قدمت الدراما التليفزيونية المصرية الرمضانية هذا العام، أعمالا أكثر تنوعا من الأعوام السابقة، ما أعطى المشاهد العربي مساحة اختيار أوسع عبر من خلالها عن آرائه في تلك الأعمال.
عادة ما تختلف آراء النقاد مع ذوق المشاهدين، لكن هناك أعمالا اتفق الفريقان على جودتها ومستواها الفني الجيد رمضان 2016، من بينها «أفراح القبة»، و«جراند أوتيل»، حيث نال كل منهما إشادة كبيرة على المستويين النقدي والجماهيري.
وتواصل الـ«الغد» مع الناقدة المصرية ماجدة خير الله، لمعرفة رأيها في الأعمال، التي قدمت رمضان هذا العام، فهي ترى رغم أن عددا من المسلسلات تشابهت موضوعاتها حول المرضى النفسيين، وعدد آخر بطلاته محاميات، لكن يوجد أيضا مسلسلات موضوعاتها متنوعة.
كما وجدت أن أفراح القبة أفضل مسلسل، لأن عناصره متكاملة، بداية من السيناريو وأسلوب السرد مرورا بالتمثيل والإضاءة، والأزياء والتصوير وغيرها من عناصر العمل الدرامي.
ووسط كثير من الآراء الإيجابية حول الأعمال الدرامية الرمضانية، كان هناك أعمال أقل من المستوى المطلوب، ورأت خير الله أن أسوأ مسلسل هذا العام هو الجزء السادس من «ليالي الحلمة». وأوضحت: الشخصيات جوفاء والحوار سيء، وهذا عكس ما قدمه أسامة أنور عكاشة، الذي تميز بحوار متقن له عمق ومغزى. أيضا هناك مشكلة في امتداد الشخصيات، يوجد شخصيات كانت في الـ70 من عمرها منذ 21 سنة، مع عرض الجزء الخامس من «ليالي الحلمية»، على سبيل المثال شخصية «نازك السلحدار»، كيف يعقل أن تكون بعد مرور هذا العمر بصحة جيدة وقادرة على الزواج!
وأضافت: شخصية «زهرة» أيضا اختلفت عن الشخصية الأصلية التي عرفناها على مدار 5 أجزاء، بالطبع الإنسان تحدث له الكثير من التغيرات مع مرور السنين، لكن يظل في إطار ملامح شخصيته العامة، فالإنسان امتداد لما هو عليه لا يمكن أن يتبدل لشخص آخر تماما مع تلك التغيرات، المسلسل سيء جدا لكنه لا يشوه العمل الأصلي، والقائمون على العمل وضعوا أنفسهم في مأزق، فأنا لم أفهم ما المراد تقديمه من خلال المسلسل وشخصياته المفرغة.
وبالطبع نال عدد من الأعمال نسبة مشاهدة كبيرة على المستوى الجماهيري، لكنها لم تلق قبولا لدى النقاد، منها مسسلسل «الأسطورة» للنجم محمد رمضان، الذي رأت ماجدة خير الله أن سبب نجاحه جماهيريا أنه يخاطب قطاعا كبيرا من الجمهور، والذي يعيش معظمهم في مناطق شعبية، وهم بالتأكيد أكبر بكثير من فئة المثقفين. محمد رمضان يجسد شخصيات إما يتمنوا أن يصبحوا مثلها، أو أنها نموذجا لشخص موجود بينهم بالفعل. على سبيل المثال لقب الفنان فريد شوقي بـ«ملك التيرسو» لأنه داعب أحلام هذه الطبقة، بتقديم أدوار أصحاب المهن البسيطة، لكن فريد شوقي كان فنانا ذكيا لم يحصر نفسه في منطقة واحدة، بل قدم جميع الأدوار وبتنوع كبير.
وأكدت خير الله: مشكلة محمد رمضان أن له شعبية كاسحة لم يستطع استخدامها بشكل يخدمه كفنان، ووصل لمرحلة يصعب معها الخروج عن عباءة نوعية الأدوار التي يقدمها.
كما تألق عدد من النجوم هذا العام بأدائهم التمثيلي، واتقنوا تجسيد أدوارهم بشكل أثار إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، حيث رأت ماجدة خير الله أن أفضلهم يحيى الفخراني، ويسرا، ومنى زكي، ومحمد ممدوح.
ووجد رواد مواقع التواصل المختلفة أن مسلسل القيصر، وأفراح القبة، وجراند أوتيل، والأسطورة، والميزان، و7 أرواح أفضل مسلسلات رمضان 2016، كما أشادوا بأداء عدد من النجوم من أبرزهم إياد نصار، ومنى زكي، ومحمد ممدوح، وأحمد داوود، وصابرين، ويحيى الفخراني.
