موجة توتر معلنة آخذة في التصاعد بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية برئاسة اليميني نفتالي بينيت.. ومع هذه الموجة تساءلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” “هل اقتربت نهاية شهر العسل بين بايدن وبينيت؟”.
الصحيفة العبرية أرجعت هذا التوتر إلى عدة نقاط، أولاها رفض إدارة بايدن التوسع في الاستيطان بالضفة الغربية، وهو ما جاء في رسالة احتجاج قوية من جانب القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى تل أبيب.
ومن بين هذه الأسباب كذلك، قرار وزير الدفاع الإسرائيلي تصنيف إسرائيل 6 مؤسسات مدنية فلسطينية كـ “منظمات إرهابية”.
هذا القرار الإسرائيلي الذي واجه انتقادات أممية وحقوقية، تسبب كذلك في استياء أمريكي نتيجة عدم إبلاغ واشنطن به مسبقا، وهو ما تحاول تل أبيب نفيه حتى الآن.
وثمة سبب آخر للتوتر الأمريكي الإسرائيلي بحسب “يديعوت أحرنوت”، يكمن في عزم إدارة بايدن إعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة للفلسطينيين، بعدما أغلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019.
وقد يعود تفاقم الخلافات بين الجانبين بالأساس إلى نقد اليسار التقدمي بالحزب الديمقراطي لسياسات إسرائيل تجاه فلسطين، وهو ما يطرح تساؤلات عن أسباب اختلاف معادلة بايدن – بينيت عن سابقتها معادلة ترامب – نتنياهو.
في السياق، قال كامل الحواش – رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، إن الوضع الفلسطيني يسير من سيئ إلي أسوأ، موضحا أن الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بإيجاد حل للقضية الفلسطينية ترى أنه لن يكون ممكنا خلال الأشهر أو السنوات المقبلة، بمعنى أنه ليس على قائمة أولويات الإدارة الحالية.
وأوضح أن الإدارة الحالية فقط تحاول احتواء الموقف والعودة إلي ما كانت عليه السياسة الأمريكية مع الملف، كما أن إدارة بادين لم تسحب اعتراف سابقتها بالجولان السوري المحتل أو اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وكل ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية هو بالأساس تحرك من أمريكا لدعم إسرائيل أمنيا للإبقاء على السلطة.
وتابع خلال استضافته في برنامج مدار الغد، أن فلسطين منذ عام 1993 وهي تفاوض وتفاوض وليس هناك جديد، وأصبح السعي للعودة للقانون الدولي الذي لا يتعامل بطاقة كافية مع الملفات، مشيرا إلى أن ترامب أراح بايدن كونه اتخذ قرارات بعيدة المدى، ومن الصعب أن يتراجع الأخير عنها.
نظير مجلي – الخبير في الشأن الإسرائيلي قال إن حكومة بينيت تأبه بغضبة بايدن وهي تعرف أن هناك سقفا لا يمكن أن تتجاوزه، وأن هناك أمورا تحب طرحها أمام الإدارة الأمريكية، هذا السقف الذي لا تتخطاه هو أنها لا تدخل في صدام مع هذه الحكومة حتى لا تصل لمستوي الخلافات التي وقعت في عهد نتنياهو، ومن ثم يحاولون حل المشكلات بشيء من التفاهم ويرسلون مندوبين دائما للتعاطي مع المشكلات مع واشنطن وفق مبدأ بايدن وبينيت وهو التفاهم بهدوء دون ضجيج.
وتابع: ربما الحكومة الإسرائيلية يكون دائما ردها على الإدارة الأمريكية التي تطالبها بالتفاهم مع فلسطين هو مع من نتفاوض ونحن نرى خلافات بين حماس وفتح من جهة، وبين فتح وفتح من جهة أخرى.
وأشار إلى أنه بعد عبور ميزانية إسرائيل خلال هذا الأسبوع واستقرار الحكومة ستبدأ الإدارة الأمريكية فتح الملفات المؤجل الحديث عنها مثل القنصلية وربما هناك قرارات ستكون أكثر حزما تتخذها الإدارة الأمريكية، ضد إسرائيل لكن يبقى في النهاية سقف لا يمكن تجاوزه.
