الحكومة المغربية: بان كي مون أثار غضب شعب بكامله
رد عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، اليوم الخميس، على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي انتقد المسيرات الاحتجاجية التي سارت في المغرب ضده، داعيًا إياه إلى «الاعتراف بحق الشعوب في التعبير عن رأيها»، وقال خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، إن بان «وهو يتفوه بما تفوه به، سواء انتبه أو لم ينتبه، أثار غضب شعب بكامله، وهو يترأس مؤسسة تنتظم فيها الشعوب والأمم، وأقل شيء هو أن يحرص على عدم إثارة غضب الشعوب بهذه الطريقة، وأن يعترف للشعوب بحق التعبير عن رأيها».
ونزل مئات آلاف الأشخاص الأحد الماضي، إلى شوارع الرباط، رافعين لافتات منددة «بغياب حياد» الأمين العام في ملف الصحراء الغربية، وجاءت المسيرات احتجاجًا على تصريح بان كي مون، خلال زيارة قام بها إلى مخيم للاجئين من الصحرء الغربية في تندوف بالجزائر، بأنه يتفهم «غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه».
كما تظاهر الآلاف عصر الثلاثاء الماضي، قرب مقر بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) في مدينة العيون، كبرى محافظات الصحراء الغربية، بينما عبر بان كي مون، الإثنين الماضي، عن غضبه إزاء المسيرات التي اعتبرها «مهينة» له، وللأمم المتحدة.
وسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية في نوفمبر/تشرين الثاني 1975، بعد انتهاء الاستعمار الإسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح بينه وبين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «بوليساريو»، استمر حتى 1991.
وتنشر الأمم المتحدة بعثة تابعة لها في المنطقة منذ 1991، لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتقترح الرباط حكمًا ذاتيًا واسعًا تحت سيادتها لهذه المنطقة الشاسعة، التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة على الأقل، بينما تطالب بوليساريو المدعومة من الجزائر بالاستقلال.
وطالب بن كيران، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء المغربية الرسمية، الأمين العام للمنظمة الدولية بـ«أن يوجه جهوده لحل المشكلة من الجانب الآخر»، معتبرًا، أن على «إخواننا الجزائريين، هداهم الله، أن يرجعوا إلى الصواب».
وأضاف، «نؤكد تمسكنا بحقنا في صحرائنا وحقنا الطبيعي والحق في حماية أبنائنا الموجودين بهذه المناطق واسترجاع أبنائنا الذين يوجدون تحت الهيمنة الجزائرية».
ومنذ ادلاء بان كي مون بتصريحاته، يقوم المغرب بحملة منتنظمة ضده، وأعلنت الرباط، في إطار هذه الحملة، «تقليصًا ملموسًا» لمساهمتها المدنية في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، مع بحث احتمال سحب العسكريين المغربيين من قوات حفظ السلام الدولية التي تشارك بها.
ويجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، في محاولة لإزالة «سوء التفاهم» بين الأمم المتحدة، والحكومة المغربية، حول الصحراء الغربية، حسب ما أعلن رئيس المجلس السفير الأنغولي إسماعيل غاسبار مارتنز.
