الحكومة سريعا أو «مؤتمر تأسيسي».. كل المفاجآت واردة داخل المشهد اللبناني

يبدو أن لبنان يقف على فوهة بركان، يختلط وربما «يتناطح» فيه ما هو محلي وإقليمي ودولي، بينما خارج دوائر الصراع المكتوم، يترقب اللبنانيون مصير «السراي» وكيف ومتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة، وما هي هوية الحكومة الجديدة، سياسية مستقلة أم حكومة وحدة وطنية.. وباتت التساؤلات الحائرة والقلقة، ترفع من درجة حرار البركان، بحسب تعبير الدوائر السياسية في بيروت !!

 

الحكومة قبل مطلع الشهر المقبل

يتردد داخل تلك الدوائر، أن للقاء الذي انعقد في عين التينة  قبل استقالة رئيس الحكومة حسان دياب ،بين حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر ، أكد على  مسألتين ثابتتين: لا انتخابات نيابية مبكرة.. ولا تقصير لولاية المجلس النيابي الحالي، حتى ولو أدى ذلك الى «موت حكومة».. وكشفت مصادر حزبية مطلعة، لصحيفة «الأخبار»  اللبنانية، أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ، وفي اللقاء الذي ضمه والوزير السابق جبران باسيل، والوزير السابق علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله  حسن خليل، «خبط على صدره» قائلا: إن الحكومة يمكن أن تتشكّل قبل مطلع الشهر المقبل، وقبل عودة الرئيس الفرنسي الى لبنان .. ويبدو أن رئيس مجلس النواب، قد أجرى التنسيق المسبق اللازم مع كل الأطراف السياسية في هذا الشأن، خصوصاً الحريري وجنبلاط.

تنسيق مصري ـ فرنسي

ومن الواضح أن هناك تحركا عربيا فرنسيا أمريكيا، على مسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة..ويرى مراقبون في بيروت، أن زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حملت الكثير من المؤشرات والدلالات، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، منير الربيع، وأن الموقف المصري يتطابق مع الموقف الفرنسي، خاصة وأن هناك اهتماما مشتركا بين البلدين، من الاتفاق مع اليونان وقبرص، إلى ليبيا وكذلك في لبنان.

والالتقاء الاستراتيجي بين مصر وفرنسا، ركيزته منع تركيا من تعزيز نفوذها وحضورها في بيروت ، بعدما زارها الوفد التركي الذي ضم نائب أردوغان ووزير خارجيته.. ولذلك فإن مضمون موقف سامح شكري، ولقاءاته، يلتقي إلى حدّ بعيد مع الطرح الفرنسي: التشديد على الاستعداد للمساعدة في إعادة إعمار المرفأ، إضافة إلى ضرورة إجراء إصلاحات مقبولة تقوم بها حكومة جديدة وفاعلة.

كل المفاجآت واردة

ومن قراءة المشهد السياسي اللبناني وتعقيداته و«مفاجآته»، فإن كل المفاجآت واردة.. وحتى الآن لا أحد يقدر على تحديد موعد ولادة الحكومة الجديدة، والكلام عن قرب تشكيلها هدفه ضخ أجواء إيجابية، وناجم عن ضغوط دولية حول وجوب الإسراع بعملية التشكيل، لبدء العمل الجدي على أكثر من مسار، وربما قد تصح التقديرات الإيجابية حول توافق سريع على تشكيل الحكومة، لكن هناك من يرى داخل الدوائر السياسية اللبنانية، أن لا حديث في شكل الحكومة وتفاصيلها قبل معرفة حقيقة الموقف الأمريكي، المرتبط بما يتحقق في موضوع ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وإذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، قد أخذ على عاتقه استكمال البحث عن تسوية لبنانية، فإن بعض المعطيات تفيد أنه حصل على ضوء أخضر أمريكي، فيما تفيد معطيات أخرى أن واشنطن أفسحت في المجال إلى حدود معينة، وبعدها هي التي ستدير العملية، إذا ما نجحت باريس في تحقيق خروقات.

 

«مؤتمر تأسيسي»

وتشير معلومات، إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تواصل مساء الإثنين مع الرئيس اللبناني ميشال عون ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتم الاتفاق على التعجيل في عملية تشكيل حكومة تنجز الإصلاحات وتشرف على إعادة الإعمار، وتعدّ لانتخابات نيابية، وسط توجه لإجرائها على أساس القانون الحالي، لتجنب الخلافات بين الكتل.

وفي نفس السياق، هناك بحث جدّي في عقد جلسات حوار وطني «مؤتمر تأسيسي».. برعاية دولية، للبحث بملفات كثيرة عالقة: الاستراتيجية الدفاعية، المعابر مع سوريا، مراقبة المطار والمرافئ الأخرى، وغيره.

عقبات منها المحلي والعربي والإقليمي والدولي

وأصبح السؤال «الكبير» المعلق بتطورات الأوضاع في لبنان: هل ستنجح المبادرة الفرنسية بتشكيل «حكومة وحدة وطنية»  في حل الأزمة الراهنة ؟! وهل يستطع الفرنسيون بالرغم من جهودهم الهائلة على كافة المستويات تخطي بعض العراقيل التي تساهم في تعثر المبادرة أو المساعي الفرنسية؟!

هذه العراقيل والعقبات منها المحلي والعربي والإقليمي والدولي، بحسب المحلل السياسي اللبناني، على منتش.

أولاً وعلى الصعيد الداخلي، في عرقلة المساعي الفرنسية، نجد بالرغم من التقارب الكبير بين الحراك الشعبي والفرنسيين واستقبال المنتفضين للرئيس ايمانويل ماكرون غير انهم ليسوا من مؤيدي حكومة الوحدة الوطنية التي تؤيدها باريس، وهذا ما يؤدي يوميا الى تحركات شعبية معارضة في الشارع.

كما أن هناك قوى سياسية حليفة للفرنسيين تعارض بشدة هذا التوجه وعلى رأسها القوات والكتائب.

ثانيا: العامل الاقليمي..حتى اللحظة لا يبدو أن باريس استطاعت اقناع دول عربية خليجية بجدوى التسوية مع «حزب الله»، أو اقله التعايش معه ضمن الصيغ القديمة..وحتى اللحظة ليس في وارد القبول أو اعطاء الضوء الأخضر لرئيس الحكومة السابق، سعد الحريري بالعودة الى رئاسة حكومة يتمثل فيها «حزب الله».

ثالثا المشاكل الدولية، اذ  أن فرنسا تعاني من مشكلتين دوليتين، الأولى مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكية، التي أعطت الفرنسيين ضوءًا اخضر للتحرك وبدء مبادرة في لبنان،  لكنهم لم يوافقوا بعد على أن تقوم فرنسا ذاتها بهذه التسوية، إذ أن واشنطن لم توافق بعد على فكرة حكومة الوحدة الوطنية، وهي معنية أكثر من أي وقت مضى في قضايا أساسية مثل ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان !

أما العقبة الدولية الثانية فهي عقبة روسية، إذ أن موسكو، وإن لم تتحدث بذلك علنا بعد، غير أنها متحسسة جدا من الدور الفرنسي المستجد في لبنان، وترغب في تحجيمه وستسعى الى تقويضه تدريجيا من خلال دعم توجهات «حزب الله» في المحافل الدولية بشكل نسبي.

 

وهكذا..تتداخل المعطيات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية..مما ينبىء بأن كل المفاجآت واردة داخل المشهد اللبناني !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]