الحكومة الكولومبية و«فارك» يعتبران أن السلام لم يهزم رغم فشل الاستفتاء

أكدت الحكومة الكولومبية، وحركة القوات الثورية الكولومبية «فارك»، اليوم الإثنين، أن السلام «لم يهزم»، رغم إلحاق الكولومببين أمس الأحد هزيمة كبيرة مفاجئة بحكومتهم حين صوتوا بغالبية بسيطة لصالح رفض اتفاق السلام التاريخي الذي أنهى نصف قرن من النزاع المسلح مع «فارك».

وقال تيموليون خيمينيز، زعيم «فارك» من هافانا حيث عقدت مفاوضات السلام لنحو أربع سنوات، «هذا لا يعني أن المعركة من أجل السلام قد ذهبت هدرا».

وبعد أن أقر باستعداده لـ«تعديل» اتفاق السلام المرفوض شعبيا، أكد أن «فارك» تبقى «وفية لما اتفق عليه»، وستبقي «على وقف إطلاق النار الثنائي والنهائي».

من جهته استدعى الرئيس خوان مانويل سانتوس، كافة الأحزاب السياسية إلى القصر الجمهوري، «للاستماع وفتح مساحات حوار وتقرير الطريق الذي يتعين سلوكه».

وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مبعوثه إلى كولومبيا إلى العاصمة الكوبية هافانا لإجراء محادثات. وقال، «لقد شاهدت نتائج استفتاء أمس. كنا نأمل في نتيجة مختلفة. وقد أرسلت مبعوثي الخاص جان إرنو، إلى هافانا ليواصل مشاوراته».

وتعتبر نتيجة الاستفتاء قفزة في المجهول بالنسبة لمستقبل كولومبيا. فقد أمضى الطرفان أربع سنوات يتفاوضان على اتفاق ثم عرضاه على المصادقة في استفتاء، لكن بدون إعداد خطة بديلة.

وفاز معسكر الرافضين بفارق 54 ألف صوت، ما أدى إلى تقدمهم بأقل من نصف نقطة، كما أعلنت السلطات الانتخابية.

وأقر الرئيس الكولومبي بالهزيمة في الاستفتاء قائلا في خطاب ملتفز، «لن أستسلم وسأواصل السعي إلى السلام».

وأشار إلى أن «الوقف النهائي لإطلاق النار والأعمال الحربية من الجانبين سيبقى قائما وساريا»، كما كان معمولا به منذ دخوله حيز التنفيذ في 29 أغسطس/ آب.

كما عرض رئيس وفد الحكومة إلى محادثات السلام أمبرتو دي لا كاييه، استقالته.

وصرح للصحفيين، «أتحمل وحدي مسؤولية أية أخطاء ارتكبت».

وقال، «نتيجة لذلك أبلغت الرئيس أنني أقدم عرضي بالاستقالة من منصبي رئيسا للوفد لأنني لن أكون عائقا أمام ما سيأتي تاليا».

وفي ردود الفعل، قالت واشنطن، إنها تدعم الرئيس الكولومبي في دعوته إلى حوار مع كافة القوى السياسية لإنهاء النزاع.

وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية، «بإمكان كولومبيا التعويل على دعم ثابت للولايات المتحدة في سعيها إلى سلام ديمقراطي للكولومبيين كافة».

وعبرت النروج الدولة الراعية لاتفاق السلام في كولومبيا الإثنين، عن «خيبة أملها الشديدة»، ودعت إلى «إنقاذ السلام». وقال وزير خارجيتها بورغ بريندي، «ليس هناك شك بأن أملنا خاب كثيرا».

من جهته عبر رئيس الإكوادور رافاييل كوريا، عن أمله في أن «ينتصر السلام» في نهاية المطاف، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، «دعمه الكامل» للرئيس الكولومبي، مشيدا «بشجاعته السياسية».

