وضع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي أعلنت اليوم الأحد عن أداء اليمين الدستوري وسط خلافات بين أقطاب حزب الليكود، و تقاسم مع حزب كاحول لافان ” أزرق- أبيض”، الذى يتزعمه بيني جانتس، قانون الضم والاستيطان على سلم أولويات عمل الحكومة الجديدة.
ورأى مختصون في الشأن الإسرائيلي، خلال أحاديثهم لموقع قناة” الغد”، أن الخلافات داخل حزب الليكود لن تمنع نتنياهو من الاستمرار في ضم الأراضي الفلسطينية، وأن قرار الضم معناه إنتهاء حلم دولة فلسطينية مترابطة.
منع إقامة دولة فلسطينية
و عقب راسم عبيدات الباحث في الشؤون الإسرائيلية على حديث نتنياهو قائلا: “نتنياهو في هذا الاتجاه أعلن بشكل واضح أنه مع بداية شهر تموز القادم سوف يقوم بضم المستوطنات في الضفة الغربية و الأغوار و منطقة شمال البحر الميت، لأن عملية الضم تساوي 30 % من مساحة الضفة الغربية.
وأوضح عبيدات، و قرار الضم معناة منع إقامة أي دولة فلسطينية ديمغرافيا و جغرافيا، لذلك هذا المشروع هو مشروع الليكود، وبالتالي نتنياهو لن يتخلى عن ضم الأرضي الضفة ، خصوصا أن جانتس يقف إلى جانب نتنياهو في هذا الاتجاه، خاصة أنه عندما زار بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إسرائيل أكد على حق وواجب إسرائيل في ضم مستوطنات الضفة الغربية.
خلافات داخل الليكود
وحول الخلافات داخل حزب الليكود و التصدع الحاصل قال عصمت منصور الخبير في الشؤون الإسرائيلية:” الخلافات داخل حزب الليكود واضحة، فهناك مجموعة من الوزراء السابقين والتاريخيين من قادة الليكود تم تجاهلهم بالكامل مثل ” تساحي هانبغي” و”أفي ديختر” رئيس الشباك السابق، وجدعون ساعرن ووزراء رفضوا الحقائب التي وجهت لهم”.
وتابع منصور، و نتنياهو تعمد ترك هؤلاء حتى آخر لحظة من تشكيل الحكومة التي تمت اليوم ، دون أن يبلغهم بشيء، وبالتالي وجدوا أنفسهم خارج تشكيل الحكومة الجديدة ، مما دفعهم لمقاطعة الجلسة، ووضع نتنياهو القانوني الصعب و الظروف الخاصة التي يمر بها، لا تسمح له أن يتجاهل مثل هذا التمرد داخل حزب الليكود.
حكومة خطيرة لإهدار المال
وخلال خطاب نتنياهو، قاطعه أعضاء اليسار والقائمة العربية المشتركة، الذين هاجموه أكثر من مرة خاصةً عند حديثه عن السلام وتطبيق السيادة، حيث تم طرد بعضهم من قبل أمن الكنيست، وقال عضو الكنيست إمطانس شحادة:” إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة خطيرة لأنه لا يوجد بديل وستزيد من الاستيطان “.
وشنت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية هجوما حادا على تشكيل الحكومة، قائلة:” إن هذه الحكومة ستتكون الأكثر انتفاخًا وهدرًا للمال في تاريخ الدولة العبرية، بينما يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من أزمة غير مسبوقة بفعل فيروس كورونا.
و ستمنح هذه الحكومة كل وزير مبلغ 2 مليون شيكل فقط من أجل الأمن الشخصي له ولعائلته، ويرجح أن تصل الحكومة المكلفة من 36 وزيرًا، و16 نائبًا لوزراء بمهام وزراء، إلى نحو 72 مليون شيكل، فقط للأمن الشخصي ولعوائلهم.
تطبيق السيادة
وقال نتنياهو خلال كلمة في الكنيست لأداء اليمين الدستوري للحكومة الجديدة، إنه سيتم تطبيق السيادة وفرض القانون الإسرائيلي على تلك المستوطنات، معتبرًا أن هذه الخطوة ستعزز السلام في المنطقة.
وأضاف “آلاف المستوطنين في الضفة الغربية سيبقون في أماكنهم كجزء من أي اتفاق للسلام، وعلى جيراننا الفلسطينيين وأعضاء الكنيست العرب أن يعترفوا بذلك”.
وتابع أن “موضوع فرض السيادة موجود على جدول الأعمال لأنني قمت شخصيا بدعمه على مدار 3 سنوات كاملة علنا وسرا”، مشيرا إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذه القضية
