلاثة كانوا يعيشون على مسافة ميل واحد من قاعدة جوية بريطانية هامة.

• وجاء في التقرير، أن شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت ثلاثة أشخاص من بلغاريا، كانوا يعيشون قرب قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني يستخدمها الوزراء والعائلة المالكة.

وعثرت الشرطة البريطانية، على بطاقات صحفية مزورة وملابس يستخدمها العاملون في قناتي ديسكفري وناشيونال جيوغرافيك، مما يشير إلى أن الثلاثة ربما يكونون قد تظاهروا بالعمل كصحفيين في عمليات المراقبة.

في البداية وجهت السلطات للمتهمين الثلاثة ارتكابهم جرائم بموجب قانون الأسرار الرسمية، لكن جرى اتهامهم أيضًا بحيازة وثائق هوية مزورة بعد أن اكتشف المحققون مخبأ لجوازات سفر مزورة.

على فرنسا الترحيب بالأفغانيات.. عنوان افتتاحية ليبيراسيون

ونشرت الصحف الفرنسية، مطالبة رئيسة منظمة «فرنسا أرض اللجوء» السلطات الفرنسية باتخاذ إجراءات استباقية من أجل الترحيب بالأفغانيات في فرنسا من غير شروط بعد أن حرمت المرأة الأفغانية منذ استيلاء طالبان على الحكم في كابول من جميع حقوقها.

واعتبرت أن «عملية أباغان» التي سمحت باستقبال الآلاف من الأفغان والأفغانيات المعرضين للخطر إلى فرنسا عام 2021 تقترب من نهايتها، وهو ما سيجبر المئات من الأفغان على محاولة الوصول إلى أوروبا بطرق غير قانونية وخطيرة.

• والحل يتمثل في تسهيل إصدار التأشيرات من باكستان للنساء الأفغانيات العالقات هناك من خلال تنظيم برنامج حماية في باكستان واستقبال مخصص في فرنسا.

تناولت الصحف العالمية، الصادرة اليوم الإثنين، تطورات الأحداث على الساحة الدولية، وأبرزت تداعيات محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأشارت إلى ان الاتهامات تصب لصالح «ترمب» في السباق الرئاسي 2024.. وتركزت اهتمام الصحف العالمية على تطورات الأحداث في النيجر، وذكرت أن قبضة طالبان تشدد الخناق على أفغانستان .. وتطرقت الصحف إلى شكوك كثيرة حول الحسابات المتعلقة بالبنك المركزي اللبناني.

الاتهامات تدفع ترمب للبيت الأبيض 

ونشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، مقالا عن الموقف الحالي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بين مرشحي الرئاسة الأمريكية المحتملين وما يحرزه من تقدم في استطلاعات الرأي مع التركيز على الأسباب التي قد تكون وراء هذا التقدم.

ورجحت الصحيفة أن السبب الرئيسي وراء زيادة شعبية ترمب هو «الاتهامات الفيدرالية الموجهة له، إذ وجهت له بالفعل ثلاثا من لوائح الاتهامات بينما اللائحة الرابعة في طريقها إلى الرئيس السابق في جورجيا وقد تصل إليه في غضون أسبوع».

وقالت التايمز، إن «كل تهمة من هذه تجعل ترمب أقوى.. ويجب على الديمقراطيين ـ  الذين يدعمون بقوة ترشيح ترامب استنادا إلى وجهة نظر تقول إن بايدن بإمكانه هزيمته ـ توخي الحذر».

• كثرة الاتهامات التي تُكال إلى الرئيس الأميركي السابق في إطار زمني ضيق، قد تزيد أكثر من شعبية الرجل.

الديمقراطيون يطلبون بث محاكمة ترمب تلبفزيونيا

وذكرت صحيفة «لو جورنال دي ديمانش» الفرنسية، أن 265 برلمانيا من الحزب الديمقراطي الأميركي، طالبوا في رسالة مؤرخة يوم الخميس ببث محاكمة ترامب بأكملها على شاشة التلفزيون.

واعتبر مؤيدو الرئيس جو بايدن أيضا أنه من الضروري إظهار أصول المرافعات امام الجمهور ، وبالتالي القبول التام بالنتائج .

• ونقلت الصحيفة عن خبراء، بأن هذا الطلب وفق رأيهم ينتهك قانون عام 1946 الذي يحظر على القضاء الفيدرالي إعادة بث المحاكمات.

انقلاب النيجر يكشف قدرات الايكواس

وقالت مجلة «كورياي أنترناسيونال» الفرنسية، إن  أزمة النيجر قد توجه ضربة قاتلة لدول غرب أفريقيا، إلا أن التدخل العسكري لا يستبعد تماما.

• وعلى الرغم من ضغط بعض الأطراف على منظمة الإيكواس، يبقى هناك شيئا غير مفهوم. بالنسبة لهم، فإن التدخل العسكري في النيجر سيجعل منطقة الساحل بأكملها أفغانستان جديدة.

وذكرت «كورياي أنترناسيونال»، أن بين الحوار والحسم العسكري تجد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، نفسها في وضع غير مريح للغاية. فهي التي أجبرت على التراجع وربما حتى التعامل مع قادة الانقلاب الذين هددت بمعاقبتهم.