ورأى خبراء أن رفض اتفاق السلام بدد فرص أطراف النزاع السابقين للفوز بجائزة نوبل للسلام التي تمنح الجمعة في أوسلو.

  • نزاع دموي ..

كان مؤيدو الاتفاق يأملون في أن ينهي فعليا ما يعتبر آخر نزاع مسلح كبير في أمريكا اللاتينية.

لكن تصويت الأحد وجه ضربة قوية لسانتوس وللاتفاق الذي وقعه مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا.

وقارن المعلقون هذه النكسة بالنتيجة المفاجئة التي أحدثها قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران الماضي.

وصوت الكولومبيون بنسبة 50,21 بالمئة لصالح رفض الاتفاق، مقابل 49,78 بالمئة، بحسب النتائج التي نشرت إلكترونيا بعد فرز أكثر من 99,9 بالمئة من الأصوات. وكانت نسبة المشاركة متدنية وبلغت نحو 37%.

وكانت السلطات أعلنت سابقا، أن الأمطار الغزيرة أثرت على خروج بعض الناخبين للتصويت مع مرور الإعصار ماثيو فوق الكاريبي.

وسبق أن قال بعض ضحايا المتمردين، إنهم يدعمون الاتفاق، لكن استطلاعات الرأي لم تحتسب على ما يبدو بشكل جيد رغبة الكولومبيين في معاقبة «فارك».

وعبر معارضو الاتفاق عن غضبهم من التنازلات التي قدمت للمجموعة  المسلحة، وبينها العفو عن بعض أعضاء «فارك» الذين لم يرتكبوا جرائم كبرى مثل مجازر أو تعذيب أو اغتصاب.

وقال خوسيه غوميز، وهو متقاعد في السبعين من العمر، وصوت بـ«لا» في الاستفتاء، «من السخافة مكافأة هؤلاء المجرمين ومهربي المخدرات والقتلة الذين أدخلوا البلاد في كارثة في السنوات الخمسين الماضية».

من جهتها احتفلت مونيكا غونزاليس (36 عاما)، بالنتيجة في شمال بوغوتا ليل الأحد قائلة، إن «فارك» قتلت جدتها في 2011، وخطفت عددا من أقربائها.

وأضافت، «أؤيد إعطاء فرصة ثانية، لكنني لست مع الإفلات من العقاب».

  • أزمة سياسية ..

دعا زعيم حملة رافضي الاتفاق الرئيس السابق الفارو أوريبي، إلى «ميثاق وطني»، للعمل من أجل السلام. لكن من غير الواضح كيف يمكن المضي قدما الآن في جهود السلام.

وقال خورخي ريستريبو مدير مركز تحليل النزاعات «سيراك»، إن «الحقد إزاء فارك فاز بالتصويت».

وأضاف، «لقد غرقنا في أزمة سياسية عميقة مع عواقب اقتصادية وخيمة».

وعبر مؤيدو الاتفاق الذين كانوا يستعدون للاحتفال ليل الأحد في فندق بوسط بوغوتا، عن خيبة أملهم.

وقال أحد مؤيدي الـ«نعم» خورخيه سيفونتيس (55 عاما)، «لم يكن أحد مستعدا لهذا الأمر. ليس هناك خطة بديلة».

وأضاف، «لا نعلم ماذا سيحصل الآن، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الشروط التي منحت لفارك، كان لها أثر كبير ونسبة المشاركة المتدنية أيضا».

والاتفاق كان ينص على نزع أسلحة 5765 من متمردي «فارك»، وتحويل هذه المنظمة إلى مجموعة سياسية تتولى مقاعد في الكونجرس الكولومبي.

كما ينص الاتفاق على تعويضات للضحايا وإجراء محاكمات ووقف إنتاج المخدرات الذي كان يؤجج النزاع.

على مر العقود، أوقع النزاع أكثر من 260 ألف قتيل، و45 ألف مفقود، و6,9 ملايين نازح.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]