«الخائن والعدم» يكشف كواليس صعود ماكرون إلى كرسي الرئاسة

صدر في العاصمة الفرنسية «باريس»، كتاب «الخائن والعدم  Le Traitre et le Néant » من إصدارات دار «فايارد» الباريسية للنشر، ويعرض تقييما نقديا لفترة ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون داخل قصر الإليزيه..

ويعتمد الكتاب الجديد في تحقيقاته – المدونة في أكثر من 600 صفحة – على شهادات 110 مسؤولين معروفين في الوسط السياسي الفرنسي والدائرة المقربة من الرئيس ماكرون قبل وبعد  دخول قصر الرئاسة الفرنسية «الإليزيه»، وبصراحة مطلقة.

كواليس صعود إيمانويل ماكرون إلى كرسي الرئاسة

ويشير مؤلفا الكتاب ـ  المراسلان الرئيسيان لصحيفة «لوموند» الفرنسية، جيرار دافيت وفابريس لوم ـ  إلى أن الكتاب لا يعتبر «محاكمة»، لكنه يكشف كواليس صعود إيمانويل ماكرون إلى كرسي الرئاسة والفراغ الأيديولوجي الذي تعانيه حركة «إلى الأمام».

خيانة والده الروحي الرئيس «هولاند»

يذكر الكتاب في الجزء الأول منه أن الماكرونية (نسبة إلى ماكرون) ولدت من الخيانة لرسم مسارها، إذ كان على ماكرون قتل والده الروحي فرانسوا هولاند ليصبح رئيس الجمهورية الجديد.

ويشير الكتاب إلى أن «هولاند» هو الذي منح ماكرون الفرصة بتعيينه نائبا للأمين العام في قصر الإليزيه عام 2012، ثم وزيرا للاقتصاد عام 2014. أو كما وصفه وزير الاقتصاد والمالية السابق، بيير موسكوفيشي، في شهادته « لم يخن اليسار، بل قتل رئيسا وضع نفسه في وضع مميت»

  • ويقول هولاند: «لقد استخدم (ماكرون) منصبه نائبا للأمين العام لبناء شبكة واسعة مكونة من رجال الأعمال والمشاهير، وهذا الأمر فتح أمامه كل الاحتمالات.. إنه خائن.. لقد خانني بشكل منهجي».

وأكد الكتاب هذه المنهجية إذ أحاط إيمانويل ماكرون نفسه برجال أعمال مؤثرين وأثرياء، مثل هنري هيرمان وكلود بيردريل..ويذكر رفيق دربه المحامي، جان ميشال درويس، أن ماكرون أخبره أنه يريد أن يكسب المال ليصبح ثريا قبل ولوج عالم السياسة.

ويوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلن ماكرون ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل رسمي، قبل أسبوعين من إعلان هولاند عدم رغبته في الترشح لمرة ثانية.

  • من جهته، دافع وزير الداخلية السابق كريستوف كاستانير عن الرئيس ماكرون، مشيرا إلى أن ما حدث لا يعتبر خيانة لأن ماكرون حرص على أن يكون بديلا سياسيا محتملا لليسار، لأنه بخلاف ذلك سيكون فرانسوا فيلون رئيس الجمهورية.

اتهامات وشبهات رشوة

وتعود إحدى أهم الشهادات التي يتضمنها الكتاب إلى عضو الجمعية الفرنسية عن حزب الجمهوريين أوليفييه مارليكس الذي أشار إلى وجود اتهامات وشبهات رشوة تحوم حول صفقة بيع المجموعة الصناعية الفرنسية «ألستروم» إلى شركة «جنرال إلكتريك» الأمريكية التي تمت عندما كان ماكرون وزيرا للاقتصاد.

  • كما يتضمن الكتاب شهادة رئيس الأركان السابق في القوات المسلحة الفرنسية فيليب دوفيلييه الذي قال إن الرئيس الفرنسي ماكرون حاول شراء سكوته ووعده بمنصب أفضل وتقاعد مريح.

وهي محاولة صريحة للرشوة، اعتبرها دوفيلييه تجاوزا صارخا لكل الخطوط الحمراء ورد عليه قائلا: «لقد اتخذت قراري، ونحن عائلة من الفرسان الفرنسيين وما تقترحه إهانة لي»، ثمّ قدم على إثرها استقالته يوم 19 يوليو/تموز 2017.

كما يسلط رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور، الضوء على تمويل الحملة الانتخابية لماكرون الذي لم يكن يملك شيئا حينها على عكس التشكيلات السياسية الأخرى، قائلا «نحن نعلم أن هناك من قدم المال لتمويل حملة باهظة الثمن. هناك أشخاص يدركون جيدا أين تتوجه مصالحهم».

ماكرون بدأ سرا تأسيس حركة «إلى الأمام»

«هذه الانتخابات تستحق الأفضل، عودة ساركوزي وهولاند غير ممكنة، أريد التفكير في أشكال جديدة من الانخراط.. أريد تأسيس حركة وليس حزبا»، هذا ما قاله إيمانويل ماكرون لدائرته المقربة المكونة آنذاك من أدريان تاكي، وزير الدولة لشؤون حماية الطفل، وإسماعيل إيميليان، مستشار اتصالات ماكرون وأحد مؤسسي حركة «إلى الأمام» وآخرين.

وبدأت المجموعة في التحدث عبر تطبيق «تليغرام» بشكل سري، وهو ما أكده غييوم لييجيه المؤسس المشارك لشركة «لييجيه مولر بون» الناشئة في الإستراتيجية الانتخابية، قائلا: «كان سريا عن عمد حتى لا يكتشف هولاند ذلك..كنا نعرف ما نفعل حتى لو لم يتم إضفاء الطابع الرسمي لذلك بعد»

وعن اسم الحركة «إلى الأما En Marche » يقول تاكي إنه أدرك في ما بعد أن الاسم أخذ من الأحرف الأولى (بالفرنسية) من اسم ماكرون (Emmanuel Macron).