قبضة طالبان تشدد الخناق على أفغانستان 

وأشارت صحيفة  «لاكروا» إلى أنه بعد عامين من حكم طالبان، لا تزال الأسر الأفغانية تعيش في وضع مقلق للغاية، حيث تراجعت حقوق النساء والفتيات، وبعض قرارات الحكام الجدد في كابول قوضت الاقتصاد الأفغاني وأخرت الانتعاش الاقتصادي بعد الحرب.

• وذكرت الصحيفة، أن 15 مليون أفغاني من أصل 41 مليونا يكتفون بوجبة واحدة في اليوم، أما المانحون فلا يتسرعون في الاستجابة لدعوات التمويل المتكررة من قبل هيئات الأمم المتحدة.

شكوك كثيرة حول الحسابات المتعلقة بالبنك المركزي اللبناني

ونشرت صحيفة «ليزيكو»: تقرير شركة ألفاريز ومارسيل الاستشارية في مجال تحويل الأعمال وإعادة الهيكلة الإيجابية، موضحا أن المحافظ السابق للبنك المركزي اللبناني استفاد من عدة صلاحيات وهناك شكوك كثيرة حول الحسابات المتعلقة بالبنك المركزي.

• التقرير يحمل أكثر من 300 صفحة، وحدد بدقة الممارسات المحاسبية لمصرف لبنان واستنكر إخفاء خسائره، بالإضافة إلى سلطات سلامة اللامحدودة في اتخاذ القرارات.

تترقب الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب، مؤشرات المتغيرات التي تحيط بخريطة العالم الجيوسياسية، وبمواقع ومناطق صراع النفوذ بين الدول الكبرى، وخاصة في منطقة الساحل والصحراء غرب أفريقيا.

• ويرى مراقبون أن النيجر قد خرجت منذ أيام من تحت السيطرة الفرنسية، وفي اتجاهها نحو السيطرة الروسية، وأن الكثير من دول القارة باتت تفضل العلاقة مع روسيا والصين على العلاقة مع فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية، أشبه بتساقط أحجار الدومينو.

عيوب الاستراتيجية الغربية

الغرب يرصد تأثير سقوط أحجار الدومينو، باعتبار أن انقلاب النيجر هو أحدث سقوط ديمقراطي في «سلسلة الانقلابات» المتزايدة للدول الأفريقية.. ويرى المحلل السياسي الفرنسي، فريديريك بوبان، أن كارثة الغرب في أفغانستان والانتكاسات في الساحل الافريقي كشفت عيوب الاستراتيجية المتبعة منذ 15 عاما لمهاجمة الجهاديين، موضحا أن ما جدث في النيجر ذكر الغربيين بطريقة انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من أفغانستان صيف 2021، الاختلاف الوحيد هو أن الجهاديين لم يستولوا على الحكم في النيجر عكس ما حدث في كابول

• النقطة المشتركة بين الساحل وأفغانستان هي المنهجية والاستراتيجية الغربية التي ركزت على التصدي ومهاجمة الجهاديين ولكن دون مراعاة حماية المجتمعات ومواطني هذه الدول.

ويقول  المحلل السياسي البريطاني، بن فارمر،  إنه عندما أعلن رجال يرتدون الزي العسكري أنهم أطاحوا برئيس النيجر، فإن استيلاءهم على السلطة لم يمثل فقط سقوط ديمقراطية أخرى ضمن «سلسلة الانقلابات» المتزايدة في الدول الإفريقية، ولكن أيضا ضربة قوية جديدة لتحول في سياسة بريطانيا تجاه إفريقيا، رافقه ضجة إعلامية كبيرة قبل خمس سنوات فقط.

• وتأتي أحداث النيجر في أعقاب الانقلابات في السودان ومالي وتشاد وبوركينا فاسو في السنوات القليلة الماضية، وكان العديد من المجالس الحاكمة الجديدة أقل تفضيلا للمصالح الغربية

وبدلا من ذلك، بحسب «بن فارمر»، لجأت دولتان على الأقل، هما مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، إلى مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية لتوفير قوة عسكرية، ما عزز حملة الكرملين للقضاء على النفوذ الغربي في المنطقة.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن روسيا كانت وراء انقلاب النيجر، بحسب زعم أمريكا وفرنسا وبريطانيا، لكن هذا لا يمنع الكرملين من محاولة الاستفادة.. إنها  هواجس تساقط  أحجار الدومينو !!

من ماذا تتخوف فرنسا؟

وتشير صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى أن الحلفاء التقليديين للنيجر وعلى رأسهم فرنسا يتخوفون من تطورات الأوضاع هناك. وبحذر شديد للغاية يسعون لمنع نيامي من الاقتراب من موسكو. لذا تتحضر فرنسا لمنطق الحرب الباردة وهي مستعدة لتحمل ما لا يطاق حتى لا تذهب النيجر إلى الجانب الآخر، أي روسيا.

• وترى «لوفيغارو»، أن باريس فقدت الكثير بالفعل في منطقة الساحل. ويظهر هذا الانقلاب اليوم في نيامي أن كونك صديق للغرب في هذه المنطقة لم يعد ضمانا للأنظمة، بل قد يصبح عقبة.