يراود الأمل الآلاف من الخريجين والخريجات في قطاع غزة، أن تكون الانتخابات الفلسطينية مدخلا لحل مشاكلهم وإيجاد فرص عمل لهم، خاصة أن العديد منهم يعملون في مهن مغايرة لتخصصاتهم العلمية، كما حدث مع الفتيات الأربع اللواتي يعملن في مجال بيع المعجنات والحلويات بقطاع غزة.
فالشابة الغزاوية “رِواء” لم تتوقع يومًا أن تعمل في مجال بيع المعجنات والحلويات بعد أن حصلت على شهادة جامعية في تخصص العلاقات العامة والتسويق، لكن ظروف الحاجة لإعالة نفسها وعائلتها دفعتها مع ثلاث خريجات جامعيات أخريات لافتتاح هذا المشروع بجهد جماعي وصعوبات كبيرة للتغلب على واقع البطالة وندرة فرص العمل داخل القطاع.
والتقت قناة “الغد”، أربع خريجات جامعيات من غزة دفعهن غياب فرص العمل والحاجة لإعالة أنفسهن وعائلاتهن لافتتاح مشروع لصناعة المعجنات الحلويات بما لا يتناسب مع تخصصاتهنَ الجامعية.
العمل في غير التخصص
وعن فكرة هذا المشروع قالت ريهام أبو ميري ( 24 عاما) خريجة جامعة فلسطين تخصص مساعد قانوني: “نحن منذ أن تخرجنا لم نجد عملا وواجهنا صعوبات كثيرة، ولكن بعد تفكير خطرت لنا فكرة مشروع المعجنات و الحلويات، رغم أنه بعيد عن تخصصاتنا إلا أننا وجدناه عملا مناسبا في ظل هذه الظروف”.
وأوضحت ريهام أن هذا العمل هو دافع لتحطيم نظرة المجتمع حول أن الفتيات لا يمكنهن القيام بمثل هذه الأعمال وأنه فقط للشباب، فهذه فرصة للجميع ألا يقف عند حدود معينة إذا لم يجد عمل في تخصصه، ونأمل أن تكون هناك لنا فرصة لكل الخريجين للعمل في مجالاتهم في ظل الحديث عن إجراء الانتخابات “.
وحول الأسباب التي دفعت الخريجة الجامعية رِواء أبو ميري ( 22 عاما) تخصص علاقات عامة وتسويق، أن تعمل في مجال بيع المعجنات والحلويات قالت: “الأوضاع في قطاع غزه صعبة جدا، نحن كخريجات لم نجد عملا بالمطلق في مجالنا التخصصي، لذا لجأنا لعمل بديل وهو صناعة الحلويات، كي نستطيع أن نحارب البطالة ونقف على أقدامنا وأن نوصل رسالة للجميع بأن الفتيات قادرات على العمل “.
وتعمل الفتيات الخريجات لساعات طويلة داخل مطبخ مشروعهن الفردي لصناعةِ الفطائر والحلويات رغم حصولهنَ على شهادات جامعية بتخصصات مختلفة في مجالات القانون واللغة الإنجليزية وهندسة البرمجيات.
الانتخابات مخرجًا
لكن نجاحهنَ في التجربة وتجاوزهنَ للنظرةِ لذكوريةِ في المجتمع لم يلغ تطلعاتهن للانتخابات التشريعية المرتقبة كمخرج لتجاوز أوضاعهنِ الاقتصادية والنفسية التي خلفها الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي منذ أربعة عشر عاما.
وقالت الخريجة لينا تمراز: “أتمنى من الانتخابات المقبلة أن توفر لنا فرصة عمل، ولا نريد أن تذهب دراستنا هباء نريد العمل في مجال تخصصنا، وهذا عمل مؤقت حتى نجد ما يناسبنا، ونحن مجموعه من الشابات خريجات من تخصصات مختلفة”.
تطلعات شابة لمستقبل حياة أفضل في غزة على أمل أن تلبيها البرامج الانتخابية للمرشحين الفلسطينيين في الانتخابات المرتقبة.
ويرجع السبب الأساسي في ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الشباب هو غياب التوظيف الحكومي الرسمي منذ عدة سنوات نتيجة الانقسام، وهذا ما أدى الى تكدس أعداد الشباب الخريجين دون وظيفة.
وبين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن فئة الشباب الذين يحملون مؤهلا علميا متوسطا فأعلي الأكثر معاناة من البطالة، وبين أن 52% معدل البطالة بين الشباب (19-29) سنة الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى، بواقع 68% للإناث مقابل 35% بين الذكور.
أما على صعيد العمل في القطاع الخاص فإننا نلاحظ التراجع الكبير، فنجد أن هناك انخفاض نسبة العاملين بأجر في القطاع الخاص إلى 72% مقابل 81% نتيجة انخفاض الأجر الشهري الذي يتقاضونه عن الحد الأدنى للأجور حيث يصل معدل الأجر الشهري في غزة 671 شيكل، نحو 200 دولار.