  • ويقول الصحفيان الفرنسيان، مؤلفَا الكتاب، إن اسم الحركة اختير في الأخير بمباركة من بريجيت ماكرون التي كانت تدعم وتحضر معظم اللقاءات.

بريجيت زوجة ماكرون كانت داعمة له

ماكرون لا يترك شيئا للصدفة بالفعل ويولي اهتماما فائقا لصورته، حتى اعتبره بعضهم كينيدي العصر الحديث مع ابتسامته المدروسة المليمترية وخطابه الهجومي. لكن الجانب الوحيد الذي لم يتمكن ماكرون من التنبؤ به هو الإشاعة التي استهدفت ميوله الجنسي مع رئيس راديو فرنسا، ماثيو جاليت، ربيع عام 2016، بحسب ما ورد في الكتاب.

  • والغريب أن هذه الإشاعة خدمت إيمانويل ماكرون في حملته الانتخابية عندما قرر الحديث عنها علنا وأشار إلى أنه رجل لا يحتمل الأكاذيب ويتذكر قوة علاقته الزوجية قائلا: «إنه أمر غير سار لبريجيت التي تشاركني تفاصيل حياتي، من المساء إلى الصباح».

إلا أن اتهام ألكسندر بنعلا بالاعتداء على زوجين خلال مظاهرات عام 2018 واستخدام جوازات سفر مزورة شكلت فضيحة وحرجا كبيرا لماكرون الذي يكره التجسس على كواليس سلطته. وبالتالي، كان يجب العثور على كبش فداء مثالي، وهو محافظ شرطة باريس آنذاك، ميشيل دلبوش، بحسب مؤلفَي الكتاب.

جمهورية ضعيفة..«عذراء وغير ناضجة».

ويبدو أن شهادات الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، كانت سخية في هذا الكتاب؛ إذ نراه يتحدث عن ماكرون في أجزاء عديدة منه، حيث ذكر أن الرئيس الفرنسي «لا يحب السياسة ويجهلها» وأنه «شخصية حالمة تمثل نفسها فقط».

ويصف هولاند حكومة ماكرون بأنها «عذراء وغير ناضجة». ويشاركه سلفه ساركوزي الرأي ذاته إذ قال إن ماكرون «سيسقط»، بحسب شهادة وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي.

  • من جهته، أشار السكرتير العام لقصر الإليزيه، أليسكي كوهلر، إلى أنه كان من المبكر تولي ماكرون رئاسة الجمهورية «لديه حاشية شابة لم تعرف سوى النجاح ولديها نظرة ازدراء كبيرة.. واليوم، يصطدمون بالواقع».

ماكرون «قضى بالكامل على الفريق الذي أوصله إلى السلطة

ويعتبر، وزير الزراعة الاشتراكي السابق، ستيفان لو فول، أن ماكرون ينتهج سياسة ليبرالية ويتحدث عن «العالم الجديد» لكن بوصفات تقليدية وبدون أي تدابير مبتكرة، فعلى سبيل المثال، يرى أن إزالة قوى الأمن الداخلي وإلغاء ضريبة السكن من الأمور الأساسية في البلاد، ولا يختلف إصلاح التأمين ضد البطالة عما قدمه جاك شيراك من قبل.

وبالنسبة لصراعات الإليزيه الداخلية، قال جوليان دراي – أحد رعاة ماكرون السياسيين – إن ماكرون «قضى بالكامل على الفريق الذي أوصله إلى السلطة عام 2017، إذ غادروا واحدا تلو الآخر..يطردهم بهدوء ومنهجية حتى لا يتحولوا إلى معارضين له».

حتى أن الكاتب والسياسي إريك أورسينا، شبه الرئيس الفرنسي بـ «نابليون» وحكومته بـ «الجيش العظيم».

  • ويتزامن موعد إصدار كتاب «الخائن والعدم» قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، وهي مسألة طرحها الصحفيان – جيرار دافيت وفابريس لوم – على الأشخاص الذين أدلوا بشهاداتهم في المؤلف.

 

عندما يغادر ماكرون «الإليزيه».. ستنتهي الماكرونية

ويقول رئيس الوزراء الاشتراكي السابق، مانويل فالس، في شهادته، إن ماكرون يتمتع بروح القيادة، إلا أن حزبه لا يمتلك قاعدة محلية أو أيديولوجية خاصة به ،إنه عبارة عن قوقعة فارغة وغير موجودة».

ويضيف إلى ذلك رئيس المجموعة الاشتراكية في مجلس الشيوخ باتريك كانيه: «عندما يغادر ماكرون، ستنتهي الماكرونية، لأنها لا تملك عمودا فقريا أيديولوجيا أو تاريخا».

وعود لم تنفذ

كما يذكر الكتاب في آخر صفحاته أنه في صيف عام 2021، تمكن ماكرون من تنفيذ 86 وعدا فقط من أصل 401. من الواضح أن تفشي الوباء أعاق تنفيذ جميع الوعود الرئاسية، ولكن بالنسبة للمرشح الذي وعد بإحداث «ثورة» في برنامجه الانتخابي قبل 4 سنوات، نحن بعيدون جدا عن تحقيق ذلك.

  • يذكر أنه صدر كتاب عن الرئيس الفرنسي السابق، فرونسوا هولاند، تحت عنوان «الرئيس لا يجب أن يتكلم هكذا» ..وكتاب الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، تحت عنوان «ساركو قتلني».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]