تستأنف اليوم، الإثنين، الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، اللذين قدما ورقتين تتضمن مطالبهما بشأن المرحلة المقبلة في سوريا، يبحثهما المبعوث الأممي دي مستورا، وسط ضغوط أممية على الحكومة السورية للقبول بمطالب الانتقال السياسي، الذي تتضمن بالضرورة بحث مصير بشار الأسد.
وكان من المقرر أن يلتقي دي مستورا اليوم، الإثنين، وفدي الحكومة والمعارضة، إلا أنه تم إرجاء الاجتماع مع المعارضة، التي اتهمت الحكومة بالمماطلة، حيث اتهم الوفد المعارض وفد الحكومة بتأخير المحادثات بشأن مستقبل بشار الأسد.
محمد علوش، كبير المفوضين في الوفد المعارض، قال أنه سيتم التأكيد، بحلول نهاية الأسبوع الجاري ما إذا كان وفد المعارضة سوف يستأنف المفاوضات أم لا، مؤكدا أنه بحلول ذلك الوقت فإن المعارضة ستكون قد قدمت كل الإجابات اللازمة لتساؤلات دي مستورا لنرى من يضع العواقب أمام حل الأزمة السورية، متهما الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري مبعوث سوريا في الأمم المتحدة بالمماطلة في المباحثات حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
جاء تعليق علوش بعد أن وصف المبعوث الأممي الانتقال السياسي بأنه “أم كل القضايا”، في الوقت الذي رفض فيه الأسد التخلي عن السلطة، مؤكدا أن أولوياته تتركز في مقاتلة المتمردين، فيما اعترف دي مستورا بأن المفاوضات تعثرت الأيام الماضية، وأن الفجوة لا زالت كبيرة بين الجانبين، متعهدا بالوصول إلى أرضية مشتركة لتأمين انتقال سياسي.
ومن المقرر أن يعلن دي مستورا انتهاء الجولة الحالية الخميس 24 مارس، إلا أنه يسعى لإقناع الحكومة السورية للدخول في مفاوضات حول فترة انتقالية لمدة 18 شهر ودور الأسد في هذه الفترة.
وقال علوش في مقابلة مع صحيفة الجارديان أن “المعارضة لا يمكن أن تقبل بأن يكون الرئيس السوري جزءا من فترة انتقالية، وأن هؤلاء الذين تلوثت يدهم بالدماء ليس لهم مكان الجيش السوري، إلا أن الكيان الانتقالي لابد أن يكون له سلطة الرئيس والحكومة والبرلمان”.
وأشار إلى أنه حتى الآن قدمت الحكومة ورقة من 8 مبادئ لا علاقة لها بالمرحلة الانتقالية في حين قدم وفد المعارضة ورقة مفصلة، أكدت الأمم المتحدة أنها إيجابية ومعتدلة، في حين أن ورقة المعارضة لا تمت بصلة لما جئنا لمناقشته.
ودعا علوش الولايات المتحدة ودول أوروبا بالقيام بدورها للضغط على روسيا لإقناع بشار الأسد بشأن مفاوضات جدية محذرا من تفاقم أزمة اللاجئين «خذوا بشار الأسد و1000 مجرم حرب، وبإمكاننا استعادة كل اللاجئين، المساعدات المالية ليست حلا».
على الجانب الآخر تردد أنباء حول إنزعاج أممي بتصريحات بشار الجعفري، التي قال فيها إن «الموافقة على هذه المبادئ ستفتح حواراً جاداً بقيادة سورية ومن دون تدخل أجنبي ومن دون شروط مسبقة»، في إشارة إلى الوسيط الأممي.
