الحلبية فايا يونان.. من يوتيوب إلى دار الأوبرا المصرية
مع نهاية العام 2014، وفي غمار الأزمات التي تعانيها المنطقة العربية حتى الآن، أطلت السورية فايا يونان، ذات الـ22 ربيعا، للمرة الأولى على الجمهور العربي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديو كليب لبلادي، بمشاركة شقيقتها ريحان، والذي تناول الأزمات الإنسانية التي تمر بها المنطقة، ليتجاوز المليون مشاهدة على موقع اليوتيوب في أيامه الأولى.
وتعرف فايا نفسها للجمهور في حوار سابق فتقول «أنا فتاة سورية عمري 22 عام بدأت الغناء منذ الطفولة كهواية عاشت معي في وجداني، خاصة مع غنائي طوال الوقت في المنزل ولم أفكر للحظة أنه سيصبح مستقبلي أو مهنتي فأنا درست ادارة الأعمال والاقتصاد ولكنني لم أستطع الهروب من الموسيقى فبدأت أعمل أكثر على قناتي باليوتيوب التي عملت عليها لمدة تجاوزت العامين».
بعد عامين على الكليب الأول، تستعد فايا، لحفلها الأول في القاهرة، حيث تقف غدا الثلاثاء أمام الجمهور الذي لم يلتقيها إلا من خلال شاشات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وذلك على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ثم تنطلق إلى الإسكندرية لتحيى حفلها الثاني يوم الخميس المقبل، على مسرح مكتبة الإسكندرية.
وقامت فايا منذ وصولها للقاهرة بعمل بروفات مكثفة استعدادًا للحفل وكشفت عن رغبتها لزيارة الأهرامات والمتحف المصري بعد أن قامت بزيارة سريعة إلى شارع المعز وخان الخليلي واشترت بعض الحلي الفرعونية التي أبهرتها، حسب ما ذكرت صحيفة المصري اليوم المحلية.
ونشرت يونان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صورا للبروفات التي تعمل عليها، من أجل حفل الغد، وقالت في تغريدة لها «في زيارتي الأولى إلى مصر وطلعت أم الدنيا بجد، من النيل وبعد تمرينات اليوم مع الموسيقيين الرائعين، محمّسة كتير للقاء الأحبة بالقاهرة بدار الأوبرا يوم الثلاثاء».
كما أعلنت فايا أنها جهزت مجموعة من الأغاني الرحبانية والفيروزيات والتراثيات الشامية، مع بعض الأغاني الخاصة بها، إلى جانب بعض الأغاني المصرية للفنان سيد درويش، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأشارت إلى وجودة مفاجأة خاصة للجمهور المصري.
بعد أن غنت فايا للسيدة فيروز، حيث يعتبرها الكثيرون من عشاقها في العالم الافتراضي، أحد أهم الأصوات التي غنت لفيروز، أطلقت أغنتيها الأولى، أحب يديك، وقد لجأت لحيلة زكية لتمويل مشروعها الفني، دون التقييد بمعايير المنتجين.
وأوضحت فايا في حديث سابق لها أنه «سيتم عبر التمويل الجماعي أو “Crowd Funding” وهي طريقة يتبعونها في الغرب خصوصاً في أمريكا، حيث يقوم الجمهور بتمويل عمل الفنان، إذ يعلن عن عمله ويطلب مبلغاً معيناً من المال، ويتمّ التبرّع من قبل الفانز والأصدقاء والعائلة، بدءاً من دولار واحد وما فوق، إذ إن مشاركة الجمهور بتمويل بالفن هو أمر ضروري جداً خصوصاً أن الفن غذاء الروح، فجزء كبير من الإنحطاط الفكري سببه ما نسمعه، لأن الموسيقى التي نسمعها لا تشبهنا.
انطلقنا بالحملة في 20 مارس/آذار، ولغاية الآن الدعم قوي جداً، وأسعى للوصول إلى مبلغ 25 ألف دولار لتكاليف التصوير والتسجيل».
وترى الجميلة الحلبية، أنه كما يتم التبرع من أجل قضايا إنسانية، من الضروري أيضاً تمويل الفن، لأننا بحاجة إلى نهضة بالفن، ونحن مستقلين بالدور الذي يستطيع أن يلعبه الفن، والمبلغ المطلوب ليس خيالياً، وكل إنسان حسب قدرته، فمن لا يستطيع المشاركة مادياً يقوم بمشاركة الرابط على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك العديد من الناس يقومون بدعم الحملة معنوياً ومادياً وهذا أمر يفرحني كثيراً.
يذكر أن فايا يونان ولدت في حلب بسوريا وهاجرت مع أسرتها إلى السويد عام 2003، ودرست إدارة الأعمال في جامعة جامعة جلاسكو في بريطانيا، كما عملت كناشطة في مجال حقوق الإنسان والمساعدة الاجتماعية عبر منظمة الصليب الأحمر بالسويد.
