الخيامية.. فن روحاني يصارع الاندثار في مصر
يرتبط شهر رمضان الكريم في مصر ببعض العادات والمظاهر والأجواء المميزة بعناصرها مثل الفانوس، ومدفع رمضان، والزينة والخيامية بألوانها ونقوشها الهندسية المميزة التي نراها تكسو ديكورات المنازل والمطاعم والفنادق.
وتجذب الخيامية إعجاب الجميع وهي التي ترمز إلى عادات الشرق الروحانية، ويصّر صانعوها على بقاء مهنتهم الفنية والتاريخية والتي توارثوها أبا عن جد، وتجسد جزءا أساسيا من هوية مصر الثقافية والتراثية.
إذا صادف مرورك في شارع الخيامية أمام باب زويلة في القاهرة الفاطمية، ستشاهد بعض الحرفيين في محالهم يقومون بترقيع الأقمشة الملونة، ويحرص السائحون في العادة على زيارة شارع الخيامية، للشراء.
ولإنتاج الخيامية كان الخياطون يدمجون قطعا ملونة بأشكال هندسية أنيقة ويتم ترقيعها، مثل الزهور والزخارف الإسلامية أو الفرعونية، ومع مرور الزمن تطورت الخيامية من فن حياكة وخياطة الخيام، تدريجيًا لتتحول إلى تصميمات تتراوح بين العملية والديكور، ورغم أن الحِرفة أساسًا تقوم على صناعة الخيمة والسرادق والصوان والوسادة وغيرها من الأغراض العملية، فإنه قد يتم تطويعها جماليًا لعمل لوحات حائطية وملايات وتنجيد وسادات وتغليف مجسمات وستائر ومفروشات متنوعة.
الخيامية الفرعونية
ذكر «ماسبيرو» في كتابه «المومياوات الملكية»، أن هناك سرادق من الجلد اكتشف من الأسرة الحادية والعشرين، يرجع تاريخه إلى الفترة الواقعة بين 1054-1009 قبل الميلاد، وهو ما يُعرف بسرادق الأميرة أسمخب ابنة ماسهارتا الكاهن الأكبر لآمون، وهذا السرادق تم اكتشافه عام 1880، في عهد الخديوي توفيق، بالدير البحري بالأُقصر، ويعد من القطع الفنية النادرة التي عثر عليها في خبيئة الدير البحري.
كسوة الكعبة
كان أمير الحج وهو أحد الشخصيات العسكرية ذات الشأن الكبير مكلفا من والي مصر بحمل كسوة الكعبة، أعظم وأثمن خيامية في قافلة الحج المتجهة إلى الحجاز برفقة عدد كبير من جنود الحراسة، وكسوة الكعبة هي غطاء مُطرز بالذهب والفضة والأحجار الكريمة تعلق على الكعبة المشرفة.
دخلت صناعة الخيامية على أغراض كثيرة يتم استخدامها في الحياة مثل تنورات راقصي المولوية، وأزياء المتصوفيين في مصر والدراويش، وسرادقات العزاء والموالد، وموائد الرحمن في شهر رمضان.
ويناضل اليوم فنانو الخيامية وحرفيوها من أجل الإبقاء على هذا الفن العريق حتى لا يتراجع أو يندثر خصوصا بعد أن تطورت صناعة الأقمشة المطبوعة التي غلبت هذا الفن التراثي العريق.
