الحكومة اللبنانية في «عنق زجاجة المحاصصات»

في لحظة زمنية حرجة ـ بحسب الدوائر السياسية في بيروت ـ أصبح مصير تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عالقا في «عنق زجاجة المحاصصات»، بحسب تعبير المحلل السياسي ورئس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، وهو يرى أن البلد يتدحرج إلى المجهول، والإرتطام المدمر في قعر جهنم بات وشيكاً، وأهل الحكم يتلهون بلعبة الحكومة والوزارات، ويجهدون على حماية مصالحهم، وكأن إنهيار السقف فوق رؤوس الجميع، سيستثنيهم من نيران جهنم !.

لم يعد خافياً، رغم كل التكتم والغموض اللذين يحيطان بمحاولات حلحلة العقد الحكومية، أن المسألة عالقة في عنق زجاجة المحاصصات، حتى ولو أدى ذلك إلى إستمرار تعطيل تأليف الحكومة أشهراً طويلة، على غرار ما كان يحصل دائماً في السنوات العشر الأخيرة، حيث كانت الولادات الحكومية تستغرق ما بين ٧ و ١١ شهراً.

التحذيرات من الأوضاع الراهنة في لبنان، ومن السقوط في دوامة المجهول، لم تعد مجدية، ويشير المحلل السياسي «سلام» إلى أن أوضاع البلد تتدحرج بسرعة مخيفة إلى مستويات غير مسبوقة من التردي والإفلاس، وصلت إلى حد تهديد اللبنانيين بلقمة عيشهم، وبمصير عائلاتهم وأطفالهم، وضمائر المسؤولين في سبات عميق، لا توقظهم مبادرة فرنسية للإنقاذ الفوري والسريع، ولا تحرك عقولهم كل المناشدات الشقيقة والصديقة للإسراع في تأليف حكومة قادرة على التعاطي مع الدول المانحة، وجديرة بوضع البلد على سكة الإصلاح والإنقاذ.

تشكيل الحكومة يحتاج إلى «شبه معجزة»

ورغم غموض المشهد السياسي، وتعثر تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، يؤكد الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني،أنطوان غطاس صعب، أن هناك اتصالات تجري  بعيدة عن الأضواء ووسط كتمان شديد، بغية تشكيل الحكومة الأمر الذي بدا أنه يحتاج إلى شبه معجزة في ظل التعقيدات والعراقيل التي تحاصرها ، سيما من خلال التسابق على الحصص إضافة إلى الشروط والشروط المضادة مما يعيق الولادة الحكومية أمام هذه الأجواء الضبابية والتي ارتفع منسوبها في الأيام الماضية على خلفيات داخلية واقليمية ودولية عبر فرض العقوبات على النائب جبران باسيل، وبالتالي تعتبر هذه المسألة أيضاً رسالة إلى حزب الله ومن يدعمه من خارج الحدود.

لذا فإن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة ولكن ما هو شبه مؤكد أن الأمور لم تنضج بعد، بينما الواضح أن الاستياء الدولي سيكون له ارتدادات سلبية على مجمل الأوضاع اللبنانية.

تأثيرات إضافية خارجية

وإلى جانب «عقدة المحاصصات» السياسية الطائفية، فإن هناك تأثيرات إضافية خارجية على صعيد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة..من بينها:

  • أولا فإن المبادرة الفرنسية التي على أساسها تمّ تكليف الرئيس سعد الحريري،  بدا أنها خضعت لعملية فرملة في ظل ما يحيط بها من عوائق، وفي المقدمة عدم التزام القوى السياسية والحزبية والمرجعيات كافة بما تعهدوا به في قصر الصنوبر (مقر السفير الفرنسي في بيروت)، خلال لقائهم بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
  • إضافة إلى الأحداث والأعمال الإرهابية التي تعرضت لها باريس ومدن أوروبية أخرى مما سلط الأضواء على هذه الأحداث التي تعتبر أولوية على الصعيد الفرنسي والأوروبي والمجتمع الدولي بشكل عام.
  • والعقوبات الأمريكية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قد احدثت ارباكا قويا لدى رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي في هذا الظرف بالذات، لأن توقيتها تزامن مع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، ما وضع هذا الفريق أمام خيارين للرد ومواجهة هذه العاصفة القوية التي استهدفت أقرب المقربين للرئيس ميشال عون..وبصرف النظر عن شرعية أو لا شرعية عقوبات تسنها دولة ضد افراد في دولة أخرى، ضاربة بعرض الحائط كل مندرجات العدالة الدولية، او القانون الدولي، فإن الحدث المتعلق بباسيل، له أبعادااخرى، تتجاوز هذه النقطة، الى ما هو أبعد، ويتعلق بمستقبل التوازنات اللبنانية، وبمستقبل التمثيل السياسي والحزبي في الوسط المسيحي.
  • وكان للإستحقاق الرئاسي الأمريكي دوره المفصلي في خطف الأضواء وبعدما أضحى هذا الحدث هو الطاغي أمريكياً ودولياً، وبمعنى آخر لم يعد الإهتمام الفرنسي والدولي على الملف اللبناني كما كانت الحال خلال الزيارتين اللتين قام بهما ماكرون إلى لبنان لجملة ظروف واعتبارات.

 

«عتب» واستياء فرنسي بسبب تلكؤ تشكيل الحكومة

والمعلومات الواردة من جهات سياسية فاعلة، بحسب تأكيد «أنطوان صعب»، فإن المبادرة الفرنسية مستمرة ولكن ليس على الوتيرة عينها وهذا ما يكشفه أحد النواب السابقين الذي له علاقات وصداقات مع مسؤولين فرنسيين وينقل عنهم بأن ثمة عتباً واستياءً عارماً على تلكؤ المسؤولين في تأليف الحكومة وهذا لن يساعد في أي إصلاح أو ينقذ لبنان بل من شأنه أن يفاقم الأمور ويعيدها إلى المربع الأول قبل زيارتي ماكرون إلى بيروت واطلاق مبادرته التي حظيت بإجماع دولي وعربي .

ترقب مواقف دولية حاسمة برفع الغطاء عن المسؤولين

ولكن في لبنان ثمة من يعمل على عرقلة المبادرة الفرنسية، والدلالة التأخير في تشكيل الحكومة، وهذا وفق المعلومات سيؤدي إلى رفع الغطاء الدولي عن الكثير من المسؤولين، وإذا استمرت الأمور على ما هو عليه سيكون هناك مواقف دولية حاسمة تجاه هؤلاء المسؤولين الذين تنصلوا من كل تعهداتهم أمام الرئيس الفرنسي وهذا ما سيؤثر على الوضع اللبناني وتحديداً الشأن الإقتصادي الذي يزداد تدهوراً و قد يتجه إلى ما هو أخطر مما هو عليه في حال لم تتشكل الحكومة في أقرب وقت ممكن.بحسيب تقديرات صحيفة اللواء اللبنانية.

وبالتالي فإن المؤشرات تصب في خانة التصعيد السياسي الداخلي وكذلك مواصلة المجتمع الدولي في اتخاذ المزيد من الإجراءات والخطوات بحق مسؤولين لبنانيين على خلفية سياسية وأمنية ومالية.

 ولكن .. في المقابل لم يستوعب أهل الحل والربط دروس وعبر العقوبات الجدية، والانصراف إلى التصرف بما يمليه عليهم الواجب الوطني، والشعور بالمسؤولية، في الإسراع بتأليف الحكومة، وتفكيك العقد التي حالت حتى الآن دون ولادة الحكومة، وتحصين البلد من الإهتزازات المقبلة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]